الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضعف «الإنجليزية» يحرم طلبة من التواصل والتحصيل

ضعف «الإنجليزية» يحرم طلبة من التواصل والتحصيل
8 سبتمبر 2014 21:13
يعاني أطفال خاصة في المرحلة التأسيسية من ضعف في اللغة الإنجليزية ما يحد من تفاعلهم في الصف، كما يؤثر في تحصيلهم الدراسي، ويعرضهم للتهميش أحياناً من طرف المعلمة فينعكس ذلك على علاقتهم بزملائهم ويشعرهم بعدم الرضا وعدم تقدير الذات، فكيف يمكن تجاوز هذه المشكلة؟ وكيف يمكن رفع قدرات الطالب في المراحل التأسيسية؟ وكيف يؤثر ضعف اللغة على الطلاب في مراحل عمرية متقدمة؟ تراجع الأداء في هذا السياق، تقول نهاد محمد، معلمة فيزياء بمدرسة المعالي الدولية، إن ضعف اللغة الإنجليزية يؤدي إلى تراجع الطالب في مختلف المواد التي تتقاطع مع هذه اللغة، بحيث لا يتفاعل مع الأنشطة الموازية، ولا يتعاطى مع الفعاليات التي تنظم باللغة نفسها، ما يجعله يشعر بالدونية ويترجم ذلك في طريقة تفاعله في الصف. وتوضح «كانت ابنتي تعاني من ضعف في اللغة الإنجليزية، ومن أجل تطوير ذلك ورفع مستواها نقلتها من المنهاج العربي إلى المنهاج الأميركي كمحاولة لتحسين تحصيلها في اللغة الإنجليزية، ورغم ما قمنا به إلا أنها ما تزال تعاني من ضعف في هذه اللغة». وتوضح نهاد أنها جربت العديد من المعاهد التعليمية في مجال دعم اللغة الإنجليزية إلا أنها لم تحقق النتيجة التي تطمح إليها، ما دفعها للبحث عن مراكز متخصصة أكثر في هذا الميدان، مؤكدة أن ضعف اللغة الإنجليزية يؤثر على الجانب النفسي أيضا، بحيث يصبح الطالب مهمشا من طرف المعلم، وينعكس ذلك على علاقاته بزملائه. ومن خلال تجربتها تشير إلى أن تجليات الضعف في اللغة تظهر في حالة ابنتها النفسية خاصة مع بداية العام الدراسي، مضيفة «ألاحظ أنها لا تتفاعل خلال اليوم الأول من الدراسة، ولا تملك الحماس المطلوب». ضحية التأسيس من جهتها، تقول فادية سعيد، ربة بيت، إن ابنها البالغ من العمر 9 سنوات يعاني من ضعف في اللغة الإنجليزية، مؤكدة أنه ضحية التأسيس في بداية المراحل الدراسية الأولى، حيث لم يتوفق الأهل في إيجاد مدرسة جيدة ما انعكس على العملية التعليمية برمتها لديه. وتضيف «أشعر بإحباط كبير كون ابني يعاني من ضعف في هذه اللغة الحيوية وانسحب ذلك على باقي المواد كون أغلبها تدرس بهذه اللغة، كالعلوم والحساب وقراءة القصص وغــيرها، ولا تقتصـر معاناته على هذا الجانب، بل امتدت إلى باقي الأنشطة الموازية التي تقوم بها المعلمات، فيتعرض أحيانا للإقصاء والتهميش، رغم امتلاكه أفكاراً جيدة إلا أنه ليست له القدرة اللغوية على إيصالها». وعن حالة ابنتها، تشير أميرة العيادي إلى أن ابنتها، البالغة من العمر 10 سنوات، لا تحسن التعبير عن نفسها ولا تتجاوب مع المعلمة في الصف، ولا تستطيع الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليها، نظرا لضعف اللغة الإنجليزية لديها، ما عرضها للإقصاء والتهميش، فانعكس على صحتها النفسية. وتضيف: تشتكي ابنتي من طريقة معلمتها في التدريس، وتقول «رغم ما أقوم به من مجهود فإني أشعر بأن المعلمة تقصيني ولا تحبني لأنني لا أجيد القراءة أو الحديث بطلاقة باللغة الإنجليزية، بينما تعير زميلاتي الأخريات اهتماما كبيرا، وخلال المناسبات فإنها لا تشركني في هذه الأنشطة رغم حبي لها ما يجعلني أشعر بالدونية». وتعبر العيادي عن حزنها