كشفت صحيفة “الرأي” الكويتية أمس، أن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الكويتي، الشيخ محمد الخالد، أمر بإبعاد تسعة مصريين شاركوا في تظاهرات أمام القنصلية المصرية والسفارة الأمريكية. وذكرت الصحيفة أنها علمت أن الإدارة العامة للمباحث الجنائية استدعت حتى يوم أمس ما يقارب 67 وافداً مصرياً شاركوا في تظاهرتي القنصلية المصرية والسفارة الأميركية، على خلفية الأوضاع في مصر، حيث أثبتت التحريات، وفقاً لمصادر أمنية ثبوت مشاركة 35 حتى الآن في التظاهرتين، وتم الإفراج عن الباقين، بعد ثبوت أنهم كانوا غير مشاركين.
وأشارت إلى أن عمليات الاستدعاء لا تزال قائمة، والعدد مرشح للزيادة، لا سيما أن التحريات مستمرة. وقالت المصادر إن التحريات دلت بصورة قاطعة على مشاركة وافدين في التظاهرتين “في مخالفة صريحة لقوانين الهجرة في البلاد، التي منحتهم الإقامة، وفي تحد صريح لتحذيرات وزارة الداخلية”. وأوضحت المصادر أن من ضمن من تم استدعاؤهم مدرسين ومؤذنين.
وأشارت المصادر إلى أن “من تتم إدانته بالدليل من قبل المباحث الجنائية، وفي حال تقرر إبعاده، سوف يمنح مهلة مدتها أسبوع لتعديل وضعه تمهيداً للمغادرة مع عائلته بموجب كفالة، وإذا كان أعزب سوف يبعد حال إلغاء إقامته ووضع بلوك عليه ومنعه من العودة مجدداً”. وجددت المصادر تذكير جميع الوافدين المقيمين في البلاد من مغبة التظاهر أو المشاركة في أي أنشطة سياسية.
من جانب آخر، دعا مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، جميع الأطراف في مصر إلى اتخاذ الحوار طريقاً للخروج من الأزمة التي تشهدها بلادهم. وقال الغانم في تصريح نشرته وكالة الأنباء الكويتية “كونا” مساء أمس الأول: “إننا ندعو كممثلين للأمة في الكويت الجميع (في مصر)، إلى اتخاذ الحوار طريقاً لحل هذه المشاكل والخروج من هذه الأزمة”. ودعا الغانم جميع الأطراف في مصر إلى “حقن الدماء وتغليب صوت العقل والحكمة وضبط النفس”، مؤكداً أن الدعوة لحقن دماء المسلمين “واجب” على كل مسلم وعربي.
وأعرب عن حزنه لما يجري في مصر، قائلاً: “إن ما يحدث في جمهورية مصر العربية الشقيقة أمر محزن ومؤلم لكل عربي ومسلم”.
وأوضح الغانم أن مصر تشكل “العمود الفقري للأمة العربية وما يحدث فيها له تأثير مباشر على كل الدول العربية”. وقدم رئيس البرلمان الكويتي تعازيه لذوي الضحايا “من كل الفرق والانتماءات والشرائح”، وأعرب عن أمله “أن تنتهي هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن”. وفضت قوات الجيش والشرطة يوم الأربعاء الماضي، بالقوة، اعتصامين لأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، في ميداني “رابعة العدوية” (شرقي القاهرة) و”نهضة مصر” (غربي العاصمة)؛ ما أسقط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وفجر فجر موجة عنف في عدد كبير من المحافظات المصرية.
ونظم ناشطون كويتيون وقفة احتجاجية يوم الأربعاء الماضي أمام القنصلية المصرية في الروضة، احتجاجاً على سقوط قتلى في عملية فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي الذي عزله الجيش الشهر الماضي، وشارك في الوقفة عدد من المصريين المقيمين في الكويت، وتكرر الأمر يوم الجمعة الماضية أمام السفارة الأميركية في الكويت للسبب نفسه. وأعلنت الكويت في يوليو الماضي، أنها ستقدم مساعدات لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار، وذلك بعد تعهدات مماثلة من السعودية والإمارات أظهرت قبول دول الخليج بعزل الجيش لمرسي. وقدم وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمس الأول الشكر للكويت على دعمها للحكومة المؤقتة، ضمن عدد من الدول العربية الأخرى، على رأسها السعودية. وحول ما تثيره صحف كويتية حول ملاحقة مصريين منتمين لجماعة الإخوان المسلمين في الكويت، قال المصدر الأمني “وزارة الداخلية تقوم بدورها في جانب الأمن الوقائي.. وزارة الداخلية تراقب وتتابع وترصد”. وحول احتمال انتماء المرحلين لجماعة الإخوان المسلمين، أكد المصدر أن عملية الترحيل تأتي بسبب “مبدأ” مخالفة قانون الإقامة وإقامة تجمعات مخالفة للقانون، وليس لاعتبارات أخرى.
عدد اليوم
