زادت قيمة تحويلات العمال الأجانب في الدولة الى بلدانهم خلال فترة عيد الأضحى بنسب تقدر بين 10 إلى 20% مقارنة بالأيام العادية، بحسب صيارفة في السوق المحلية.
وقدر صيارفة حجم التحويلات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنحو 10 مليارات دولار (36,7 مليار درهم)، دون تغيير يذكر عن الفترة المقابلة من العام الماضي.
وأوضح صيارفة أن نسبة النمو في حجم التحويلات خلال عيد الأضحى المبارك كانت أقل من مثيلاتها خلال مواسم الأعياد الماضية، سواء بالمقارنة مع عيد الفطر أو عيد الأضحى الماضي.
وأرجعوا ذلك إلى تراجع سعر صرف الدرهم أمام العملات الأخرى غير المرتبطة بالدولار الأميركي من جهة وانحسار نسبي في السيولة المتوافرة للعاملين والموظفين من جهة أخرى.
وقال أحمد الأنصاري الرئيس التنفيذي لشركة رضا الأنصاري للصرافة إن الزيادة في تحويلات العاملين والموظفين الوافدين الى بلدانهم تقدر بنحو 20% مقارنة مع أيام العمل الاعتيادية، أما مقارنة مع مواسم الأعياد في السنوات الماضية فهي قريبة الى مستوياتها أو أقل بنسبة طفيفة.
وأوضح أنه خلال فترات الأعياد والمواسم تزداد التحويلات بشكل عام بنسب تتراوح بين 20 إلى 25%، مقارنة بأيام العمل العادية.
وأضاف “بالنسبة الى شركتنا لم نلحظ تغييراً يذكر في مستوى التحويلات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي”.
وأشار إلى أن أسعار صرف الدرهم بقيت ثابتة دون تغيير يذكر تجاه الدولار الأميركي والعملات المرتبطة به، أما اليورو فقد تراجع سعر صرفه بنحو 3% تقريباً خلال الأسبوع الماضي أمام الدرهم والدولار.
أما العملات العربية فقد بقيت ثابتة عدا الدينار الكويتي الذي انخفض سعر صرفه بنحو 1% خلال الأسبوع ، نظرا لارتباطه بسلة عملات.
وقال إن أسواق صرف العملات في الدولة كانت مستقرة، ولم نلحظ أن هناك أي نشاط غير طبيعي، أو أن الفروقات في أسعار الصرف قد أغرت بعض الأفراد للمتاجرة أو المضاربة بالعملات. ووفقاً لبيانات “المركزي”، يعمل في الدولة نحو 111 شركة صرافة بنهاية العام 2009 ، جميعها مرخصة وفقاً لمعايير المصرف المركزي وقانون الشركات وتخضع جميع أعمالها لرقابة كامل من جانب المصرف.
الى ذلك، قال فؤاد لاري مدير عام شركة لاري للصرافة إن الزيادة في حجم التحويلات خلال العيد تقدر بنحو 10% مقارنة مع أيام العمل الاعتيادية، لكنها سجلت تراجعاً طفيفاً مقارنة مع حركة التحويلات للخارج خلال عيد الفطر أو عيد الأضحى العام الماضي.
وأرجع لاري ذلك إلى انحسار طفيف في حجم السيولة المتوافرة لدى العاملة المقيمة حالياً مقارنة مع فترات المقارنة الماضية.
وقدر حجم التحويلات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنحو 10 مليارات دولار لافتاً الى أنها مستقرة تقريباً مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي ، مع احتمال أن يكون هناك تراجع طفيف.
وأشار لاري الى أن الارتفاع العام في سعر اليورو منذ بداية العام أسهم في تقليص القيمة الإجمالية للتحويلات، اذ أن ارتفاع أسعار الصرف للعملات غير المرتبطة بالدولار الأميركي أمام الدرهم أضعف قدرة جزء من العمالة الأجنبية في الدولة وقيمة المبالغ التي يقومون بتحويليها الى ذويهم .
من جهته، قال محمد الأنصاري المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للصرافة إن حركة الصرافة والتحويلات شهدت نشاطاً ملحوظاً خلال فترة العيد بدعم من زيادة الطلب على الدولار واليورو أساساً لأغراض السياحة.
وقال إن معظم المسافرين الى البلدان العربية يشترون الدولار وكان هذا سبباً في زيادة الطلب على الدولار أكثر من غيره من العملات الأجنبية.
وأوضح أن التحويلات أيضاً شهدت نمواً ملحوظاً نتيجة قيام العمال والموظفين بتحويل الأموال والعيديات الى ذويهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وكان مسؤولون في شركات صرافة قالوا في وقت سابق إن قيمة التحويلات المالية عبر شركات الصرافة في الدولة بقيت قريبة من مستوياتها خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة مع النصف الأول من عام 2009، لكنها تراجعت مقارنة مع 2008 و 2007.
ووفقاً لبعض التقديرات فإن قيمة تحويلات العاملين المقيمين في دولة الإمارات تعادل نحو 25% من إجمالي قيمة تحويلات العاملين الأجانب في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال مصرف الإمارات الصناعي في تقرير صادر عنه في وقت سابق إن ظاهرة التحويلات الخارجية تشكل أحد أهم الظواهر الناجمة عن الخلل في أسواق العمل الخليجية والتي تتراجع فيها نسبة العاملين الخليجيين مقارنة بالعاملين الأجانب .
وأشار المصرف الى زيادة مضطردة في قيمة التحويلات الخارجية والتي ارتفعت بنسبة 31% في عام 2008 في دول مجلس التعاون الخليجي لتبلغ 40 مليار دولار مقارنة مع 30,5 مليار دولار في عام 2007، ولتأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية والتي بلغ حجم التحويلات الخارجية فيها 47 مليار دولار خلال العام الماضي.
عدد اليوم
