«مكافحة دبي» تحبط تهريب مخدرات إلى 17 دولة بـ90 مليون درهم

أسهمت معلومات أمنية قدمتها إدارة المكافحة الدولية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي في إحباط 37 عملية تهريب مخدرات في 17 دولة على مستوى العالم حتى نهاية اكتوبر الماضي بحسب الرائد سعيد عبد الله بن توير مدير ادارة المكافحة الدولية في دبي. وقال بن توير لـ «الاتحاد» إن كميات المخدرات المختلفة التي تم ضبطها في هذه العمليات بلغ 90 كجم منها 74 كجم من مادة ميثامفاميتامين المخدرة و11 كيلواً و300 جرام من مادة الهيروين و4 كيلو و700 جرام من مادة الكوكايين، مبيناً ان عدد الاشخاص المتورطين في عمليات التهريب هذه بلغ 49 شخصاً غالبيتهم من الجنسيات الآسيوية من بينهم 3 فتيات فيما خلت قائمة المتورطين من أي من الجنسيات العربية. وقدر خبراء ثمن كمية المخدرات التي اسهمت ادارة المكافحة الدولية في احباطها بنحو 90 مليون درهم. وأوضح بن توير أن إداراته وفي إطار اتفاقية التسليم المراقب التي تقرها المادة (11 ) في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988م ، أجرت 74 عملية تبادل للمعلومات مع اجهزة المكافحة الدولية خلال العام الجاري فيما نفذت 37 عملية إرسال معلومات لأجهزة مكافحة مخدرات دولية عن عمليات تهريب مخدرات الى دول أخرى. ويعد التسليم المراقب بمثابة إجراء يسمح بموجبه لشحنة غير مشروعة أو مشبوهة من المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية بعد كشف أحد الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات عنها بالخروج من أراضي بلد أو أكثر من بلد أو عبورها أو دخولها وذلك بعلم السلطات المختصة في تلك البلدان وتحت إشرافها ومراقبتها اللصيقة من أجل الكشف عن الأشخاص المتورطين في ارتكاب تلك الجرائم. ويقدم هذا النظام مساعدة كبيرة لرجال المكافحة في مختلف دول العالم بالكشف عن أعضاء المنظمات الدولية العاملة في الاتجار غير المشروع بالعقاقير المخدرة والتي تخطط لنقل شحنات المخدرات عبر الحدود الدولية، وذلك عبر تعاون وثيق بين الأجهزة المختلفة فضلاً عما يحتاجه من تخطيط مدروس ويقظة تاكة واستخدام تكتيكات أمنية محكمة. يشار هنا الى أن عملية «شاحنة الموت» التي أحبطتها شرطة دبي في يونيو الماضي اعتبرت من أبرز وأكبر العمليات التي نجحت ادارة المكافحة الدولية في دبي من إحباطها للعام الجاري من خلال نظام التسليم المراقب نظراً لحجم كمية المخدرات البالغة 457 كيلوجراماً من الحشيش وكانت معدة للتصدير الى الممكلة العربية السعودية بعد أن دخلت الى الدولة بواسطة شاحنة وتم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص فيما جرى التعميم على رابع عبر الانتربول. وأشاد الرائد بن توير بمستوى التعاون الحاصل بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في دبي والعديد من أجهزة المكافحة الدولية عبر وزارة الداخلية واصفاً التنسيق مع أجهزة المكافحة الدولية بالفعال والجريء وقال إنه يجري بأفضل مستوى، وذلك للقبض على المنفذين الرئيسيين للعملية، وليس القبض على الأشخاص الهامشيين. وعزا نجاح إدارته بتحقيق هذه النتائج الى الاهتمام والدعم الكبيرين الذي يوليهما الفريق ضاحي خلفان تميم لجهود مكافحة هذه الآفة على المستوى العالمي بذات المستوى والحجم الذي يوليه لمكافحة المخدرات على مستوى الدولة فضلًا عن المتابعة الحثيثة التي يبديها اللواء عبد الجليل مهدي العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في دبي من خلال تفعيل آليات التسليم المراقب مع الدول الأخرى وتوسيع نطاق الاتصالات معها. واستعرض مدير المكافحة الدولية في دبي أبرز