الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الناشئة تتسابق لصناعة السيارات الطائرة رغم التحديات الهندسية

الشركات الناشئة تتسابق لصناعة السيارات الطائرة رغم التحديات الهندسية
8 سبتمبر 2014 21:40
يعود تاريخ السيارات الطائرة للعقد الأول من تسعينيات القرن الماضي، عندما اشترك والدو ووترمان وجلين كيرتيس في إطلاق أول طائرة برمائية في خليج سان دياجو بأميركا، لتمر بعد ذلك بعدة مراحل من التطوير. وفي ظل الزيادة الكبيرة في عدد السيارات ومشاكل الازدحام المروري في المدن الكبرى حول العالم، أصبحت الحاجة لصناعة سيارة طائرة أكثر إلحاحاً وضرورة. تواجه هذه الخطوة تحديات هندسية وتصميمية ضخمة، تتمثل في الاختلاف الكبير بين طبيعة الطائرات والسيارات، حيث ينبغي أن توفر السيارات لركابها الراحة ومكابح التوقف والحماية في حالة وقوع الحوادث، في نفس الوقت الذي تلتزم فيه بالمعايير الحكومية الخاصة بتلوث الهواء وكفاءة استهلاك الوقود. وتعتبر المحافظة على الوزن المطلوب من العوامل الهامة، إلا أنه من الممكن قبول الزيادة الطفيفة. وفي جانب الطائرات، يمثل الوزن كل شيء، مثل تحديد قوة المحرك والطول المناسب للأجنحة حتى تكون الطائرة قادرة على الإقلاع. لذا، تلجأ شركات صناعة الطائرات لاستخدام المواد الخفيفة للوصول إلى أكثر الهياكل كفاءة في الطيران. وينتج عن محاولة التوفيق بين هذه المتطلبات المتباينة للنوعين من المركبات، تنازلات كبيرة تجعل حلم السيارة الطائرة بعيد المنال، لكنه ما زال قائماً. وفي شركة أيرو فيرمونت بمدينة سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، يقود المستشار الهندسي راي مورجان بدرايته الكبيرة في كفاءة الاستهلاك وخفة الوزن، فريقاً من المهندسين لتطوير سلسلة من نماذج السيارات الطائرة. ويقول: «عموماً تُعد فكرة استخدام الطائرة كسيارة، غير حقيقية، حيث من المرجح في نهاية المطاف استخدام طائرة سيئة وسيارة سيئة». وعكف مناصرو السيارات الطائرة على مر السنوات الماضية، على إجراء التجارب على كافة نماذج نظم الدفع، بما في ذلك مراوح الرفع ودوارات الهيلوكوبتر. وتعمل العديد من الشركات الصغيرة الآن، في تصميمات السيارات الطائرة التي تتطلع لأن تشكل النموذج الذي يكسر حاجز هذا النوع من المركبات. أجنحة قابلة للطي ومن بين هذه الشركات، تيرافيوجيا في مدينة وبورن بولاية ماساتشوستس الأميركية، التي أجرت تجربة على نموذج بأجنحة قابلة للطي ومروحة تقع بين أذرع الأجنحة. وتعمل الشركة في نموذج متطور هجين قادر على الإقلاع العمودي والسير على الطرق السريعة، باستخدام محركات كهربائية تعمل بالبطاريات، بجانب مكبس للمحرك مسؤول عن تحريك المروحة في حالة الطيران إلى الأمام. كما تقوم شركة أيروموبيل من جمهورية سلوفاكيا، بصناعة نموذج يعمل بمروحة دفع عند الطيران وأعمدة لتحريك العجلات الأمامية عند السير على الطرقات، ومزود بأجنحة تميل إلى الوراء بموازاة جسم المركبة عند استخدامها كسيارة. ولأسباب تتعلق بالوزن وتعقيدات أخرى، من الأفضل أن تزود المركبة بمحرك واحد قادر على توفير القوة للطيران والقيادة معاً. لذا، من الضروري ابتكار نوع معين من ناقل السرعة، لإرسال قوة المحرك إما للمروحة أو العجلات. ويعتبر طي الأجنحة عند السير على