لتعرض ابنتها لهذا الموقف، مؤكدة أن مفعوله السلبي سينسحب على حياتها ويجعلها لا تقدر ذاتها. وتشير إلى أنها ستعالج الموضوع بالانخراط في دورات تقوية بمعاهد متخصصة. تفاعل ومشاركة إذا كانت هذه معاناة من يواجهون ضعفا في اللغة الإنجليزية؛ فإن فاطمة السامي، التي تؤمن بضرورة تأسيس الأطفال على اللغة الإنجليزية إلى جانب العربية، تؤكد أن الطفل بإمكانه استيعاب أكثر من لغة في وقت واحد. وتبدي السامي سعادة كبيرة كون ابنها يفهم ثلاث لغات منها العربية والإنجليزية والفرسية، موضحة أن ذلك رفع تقديره لذاته وجعله يحظى برضا المعلمة إلى جانب قدرته على استيعاب الدروس وخاصة الأسئلة بالشكل المطلوب والصحيح. وعن قدرة المعلمة على رفع المستوى التعليمي لبعض الأطفال الذين يعانون من نقص في بعض المواد، توضح السامي أن الشراكة بين الأهل والمعلمة تؤدي إلى البحث عن حل للمشكلة وعلاجها في مهدها، بدل السكوت عنها ما يجعل مضاعفاتها قليلة أو نادرة، وينعكس ذلك على أداء الطفل في المدرسة وعلى علاقاته. الجانب النفسي حول انعكاس ضعف اللغة معنويا على الطالب وتأثيره على الجانب النفسي، تقول دوللي حبال، أخصائية في معالجة الأمراض النفسية، إن تدني مستوى بعض الأطفال في جانب معين سواء اللغة أو العلوم أو الرياضيات يؤثر عليهم حتما، غير أن ضعف الطفل في اللغة الإنجليزية التي يدرس بها سينسحب على باقي المواد، الأمر الذي سينعكس على الجانب المادي والمعنوي من حياته، وعليه يجب على أولياء الأمور بالتنسيق مع المعلمة تدارك هذا النقص سواء بالدورات أو بقراءة القصص والتوجيه لأخذ دروس تقوية عن طريق مراكز متخصصة، حتى يتمكن الطالب من تدارك النقص، وتجنب الصعوبات التي ستظل إعاقة في حياته. وتوضح حبال أن معلمة الصف لها دور مهم في حل هذه المشكلة، بحيث تجعل الطالب الضعيف يقرأ أمام زملائه بصوت مرتفع، وتشجعه على ذلك، وتجنبه الخجل من ركاكته حتى يتمكن من تجاوز العقبات، بينما تعاقب الأطفال الذين يسخرون منه، وذلك لتعلي تقديره لذاته وتعزز ثقته بنفسه، لافتة إلى أن التعليم عن طريق اللعب يعتبر من أهم الحلول لعلاج مثل هذه المشكلة. تنافسية سوق العمل لا يقتصر تأثير ضعف اللغة الإنجليزية على المراحل العمرية الصغيرة، بل ينسحب ذلك على طلاب الجامعات أو أثناء التدريب ما يعيق الحصول على وظيفة. في هذا الإطار، تقول هلا التركي، الرئيس التنفيذي في أكاديمية ثمار، إن اللغة الإنجليزية لغة الاستثمار ولغة سوق العمل والمنافسة، كما إنها أصبحت عاملا مهما في التدريس إلى جانب اللغة الأم، مضيفة «في أكاديمية ثمار نصمم البرامج لتعطي مخرجات قوية لسوق العمل، ونقدم أفضل ما لدينا من حيث تدريب الطلاب لتأهيلهم من الناحية الفنية والمهنية للسوق الذي يشهد منافسة ويطلب الجودة». وتوضح «أثبتت تجارب عملية أن من يتقن هذه اللغة ينجح في عمله ويتأقلم بسرعة، وهي بالتالي مفتاح النجاح»، مشيرة إلى أن الأكاديمية تخصص لمن يعاني من ضعف اللغة الإنجليزية دورات تقوية. وتوضح التركي أن بعض المتدربين يعانون من ضعف في اللغة نتيجة عدم معالجة المشكلة في الصغر، ما انعكس على حياتهم الدراسية والمهنية أيضا، لافتة إلى أن قوة اللغة تزيد الثقة بالنفس وتعطي تقديرا للذات من خلال القدرة على التواصل. وتؤكد أن غير المتمكن من اللغة يصعب عليه إيصال أفكاره ولو كانت رائعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©