الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مالك بن أنس أحد أئمة أهل السنة الأربعة والأشد هيبة من السلطان

مالك بن أنس أحد أئمة أهل السنة الأربعة والأشد هيبة من السلطان
13 أغسطس 2012
(القاهرة) - الإمام مالك بن أنس واحد من أئمة أهل السنة الأربعة، وقد وضع مذهباً فقهياً متكاملاً يتعبد به ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو الأمر الذي جعله أحد المجددين الأوائل الذين أفادوا الإسلام الحنيف وجددوا علومه. ويقول الداعية الإسلامي د. راغب السرجاني - عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية، وقد ولد بالمدينة المنورة سنةَ 93 هجرية الموافقة لسنة 703 ميلادية، وعاش مالك في المدينة المنورة فترة طويلة من حياته، وفيها بدأ يطلب العلم وهو طفل، وحصل على قدر كبير من علوم الفقه والشريعة الإسلامية حتى تأهل للفتيا وهو أبن إحدى وعشرين سنة، كما قصده طلاب العلم من مختلف أنحاء الدولة الإسلامية. ويشير د. السرجاني إلى أن مصعب الزبيري قال في شأن الإمام مالك: “كان مالك من أحسن الناس وجها، وأحلاهم عينا، وأنقاهم بياضاً، وأتمهم طولاً في جودة بدن”. كما قال عنه أبو عاصم: “ما رأيت محدثاً أحسن وجها من مالك”. عالم المدينة وروى الترمذي بسنده عن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم، فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة”.. ثم قال: هذا حديث حسن، وقد روي عن ابن عيينة أنه قال: هو مالك بن أنس. كمال قال أبو مصعب أيضاً: “كان مالك يطيل الركوع والسجود في ورده، وإذا وقف في الصلاة كأنه خشبة يابسة لا يتحرك منه شيء”.. وقالت فاطمة بنت الإمام مالك: “كان مالك يصلي كل ليلة حزبه، فإذا كانت ليلة الجمعة أحياها كلها”. وقال ابن المبارك عنه: “رأيت مالكاً فرأيته من الخاشعين، وإنما رفعه الله بسريرة كانت بينه وبين الله، وذلك أني كثيراً ما كنت أسمعه يقول: من أحب أن تفتح له فرجة في قلبه، وينجو من غمرات الموت، وأهوال يوم القيامة، فليكن في عمله في السر أكثر منه في العلانية”. وقال سعيد بن أبي مريم: “ما رأيت أشد هيبة من مالك، لقد كانت هيبته أشد من هيبة السلطان”. وقال الإمام الشافعي “ما هبت أحدا قَطُّ هيبتي مالك بن أنس حين نظرت إليه”. منابع علمه ويوضح د. السرجاني أن الإمام مالك أخذ العلم عن الكثير من العلماء الأجلاء مثل نافع بن أبي نعيم القارئ، وسعيد المقبري، والزهري، وابن المنكدر، ووهب بن كيسان، وعامر بن عبدالله بن الزبير، كما حدث عنه عدد كبير من الأئمة، منهم السفيانان، وشعبة، وابن المبارك، والأوزاعي، وابن مهدي، وابن جريج، والليث، والشافعي، والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري. ومن أشهر من روى عن الإمام مالك: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن وهب، ومعن بن عيسى القزاز، وداود بن أبي زَنْبَر، وابنه سعيد، وأبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس، وعبدالملك بن عبدالعزيز، وعبدالله بن عبدالحكم المصري، والليث بن سعد من أصحاب مالك وعلى مذهبه ثم اختار لنفسه مذهبا آخر، وابن المعذل، وغيرهم. ويضيف د. السرجاني: ومن أشهر مؤلفات الإمام مالك كتاب الموطأ، ورسالة في الوعظ، وكتاب المسائل، ورسالة في الرد على القدرية، وتفسير غريب القرآن، وكان للإمام مالك منهج في الاستنباط الفقهي لم يدونه، كما دون بعض مناهجه في الرواية، ولكن مع ذلك صرح بكلام قد يستفاد منه، فقد ألمح إلى ذلك، وهو يتحدث عن كتابه “الموطأ” فقال: “فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الصحابة والتابعين ورأيي، وقد تكلمت برأيي، وعلى الاجتهاد، وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا، ولم أخرج من جملتهم إلى غيره”، ولا شك أن هذه العبارة من الإمام مالك تشير إلى بعض الأصول التي استند إليها في اجتهاداته واستنباطاته الفقهية، وهي: السنة، وقول الصحابة، وقول التابعين، والرأي، والاجتهاد، ثم عمل أهل المدينة. تنقيح الفصول ويقول د. السرجاني: ولعلَّ أدق إحصاء لأصول المذهب المالكي هو ما ذكره القرافي في كتابه “شرح تنقيح الفصول”، حيث ذكر أن أصول المذهب هي القرآن والسنة والإجماع وإجماع أهل المدينة والقياس وقول الصحابة، والمصلحة المرسلة والعرف والعادات وسد الذرائع والاستصحاب والاستحسان. ويرصد د. السرجاني بعض إشادات أئمة المسلمين في مختلف العصور بالإمام مالك وبدوره في خدمة الفقه الإسلامي، ومن ذلك ما قاله الإمام البخاري: “أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر”. وقال سفيان بن عيينة: “ما كان أشد انتقاده للرجال”. وقال يحيى بن معين: “كل من روى عنه مالك فهو ثقة إلا أبا أمية”. وقال أكثر من إمام وعالم من أئمة وعلماء المسلمين: “هو أثبت أصحاب نافع والزهري”. وقال الشافعي: “إذا جاء الحديث فمالك النجم”. وقال: “إذا جاءك الأثر عن مالك فشد به يدك”. وقال أيضاً: “من أراد الحديث فهو عِيالٌ على مالك”. ومن كلمات الإمام مالك الخالدة قوله: “كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر”، أي النبي صلى الله عليه وسلم. وتوفي الإمام مالك بالمدينة سنة 179 هجرية الموافقة لسنة 795 ميلادية عن خمسٍ وثمانين سنة، ودفن بالبقيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©