الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرفة.. مذاق عطر ودواء شاف دون أعراض جانبية

القرفة.. مذاق عطر ودواء شاف دون أعراض جانبية
19 نوفمبر 2010 20:19
تشتهر القرفة بوصفها عشبة عطرية أو نبتة تنتمي لعالم البهارات التي تطيّب الأرز والقهوة وبعض الحلويات على أكثر تقدير، لكن أثبت العديد من الدراسات الطبية، أن مسحوق القرفة الذي يشتهر محليا وشعبيا باسم «الدارسين»، بقدرته على شفاء العديد من الأمراض، ولهذا يعتبرها العلماء المعاصرون دواء طبيعيا فعالا ضدَّ عدد من الأمراض، دون أن تكون لها آثار جانبيَّة. يوجد بحسب علماء النبات وخبراء التغذية أكثر من مئة نوع من القرفة في العالم، لكن ما يتوفر اليوم في المتاجر هو نوعان منها، النوع الأول هو السيلاني، وهو القرفة الحقيقية، ويأتينا من سريلانكا والهند ومدغشقر والبرازيل وجزر الكاريبي، والثاني هو النوع الصيني أو كاسيا الذي يأتي من الصين وفيتنام واندونيسيا، ويمتاز النوع السيلاني بأنه ذو طعم أكثر صفاء وسكرية لكن كلاهما يعطيان نفس النكهة المميزة لها. ويفيد مغلي مسحوق لحاء القرفة في الغثيان والقيء والإسهال وآلام العضلات ويزيد اللعاب والعصارة المعدية ويقلل الضغط العالي وتفتح الشهية. والقرفة بها مادة تجعل الخلايا الدهنية أكثر استجابة للإنسولين الذي ينظم عملية تكسير السكر في الدم واستهلاكه في الخلايا بالجسم وتحويله لطاقة، وهذه المادة فينولية مضادة للأكسدة وتقلل من الأعراض الجانبية لمرض السكر، ولا توجد في زيت القرفة الذي يضاف على المواد الغذائية، إلا أن زيت القرفة لو وضع على الجلد فإنه يلهبه ويحمره ولو أخذ بالفم قد يسبب الغثيان والقيء وقد يسبب تلف الكلى، لكن مسحوق القرفة لا يضر. ويقال إن مغلي القرفة يساعد على تسهيل عملية الولادة، لذلك ينصح بأخذ كوب من مغلى القرفة يوميا قبل موعد الولادة المحدد بأسبوع. القرفة والسكري والكوليسترول تشير الدراسات التي تمت بمجملها الى أن هناك تأثيراً واضحاً للقرفة في تحسين الحالة الصحية لمرضى النوع الثاني من السكري، عبر زيادة قدرة خلايا أجسامهم على التجاوب والتأثر بمفعول ما هو متوفر في أجسادهم من الأنسولين، وتقليل إنتاج هذه الخلايا للأنزيمات التي تحول دون عمل الأنسولين بشكل جيد في هذه الخلايا، مما يؤدي الى تعديل نسبة سكر الدم نحو المعدل الطبيعي له. وتعتبر الدراسة الباكستانية ـ الأميركية، أهم مراحل البحث العلمي في تأثير القرفة على السكر كما تقدم، وفيها تمت متابعة ستين شخصاً من مرضى السكري الذين لا يعالجون بالأنسولين، وقد قُسموا الى ست مجموعات، تناول المرضى في كل من المجموعات الثلاث الأولى كبسولات ذات جرعات مختلفة من مسحوق القرفة، أما بقية المجموعات الثلاث الأخرى فتناول الأفراد فيها كبسولات وهمية على أنها مسحوق قرفة، وهي ليست كذلك. وتمت متابعة نسبة السكري وتحليل الدهون والكوليسترول في الدم أيضاً، وذلك في مراحل عدة قبل وأثناء وبعد عشرين يوماً من التوقف عن تناول القرفة. وقد أدهشت النتائج الجميع، إذْ تبين أن تناول القرفة حتى بنسبة غرام يومياً أدى الى انخفاض نسبة السكر بعد الصيام الليلي بنسبة تتراوح ما بين 18 و 29%، وخفض نسبة الكوليسترول الكلي بنسبة تتراوح ما بين 12 و 26%، ونسبة الكوليسترول الخفيف الضار بنسبة تتراوح ما بين 7 و 27%، ونسبة الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح ما بين 23 و 30%، واستمر المفعول لمدة 20 يوماً بعد الانقطاع عن تناوله، وبعدها أجرى الباحثون وما زالوا في إدارة أبحاث الزراعة المتقدمة الذكر في الولايات المتحدة، دراسات في المختبرات لمعرفة آليات تأثير القرفة وموادها على مرض السكري. وتشير النتائج بمجملها الى تنشيط تفاعل الأنسولين مع الخلايا. ولعل من أطرف الدراسات وأحدثها حول مقاومة القرفة لأنواع من البكتيريا، خاصة بكتيريا قرحة المعدة أو البكتيريا الحلزونية، هو ما أجراه الباحثون من مستشفى رويال فري وكلية الطب بجامعة لندن ونشرته مجلة العالم لأمراض الجهاز الهضمي في عدد ديسمبر الماضي، وقام الباحثون بمقارنة تأثير مجموعات من النباتات والأعشاب الطبية على جانبين يتعلقان ببكتيريا قرحة المعدة وهما القضاء عليها ومنعها من القدرة على الالتصاق بجدار المعدة كي تسبب القرحة فيه. وتبين من خلالها أن القرفة أحد العناصر التي تستطيع منع البكتيريا الحلزونية من الالتصاق بجدار المعدة، وتشاركها في هذا المفعول كل من جوزة الطيب والبقدونس والفلفل الأخضر. ويطرح الباحثون اليوم آليتين لتأثير القرفة في تحسين وظائف الدماغ والذهن كتحسن التركيز وقدرة استحضار الذاكرة وسرعة قدرات النظر مع الحركة أثناء استخدام الكومبيوتر أو الحديث مع الناس، الآلية الأولى مرتبطة بعبق القرفة وتأثيره المباشر على الدماغ، أي مجرد استنشاق رائحته أو الإحساس بنكهته فيما بين الفم والأنف، والثانية تتحدث عن دور القرفة في تحسين نسبة سكر الدم نتيجة لمفعول مواد القرفة على خلايا الجسم في تحفيز تفاعلها مع الأنسولين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©