الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسوق أثناء الصيام يزيد المشتريات بما يفوق القدرة على الاستهلاك

التسوق أثناء الصيام يزيد المشتريات بما يفوق القدرة على الاستهلاك
13 أغسطس 2012
تنطبق قاعدة التسوق المفرط في شهر رمضان على النساء والرجال، إذ إنهم يترددون أثناء الصوم إلى الجمعيات ليس فقط بهدف شراء الاحتياجات الضرورية، وإنما لمواجهة الجوع بطريقة مباشرة، وتراهم يوميا يملؤون العربات بأصناف الكماليات التي لما كانوا اختاروها لو أن نظرهم وقع عليها ما بعد الإفطار. (أبوظبي) - أحدثت علاقة النساء بالتسوق على مر السنين جدلا يصب دائما في صالح وقت الفراغ والشعور بالملل. إذ إن “الشوبينج” بالمعنى العام للكلمة غالبا ما يشعر المرأة تحديدا بالفرح والتجدد. أما خلال شهر رمضان فإن الأمر أشبه بعدوى تنتقل إلى الرجال حيث يجد الجميع ضالتهم خلال ساعات النهار عند أرفف المواد الغذائية وفي أسواق الخضار واللحوم والأسماك. وهكذا فإن مشهد اكتظاظ عربات التسوق وتدافع المتسوقين بالقرب من “كاونترات” الدفع يطرح تساؤلا مفاده: هل كل ما يتم شراؤه قبل أذان المغرب من مأكل ومشرب يشكل حاجة ضرورية يتم استهلاكها بالكامل على مائدة رمضان؟ أم أن الأمر مجرد تبذير وإسراف ومحاولة خاطئة لإخماد الجوع أثناء الصيام؟ ما أن ينتصف النهار خلال شهر رمضان حتى تبدأ الحركة تنبض تدريجيا في مراكز التسوق ومتاجر المواد الغذائية. والتي تبلغ ذروتها ما بعد أذان العصر بحيث تغص مواقف السيارات بازدحام غير اعتيادي. هنا سائقون يحملون أكياس المشتريات، وهناك من يحاولون ركن سياراتهم في المواقف الفارغة. وبين هذا وذاك فإن الازدحام في الداخل يزيد من حال الفضول للوقوف عند سبب الإدمان على التسوق في رمضان. يفوق الحاجة وتذكر فاطمة الرميثي التي كانت برفقة خادمتها تملأ عربة التسوق بالمعلبات والفواكه المجففة، أنها تتوجه يوميا إلى الجمعية ما بعد صلاة العصر. وتقول إنها كأم لـ 6 أبناء تحرص دائما على التجديد في الأصناف التي تختارها لمائدة الإفطار. وعلى الرغم من أنها لا تطهو بنفسها، وإنما تشرف بنفسها على التنويع وما يمكن أن تقدمه من وجبات إضافية لأسرتها وللضيوف من الأهل والأقارب. وتشير الرميثي إلى أن التسوق في شهر رمضان يختلف عن باقي السنة، إذ إنه يشعرها بوحدة الحال بينها وبين المتسوقين من المسلمين الصائمين. وتلفت إلى أن إقبال الجميع على البضائع نفسها يذكرها بالأطباق التقليدية التي اعتاد المجمتع الإماراتي على تناولها في هذه المناسبة الدينية الفضيلة. وتتحدث الرميثي عن المتعة التي تشعر بها عند الخروج يوميا باتجاه الجمعية، إذ إنها لا تتبضع مرة واحدة للأسبوع كله. وإنما تفضل أن تشتري احتياجات البيت والمطبخ يوما بيوم حتى وإن كان ذلك بكثرة، لأن الأمر يزيدها حماسا. أما مريم عبدالله المتزوجة حديثا، ومع أنها تفطر مع زوجها إما عند أهلها أو عند أهل زوجها، غير أنها تخرج يوميا للتبضع في رمضان. وتذكر أنها منذ كانت صغيرة وهي ترافق أمها لشراء الأصناف الخاصة بشهر رمضان. وأن هذه العادة تذكرها بأيام الطفولة التي كانت تجمعها بقريباتها وقت الإفطار وببنات “الفريج” ما بعد صلاة التراويح. وتقول مريم إن مشترياتها تقتصر خلال شهر الصيام على الوجبات الخفيفة التي تزين الجلسات المسائية أثناء مشاهدة المسلسلات التلفزيونية. وكذلك على أنواع العصائر التقليدية والتمور المحشوة بالمكسرات واللقيمات التي تحضرها بنفسها. وهي تعترف أنها أحيانا كثيرة تشتري كميات من الأكياس التي تفوق حاجة الأسرة. ولكنها تخطئ التقدير وتشعر دائما أن ما تشتريه لا يكفي. والسبب برأيها يعود لكونها تختار وهي صائمة كل ما تشتهيه