الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاقة قطر بإسرائيل تزيد من أزمة الفلسطينيين

علاقة قطر بإسرائيل تزيد من أزمة الفلسطينيين
2 فبراير 2018 14:39
أحمد شعبان (القاهرة) أكد خبراء علاقات دولية وإعلام سياسي في مصر، أن ما كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية من استقبال أمير قطر تميم لزعيم المنظمة الصهيونية الأميركية في الدوحة، وبعض الشخصيات الأميركية الأخرى المعروفة بدعمها لإسرائيل، يؤكد على العلاقات الوثيقة بين قطر وإسرائيل منذ عام 1995، وأن هذه العلاقة القوية بين الدوحة وتل أبيب تفضح وتكذب مزاعم قطر في دعمها للقضية الفلسطينية. وأشاروا إلى أن قطر تستخدم أذرعها الإعلامية لتوجيه رسالة للعالم بأنها تدعم القضية الفلسطينية، والحقيقة أن قطر بتقربها من إسرائيل تزيد من أزمة حل القضية الفلسطينية. وأكدوا أن قطر بعد مقاطعة دول الرباعي العربي لها لدعمها للإرهاب، تحاول تخفيف الضغط عليها بالتنسيق مع إسرائيل، حتى تتوسط لها لدى الولايات المتحدة الأميركية لحل أزمتها، وحتى تخرج من العزلة الدولية التي فرضت عليها نتيجة المقاطعة بسبب سياستها الداعمة للإرهاب. علاقات وثيقة بداية قال الباحث صلاح لبيب الخبير في العلاقات الدولية: إن ما كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية من استقبال أمير قطر تميم لزعيم المنظمة الصهيونية الأميركية في الدوحة وبعض الشخصيات الأميركية الأخرى المعروفة بدعمها لإسرائيل، يؤكد على العلاقات الوثيقة بين قطر وإسرائيل منذ عام 1995، لافتاً إلى أن أول دولة خليجية فتحت مكتب تنسيق تجاري لإسرائيل على أرضها كانت قطر، قبيل مجيء حمد بن خليفة آل ثاني للحكم. وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت أيضاً أن الشخصيات التي زارت الدوحة مؤخراً 8 من المسؤولين والخبراء من اليمين المتطرف الإسرائيلي، و5 منهم من أقصى اليمين المتطرف، وممن تعتبرهم الدوائر الإسرائيلية في الداخل من غلاة المتطرفين، مضيفاً: لم تستقبل قطر أياً من الأحزاب الوسط أو المعتدلة مثل حزب العمال الإسرائيلي، بل فتحت أبوابها للمتطرفين من الصهاينة، واجتذبت أقصى اليمين المتطرف، مؤكداً أن قطر بعد مقاطعة دول الرباعي العربي لها لدعمها للإرهاب، تحاول تخفيف الضغط عليها بالتنسيق مع إسرائيل، حتى تتوسط إسرائيل لها لدى الولايات المتحدة، وتخفف من الضغوط عليها باعتبار أن إسرائيل الابن غير الشرعي المدلل لأميركا. وأكد أن قطر تزعم دعم الفلسطينيين أو القضية الفلسطينية كذباً في العلن، كنوع من الدعاية السيادية، لأنه لو نظرنا إلى ما تقدمه قطر للقضية الفلسطينية لوجدناه شيئاً محضاً لا يذكر، فقطر تدفع فقط بعض الملايين من الدولارات لإقامة بعض الوحدات السكنية في غزة، ثم تهدم تلك الوحدات السكنية جراء قصف من قبل القوات الإسرائيلية نتيجة للحرب الدائرة هناك. مشيراً إلى أن كل هذا الدعم الذي تقدمه الدوحة للفلسطينيين «كرتوني»، وتابع: «لو رأينا تبرعات قطر لغزة ولدعم القضية الفلسطينية في آخر 10 سنوات، وتمت مقارنتها بما دفعته قطر لشراء اللاعب الدولي «نيمار»، واللوحات الفنية التي اشتراها حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري السابق، لوجدناها أضعاف المبالغ والتبرعات التي دفعتها قطر لغزة، ثم تخرج علينا قناة «الجزيرة» القطرية تتغنى بأن قطر تدعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية. وأكد أن ما تزعمه برامج قناة الجزيرة القطرية حول دعم الدوحة ومساندتها للقضية الفلسطينية، دعاية إعلامية لا تثبت على أرض الواقع، مشيراً إلى أن قطر تستخدم أذرعها الإعلامية لتوجيه رسالة بأنها تدعم القضية الفلسطينية، والحقيقة أن قطر بتقربها من إسرائيل تزيد من أزمة حل القضية الفلسطينية، فلا يوجد عند قطر موقف مختلف عن الدول العربية من الحلول المطروحة من إقامة دولتين، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ولم يكن لها دور في المصالحة الفلسطينية، بدليل أن الذي قام بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس مصر وليست قطر، لأن مصر من الدول التي لها