كانت لين جاتشلر مارتن تبلغ 9 أعوام من العمر عندما استسلمت اليابان في الحرب العالمية الثانية. وللاحتفال بالانتصار شاركت مع عائلتها في استعراض بمدنية نيوأروليانز.
وخلال الاستعراض، التقط أوسكار جي.فالتون مصور صحيفة تايمز- بيكايون الأميركية صورة صارت أيقونة على مدار السنوات اللاحقة للحظة الانتصار. ويظهر فيها عدد من الوجوه الباسمة الفرحة بالنصر، فيما يتصاعد من ورائها دخان الإطارات المحترقة. التقطت الصورة يوم 14 أغسطس 1945.
ويقول موقع بوينتر المعني بقضايا وأخبار الصحافة والإعلام، إنه بعد عقود قررت لين وعائلتها الظهور في لقطة مماثلة تحاكي الصورة الأولى.
وكان متحف الحرب العالمية الثانية قد تواصل مع صحيفة تايمز - بيكايون من أجل محاولة التعرف على الأشخاص الذين ظهروا في اللقطة من أجل إعادة تكرارها مرة أخرى بالأشخاص أنفسهم إن بقي منهم أحد على قيد الحياة، وذلك للاحتفال بالذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية يوم 15 أغسطس الجاري.
ووافقت الصحيفة على الفكرة ونشرت اللقطة القديمة ومع صورة استرشادية منحت فيها كل شخصية رقما محددا وطلبت من القراء التواصل معها في حالة التعرف على الأشخاص الموجودين في الصورة.
أطلقت الصحيفة المبادرة عبر موقعها الإلكتروني في مايو الماضي. وتولى الصحفي جون بوب مهمة التعامل مع القراء المتصلين كجزء من مهامه اليومية. واستغرق الأمر أقل من شهرين لإعادة إحياء اللقطة بأبطالها الحقيقين، بعد مرور 70 عاما.
وبالطبع لم تكن العملية سهلة، ففي إحدى الحالات اتصل شخصين وحدد كل منهم هوية مختلفة لأحد أبطال الصورة الأصلية، وتمت دعوتهما لزيارة الصحيفة وبعد بعض التمحيص ظهرت الحقيقة، كما أن بعض المشاركين في الصورة توفوا.
وكانت لين تشاهد الصورة في الصحيفة كل عام تقريبا في ذكرى الانتصار. وسارعت للاتصال بشقيقها وابن عمها اللذين كانا أيضا معها في الصورة، عندما أعلنت الصحيفة عن مبادرتها.
وكان معها في الصورة كذلك والدتها وخالتها وجدتها.
وانتشرت في السنوات الأخيرة بالصحافة العالمية فكرة إعادة التقاط صور قديمة بأبطالها الأصليين. وقد أعادت إحدى الجمعيات مؤخرا التقاط صورة يعود تاريخها للحرب العالمية الأولى في جنوب لندن.
وتكشف مبادرة صحيفة تايمز - بيكايون كيف يمكن للصحفيين والمؤرخين أن يتعاونوا معا لاكتشاف أولئك الذين صنعوا التاريخ.
عدد اليوم