عينها من أصناف تعجز عن تذوقها بالكامل. فائض ومستحقون الأمر نفسه ينطبق على سالم البادي الذي يعتبر التسوق في شهر رمضان جزءا من برنامجه اليومي. فهو ما أن ينهي دوام عمله حتى يذهب إلى البيت لينام قليلا، وبعدها يتوجه إلى الجمعية برفقة قائمة المشتريات التي أعدتها زوجته. ويقول إنه لا يلتزم أبدا بما هو مكتوب على الورقة من احتياجات البيت، وإنما يضيف من عنده كل ما يلفت نظره. وأكثر ما يشتهيه المعجنات والسمبوسة وأصناف الحلويات التي يمكن تحضيرها في البيت، عدا عن الفواكه التي يتفنن يوميا في تشكيل سلة منها. ويذكر البادي أن التبضع في رمضان لا يقتصر فقط على ما هو لعائلته وحسب، إذ يعمد إلى شراء الكثير من الأصناف التي يقدمها هدية إما لبيت أمه وإما لبعض العائلات من المستحقين في “الفريج”. ويشير إلى أن مصروفه في رمضان يزيد كل سنة عن السنة التي قبلها، إذ أن متطلبات الأسرة تزيد كما أن الأسعار ترتفع. ومع ذلك فهو يشعر بالسعادة حين يتبضع لبيته ولأبنائه الـ 7 كل ما يرغبون به. ويلفت البادي إلى أن مشترياته وإن كانت كثيرة، غير أن الفائض منها لا يرمى أبدا. وإنما يجد دائما طريقه إلى المحتاجين لأنه يتجنب رمي الطعام في رمضان كما في باقي أيام السنة. ويوضح عادل الشريف وهو أب لولدين وبنت أن مسألة التبضع الزائد في رمضان تعود إلى أن الأسر تعمد إلى ذلك أثناء الصيام. وعن نفسه فهو كذلك يخرج للتسوق ما قبل موعد الإفطار كنوع من تمرير الوقت. وهو يدرك فعليا أن الصائم حين يشعر بالجوع يشتهي كل ما يراه من أصناف مالحة وحلوة. ويتناسى أنه غير قادر هو وأسرته على تناول كل الكميات التي يشتريها ويكثر منها كل يوم. ويعتبر الشريف أن الإرادة والواقعية هما الحل الوحيد لعدم الاسراف في الإنفاق على ما هو فوق الحاجة. ويؤكد الشريف أنه في كل يوم يتوجه للتسوق في رمضان يذكر نفسه بهذه المقولة، ولكنه يقع بين وقت وآخر في فخ بعض الأصناف التي يضعف أمامها. ويذكر أن التسوق بكثرة يفيد للعائلات الكبيرة التي يجتمع بكبارها وصغارها على مائدة الإفطار. وكذلك الأمر بالنسبة للأسر التي تتزاور وتفتح موائدها للضيوف من الأهل والأصدقاء. أما بالنسبة للعائلات التي يقتصر إنفاقها على عدد محدود من الصائمين، فإنه من الأجدر أن تعيد النظر في مصروفها خلال شهر رمضان. أصناف ثانوية من جهته يذكر يوسف زكي الذي يعمل على “كاونتر” الحسابات في أحد متاجر المواد الغذائية، أن ما يراه في رمضان من إقبال على التسوق لا يراه طوال أشهر السنة. ويقول إن الإقبال على التبضع يشمل كافة أفراد الأسرة، وكأن الأمر أشبه بمهرجان يومي تتبارى فيه الأسر على الشراء. ويورد زكي أنه بحكم عمله من الثانية عشرة ظهرا حتى موعد الإفطار، يلاحظ أن الازدحام يكون في ساعات الذروة ما بين الثالثة عصرا وحتى أذان المغرب. إذ يتوافد الجميع لشراء كميات هائلة من المواد التي ليست بالضرورة أساسية. فعدا عن اللحوم والأرز والزيوت والخضار، فإن ما يتم التركيز عليه هي الأصناف الثانوية. مثل المعلبات والمكسرات والحلويات والعصائر على أنواعها وحتى أنواع البسكويت والكعك المحلى والمثلجات وسواها من أصناف “الشيبس” والرقائق المملحة. ويوضح يوسف زكي أنه بحكم عمله على “كاونتر” الحسابات في أحد المتاجر، فهو يلاحظ تردد الوجوه نفسها يوميا. وأحيانا أكثر من مرة في اليوم، فينتابه الفضول لمراقبة مشترياتها التي لا يجد فيها ما هو ضروري للأسرة إلا بما ندر. ويعزو السبب إلى كون معظم الناس يختارون التسوق وهم صائمون، وهذا ما يزيد من شهيتهم ويقلل من قدرتهم على إدراك حجم المشتريات التي ينفقون عليها ولا يتمكنون من تناولها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©