العمليات التي اسهمت فيها المعلومات التي قدمتها شرطة دبي في إحباط عدد من عمليات تهريب المخدرات الى دول مختلفة في العالم وقال إن التنسيق مع السلطات السعودية في مايو الماضي اسفر عن ضبط 155 ألف قرص مخدر كانت محملة على ظهر شاحنة قادمة من دولة عربية لتسليمها الى أحد الاشخاص في دبي حيث تم ضبط ثلاثة اشخاص والتعميم على شخصين آخرين، مشيراً الى أن السلطات البريطانية طلبت في نهاية مايو الماضي تنفيذ عملية مرور مراقب لكمية من مخدرات الهيروين تزن 5 كجم كانت قادمة من باكستان مروراً عبر مطار دبي الدولي الى نيجيريا، حيث تم تنفيذ العملية وضبط الكمية والأشخاص الذين تسلموها في نيجيريا. وقال إن إدراته أسهمت بشكل فاعل في اغسطس الماضي بإحباط تهريب 235 كبسولة من مخدر الهيروين الى دولة الكويت بعد أن زودت جهاز المكافحة الكويتي بمعلومات موثوقة مؤكدة حيث قامت السلطات الكويتية بإلقاء القبض على الشخص الذي حمل كمية المخدرات في مطار الكويت لحظة وصوله. وقال الرائد سعيد عبد الله بن توير مدير إدارة المكافحة الدولية في دبي إنه على الرغم ان عمليات التسليم المراقب التي أسهمت فيها ادارة المكافحة الدولية وكانت سبباً رئيسياً في احباط العديد من العمليات الكبرى إلا أن العام 2008 شهد انتكاسة حقيقية، حينما تقاعس العديد من اجهزة المكافحة الدولية في التعاطي مع معلومات مؤكدة كانت إدارته ارسلتها الى تلك الاجهزة عن وجود شحنة مخدرات تبلغ كميتها نحو طنين من الحشيش متواجدة في المياه الدولية في عرض البحر وهي في طريقها الى دولة رفض الرفصاح عن اسمها الأمر الذي أفضى الى نجاح العصابات في إدخال تلك الكمية الى الدولة المستهدفة. وأوضح أن الفريق ضاحي خلفان اطلق على تلك العملية اسم «المتقاعسون» حينما علم بحالة اللامبالاة من جانب تلك الأجهزة بشأن المعلومات القيمة المقدمة لهم. عملية المتقاعسين دبي(الاتحاد) - روى الرائد سعيد عبد الله بن توير مدير ادارة المكافحة الدولية في دبي واحدة من أشهر العمليات التي جسدت في عام 2008 انتكاسة حقيقية لجهود المكافحة بسبب حالة اللامبالاة من جانب أجهزة إحدى الدول بشأن المعلومات القيمة التي قدمتها لهم إدارة المكافحة في دبي ولم تتعامل معها تلك الأجهزة بالجدية المطلوبة. وبين أن المعلومات التي حصلت عليها إدارته بهذا الخصوص آنذاك افادت بوجود تاجر مخدرات آسيوي يخطط لجلب كمية من المخدرات لتسليمها لعصابة مكونة من ستة اشخاص يعتزمون تهريبها الى دولة مجاورة عبر البحر، حيث اتفق التاجر على بيع العصابة طنين من مخدر الحشيش شريطة ان ترسل العصابة شخصاً من طرفها الى بلد التاجر ليبقى رهينة لديه حتى تقوم العصابة بتسديد قيمة الكمية المطلوبة. وبين بن توير أن العصابة أرسلت بالفعل شخصاً حيث تمت مشاهدته وهو يتجه الى قنصلية دولة التاجر لاستصدار تأشيرة الا انه فشل في ذلك بحيث تم استبداله بشخص يحمل جنسية تتيح له الحصول على التأشيرة مشيراً الى أنه وبعد وصول الرهينة الى بلد التاجر تم الاتفاق على تسليم الكمية في المياه الدولية في عرض البحر مبيناً بأن الفريق الامني الذي كانت الإدارة شكلته لمتابعة العملية تمكن من معرفة الموعد والموقع الاحداثي لتسليم الكمية في عرض البحر، إلا أن الجهاز الامني المعني بالمنطقة لم يقم بواجبه بالشكل الأمثل مما اتاح لأفراد العصابة بتهريب الكمية الى ذاك البلد، وهى العملية التي أطلق عليها « المتقاعسون» . وقال بن توير إن أجهزة المكافحة في دبي قامت على الفور بإلقاء القبض على احد أفراد العصابة الذي كان متواجداً في دبي حيث ادلى باعترافات كاملة عن شحنة المخدرات وهي الاعترافات التي تم إرسالها الى الدولة التي كانت تخزن فيها.