قتل 10 أشخاص وأصيب 16 آخرون أمس في هجمات في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى. وشهدت بغداد إجراءات أمنية مشددة وإغلاقا تاما للطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء التي تضم مباني الحكومة وعددا من السفارات والمنظمات العاملة في البلاد شل العاصمة، تحسبا لهجمات متوقعة من تنظيم “القاعدة”، وأجرت الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية مبنى مجلس النواب العراقي (البرلمان) إخلاء احترازيا لجميع موظفي البرلمان تحسبا لتهديد أمني متوقع.
ففي محافظة نينوى قتل 3 أشخاص من طائفة الشبك برصاص مسلحين شرق الموصل، كما قتل مسلحون مدنيا من نفس الطائفة في منطقة قريبة.
وهاجم مسلحون أيضا عمالا في محلات نجارة شمال الموصل وقتلوا ثلاثة عمال قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة. وفي هجوم منفصل آخر هاجم مسلحون مجهولون حاجزا للشرطة غرب المدينة مما أسفر عن مقتل شرطيين.
وفي المقابل عثرت قوة من قيادة عمليات نينوى على ورشة لتصنيع طائرات تجسس بدون طيار تحتوي على كاميرات يعتقد أن الغرض منها تصوير مواقع عسكرية في الموصل.
كما تمكنت قوة أخرى في المدينة ذاتها من ضبط مخبأ للأسلحة يضم كميات من الأسلحة وأربع سيارات مفخخة ودراجة نارية تم إبطالها.
وفي محافظة صلاح الدين أصيب 7 أشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة الدجيل، فيما أصيب 8 آخرون بانفجار دراجة نارية في سوق شعبي في منطقة طوزخورماتو. وفي محافظة ديالى قتل مدني وأصيب آخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب قضاء الخالص شمال بعقوبة.
وطالبت الهيئة الاستشارية للشبك أمس الجهات الأمنية في نينوى بحماية الطائفة، كما ناشدت إقليم كردستان بإرسال قوات البيشمركة لحفظ الأمن في المحافظة. وقالت الهيئة في بيان إن “العمليات الإرهابية مستمرة ضد أهلنا قتلا وتهجيرا رغم مناشداتنا للجهات المسؤولة”، مؤكدا تدهور الحالة الأمنية بشكل كبير.
وأشار البيان إلى أن الجماعات المسلحة قامت “بهتك الأعراض وقتل الأبرياء”، مطالبا كل أبناء نينوى بـ”التعاون والتكاتف والوقوف صفا واحدا ضد هذه الهجمات الإرهابية الجبانة ومحاولة طردهم وتسليمهم للعدالة”.
وبحسب آخر إحصائية غير رسمية صدرت عن الهيئة الاستشارية للشبك، فإن عدد ضحاياهم بلغ 1235 قتيلا منذ عام 2003، وتقول الهيئة إن جميع هذه الاستهدافات تقع لأسباب طائفية.
ويقطن الشبك في قرى وبلدات تقع شمال وشرق مدينة الموصل، وتعرضت بعضها لهجمات دامية أوقعت مئات القتلى والجرحى خلال الأعوام الثلاثة الماضية بصورة خاصة.
إلى ذلك شهدت بغداد أمس إجراءات أمن مشددة وإغلاقا تاما للطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء على خلفية معلومات تشير إلى هجمات متوقعة من تنظيم “القاعدة”، مما تسبب باكتظاظ مروري في العاصمة وانتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، واصطفت طوابير السيارات أمام نقاط التفتيش حيث اضطر المئات من العراقيين إلى السير مشياً للوصول إلى أماكن عملهم.
وأفادت تقارير إخبارية بأن لواء بغداد التابع لرئاسة الوزراء أخلى مبنى البرلمان العراقي وشدد إجراءاته حول المنطقة الخضراء والطرق المؤدية إليها، في إطار إجراءات احترازية بعد ورود معلومات باستهدافها. وتم منع دخول السيارات إلى شارع كرادة مريم المؤدي إلى المنطقة باستثناء سيارات الموظفين الذين يحملون تصريحات مع تشديد عملية التفتيش.
وصرح النائب محمد الخالدي مقرر البرلمان العراقي بأن “مقر البرلمان يشهد انتشارا أمنيا كثيفا من قبل قوات الجيش والشرطة العراقية”.
وذكرت مصادر أمنية وأخرى مدنية داخل المنطقة الخضراء أن مجلس النواب دخل في حالة من التأهب والطوارئ، على خلفية ورود معلومات تفيد باستهدافه من قبل مسلحين خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد المصدر أن مسؤولي مكتب الأمن قاموا بتهيئة أبواب الطوارئ، تحسبا لتعرض المبنى لأي هجوم، وأن هيئة الرئاسة أعلنت أمس عطلة للموظفين، ماعدا رؤساء الأقسام. ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسته اليوم الثلاثاء.
وتضاربت الأنباء حول عقد تلك الجلسة من عدمها نتيجة التوتر الأمني. ففيما أكد الخالدي عقدها، نفى موظفون مسؤولون داخل المجلس الأمر بسبب الوضع الأمني المتردي، وأن البرلمان سيتعرض لهجمة بعد تهديدات وصلت إليه.
إلى ذلك فرضت القوات الأمنية أمس حظرا للتجوال في قضاء أبو غريب غرب بغداد. وذكر مصدر أمني أن “الأجهزة الأمنية فرضت حظراً على السيارات والمركبات بكافة أنواعها في أبو غريب، يستمر حتى إشعار آخر”.
عدد اليوم