الطرقات السريعة، واحدة من القضايا الشائكة. ويضيف مورجان: «كلما كانت المركبة ثقيلة، لزم زيادة مساحة الأجنحة حتى تكون قادرة على رفعها للطيران. وكلما زاد الوزن بسبب إضافة نظم غريبة لوظيفة السيارة، ينبغي زيادة طول هذه الأجنحة، أو توفير محرك أكثر قوة لزيادة سرعة الإقلاع والسير الأرضي». وكلما زاد طول الأجنحة، زادت معهما تحديات إبعادهما عن الشارع، حتى لا يتجاوز حجم السيارة الطائرة عرض الطريق. كما أن عمل مفاصل على الأجنحة يقلص من كفاءتها ويزيد من وزنها. ويتطلب نظام التعليق للسيارة الطائرة، عمل هندسي معقد، حيث يتم تصميمه ليكون قادراً على تحمل القوى الكبيرة عند التعرض للمطبات في الطرقات، بينما على هذه النظم أيضاً، أن تكون قوية بالقدر الذي تتحمل معه عمليات الهبوط القاسية. الوكالات الحكومية ومن التحديات الأخرى التي ربما تواجهها شركات التصنيع، تجاوز العقبات التي تفرزها العديد من الوكالات التنظيمية الحكومية، حيث ينبغي على كل نموذج طائرة جديد، الحصول على موافقة من إدارة الطيران الفيدرالي على نوع الطائرة، للمصادقة على سلامة تصميم الطائرة ومدى صلاحيتها للطيران. كما ينبغي الحصول على إذن بالصناعة يفيد بأن الشركة المصنعة تملك المعايير المطلوبة وقادرة على إنتاج طائرات تطابق النموذج المتفق عليه بالضبط. ويقول ديك كنابنسكي، من رابطة اختبار الطائرات في ولاية وسكنسن: «ربما يستغرق الحصول على الموافقتين أكثر من خمس سنوات، وعندما تكون المركبة المراد صناعتها سيارة أيضاً، ينبغي التعامل مع كل من إدارة النقل وإدارة السلامة المرورية للطرق السريعة». وعلى المتحمسين، إعادة التفكير في الاعتقاد بأن الأمر يتطلب شراء سيارة طائرة فقط للتحليق بها في الفضاء، حيث ليس بمقدور كل شخص الطيران، دون الحصول على الرخصة التي تخول له ذلك. كما ليست هناك وكالة حكومية يمكنها إعطاء الإذن للناس بالإقلاع والهبوط على الطرقات العامة، المهمة المقصورة على المطارات فقط. ومن المعوقات الأخرى التي تقف حائلاً دون تحليق أسراب من السيارات في الأجواء، نظام مراقبة حركة المرور الجوية القائم حالياً، الذي لم يتم تصميمه لرصد الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة والتي لا تملك خطة طيران وربما تغير مسارها فجأة. وفي حالة تحول هذا الحلم إلى حقيقة، من الصعب توقع عدد الحوادث الجوية التي من الممكن وقوعها كل يوم بل كل ساعة ودقيقة. وبصرف النظر عن هذه العقبات البالغة الصعوبة، ليس هناك من الأسباب التي تكفي لتوقع انحسار جاذبية السيارات الطائرة. وما لم يتوقعه الأطفال، التحليق على ارتفاع عدد من الأقدام فوق المنزل والنظر للأشياء في الأسفل من منطلق منظور جديد، في وقت لا يزال العلم يحرز فيه تقدماً نحو تحويل حلم السيارات الطائرة إلى حقيقة. وتعمل وكالة ناسا الأميركية بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية، في تقنية جي بي أس تعرف باسم نظام المراقبة الأوتوماتيكي، يساعد الطائرات الخفيفة على تنسيق المسارات فيما بينها وطلب تغييرها. وربما يساعد انتشار مقومات صناعة السيارات الهجين التي تعمل بالبنزين والكهرباء في قطاع السيارات، في تخفيف الوزن وتخطي التعقيدات الخاصة بالمحركات. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©