الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تتغنى بـ «البُردة» على مسرح أبوظبي

تابع جمهور مسرح أبوظبي أمس الأول غناء الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بسيرة النبي المصطفى محمّد صلّى الله عليه وسلم، حيث قدمت قصيدة “البُردة” التي نالت إعجاب الحضور. جاء ذلك، في الليلة الخامسة عشرة للمهرجان الرمضاني السادس الذي ينظمه نادي تراث الإمارات بتوجيهات ورعاية من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، نحو إبراز ملامح الفن الإماراتي الشعبي من خلال تقديم الفنون الشعبية الدينية والفنية المتوارثة بين الأجيال في الدولة. وشهد الأمسية وليد الزعابي، مدير إدارة التراث في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وقدمتها الفرقة الوطنية بقيادة عبيد علي، في ثلاثة فصول للبُردة بمشاركة عشرة منشدين، ومثلهم من ضاربي الدفوف انتظموا في صفين متقابلين على خشبة المسرح، وتضمن الفصل الأول “المالد سماع” الذي بدأ فيه النظِّيم مدح الرسول المصطفى محمّد عليه الصلاة والسلام، ثم بدأت إيقاعات الطِيران”الدفوف” والنشيد، على النمط القديم، كما كان يقدم في الماضي بالإمارات على وقع الدفوف والتنغيم في الأصوات. وقدم أعضاء الفرقة الوطنية للفنون الشعبية خلال الفصل الثاني للبُردة” المالد البرزنجي”، الذي بدأه المطوع بقراءة الأشعار الخاصة بمدح النبي الأكرم صلّى الله عليه وسلم، ثم تابع المنشدون من بعده ترديد أشعار المدح وفق الطريقة التقليدية لفنّ المالد الإماراتي، حيث يقام هذا الفصل من البُردة عند تقديم الناس للنذور أو في حالات الشفاء من الأمراض. وختمت الفرقة أمسيتها للبُردة بالفصل الثالث “المالد سماع” الذي يشابه الفصل الأول وبأناشيد أخرى مع إيقاعات الدفوف، وأدى منشد الفرقة أحمد العلي خلال فصول البُردة قصائد عديدة في مدح خير الإنسانية النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم وسط استحسان وتفاعل الجمهور الذي حضر الأمسية الرمضانية، التي تم في ختامها السحب على الجوائز النقدية التي قدمها نادي تراث الإمارات. يشار إلى أنّ البُردة للإمام البوصيري، هي قصيدة عدد أبياتها مائة واثنان وستون بيتاً، وقد زاد بعضهم عدداً من الأبيات في المقدمة وفي الخاتمة، حيث مدح فيها البوصيري الرّسول العظيم محمّد صلّى الله عليه وسلم، فيخاطبه كأنه حي يرزق، وقد أسماها بالبُردة كُنية له، لاشتمالها على مناقب الرسول، وهذا قصد المعنى المجازي، وفيه تقدير عظيم واحترام لخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. وتشمل أقسام قصيدة البُردة عشرة أجزاء رئيسية، قسمها الدارسون إلى فصول أساسية تتناول الموضوعات الآتية:” النسيب النبوي، التحذير من هوى النفس، مدح الرسول الكريم، مولده الشريف، مُعجزاته، القرآن الكريم، الإسراء والمعراج، التوسل والتشفع، والمناجاة والتضرع”.