رصيد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى الأردن وسوريا في العهد الماضي ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، هذه هي الدول المؤثرة على الصراع الدائر، أما بالنسبة لقطر فهي من الدول التي لا تثبت عند الجلوس على مائدة التفاوض، لأنها ليس لها رصيد يذكر في القضية الفلسطينية. مزاعم قطر ومن جانبه أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي، أن علاقة قطر بإسرائيل علاقة قوية منذ زمن بعيد، ولها تراكمات سابقة، وأن استقبال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بزعيم المنظمة الصهيونية الأميركية في الدوحة، استكمال للعلاقات السابقة بين قطر وإسرائيل، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات والعلاقات بين البلدين أمر طبيعي، خاصة في الوقت الحالي الذي تشهد فيه قطر عزلة دولية نتيجة لسياستها الداعمة للإرهاب، ومقاطعة دول الرباعي العربي لها، السعودية والإمارات ومصر والبحرين. وأشار إلى أنه منذ سنوات وهناك كلام يتداول في وسائل الإعلام حول هذه العلاقات المتينة بين قطر وإسرائيل، وزادت أواصر هذه العلاقات بعد العزلة الخليجية والعربية التي تعرضت لها الدوحة، وبالتالي تتسم هذه العلاقات الدبلوماسية بلحظات الضعف من الجانب القطري، أما بالنسبة للجانب الصهيوني الإسرائيلي فإنه يستغل هذا الضعف باستمالة قطر لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية في إطار سعيه للتطبيع مع الدول العربية، وفي إطار تحقيق مكاسب مادية من خلال العلاقات التجارية والاقتصادية مع قطر، لأن الطرفين القطري والإسرائيلي في عزلة. وأكد أن هذه العلاقة القوية بين الدوحة وتل أبيب تفضح وتكذب مزاعم قطر في دعمها للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه المزاعم القطرية ناتجة عن الازدواجية في الدبلوماسية التي تمارسها قطر، مضيفاً: «الإعلام القطري يضع هدفاً قومياً ومقبولاً إعلامياً في صورة العلن وهو دعم القضية الفلسطينية، وفي نفس الوقت وفي سياقه يمارس تحالفات ومعاملات كامنة وخفية مع العدو الصهيوني». وأكد أن قناة «الجزيرة» سعت إلى تأجيج بذور الفتنة، عندما نشرت الوثائق السرية للمفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، لإجهاض القضية الفلسطينية، وزيادة حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وفي نفس الوقت لم تكشف عن ممارسات الكيان الصهيوني الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. مؤكداً أن قطر تمارس أدواراً متناقضة في العلن وتخفي علاقاتها المشبوهة بإسرائيل. وأشار إلى أن أمير قطر تميم اعترف بعلاقته الجيدة مع إسرائيل، وأن السفير القطري محمد العمادي في غزة يجري اتصالات إعلامية وسياسية يومياً مع الجانب الإسرائيلي، وأن تاريخ قطر في هذا الشأن معلوم. لافتاً إلى أن قطر استضافت من قبل شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي الأسبق، واستضافت أيضاً وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، وهناك عدد كبير من رجال الأعمال الإسرائيليون يعملون في قطر في التجارة والاستثمارات. وأكد أن قطر تقيم علاقات جيدة مع الإسرائيليين، لكي تحافظ على وجودها، ولذلك قام أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني في عام 2012 بزيارة لقطاع غزة لتقديم منح بحوالي 500 مليون دولار خصصت لبناء 3 آلاف وحدة سكنية تحت مسمى مشروع مدينة حمد، بالإضافة لإنشاء مركز للتأهيل. لافتاً إلى أن هذه الزيارة أتت بأثر سلبي على الجانب الفلسطيني الداخلي، حيث كرست للانقسام الفلسطيني، وخدمت المخطط الأميركي الإسرائيلي لجعل الشقاق الفلسطيني مؤسساتياً عن طريق وضع الدعائم الدبلوماسية لكيان فلسطيني يقتصر على قطاع غزة. مشيراً إلى أن أمير قطر خلال زيارته لقطاع غزة، عرض على قادة حماس شروطاً عدة مقابل دعمه لهم، ومن أبرزها: استئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني من دون شروط مسبقة، والاعتراف بالكيان الصهيوني، إلى جانب وقف الكفاح المسلح ضد إسرائيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©