فشل زعيم اليمين الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس، في محاولته الاخيرة لاقناع زعيمة حزب ''كديما'' تسيبي ليفني، بالانضمام اليه في حكومة ائتلافية· وبذلك بات نتنياهو امام خيار وحيد، وهو تشكيل حكومة هي الاكثر يمينية في تاريخ إسرائيل· وكان نتانياهو يسعى لتشكيل حكومة ائتلافية واسعة، لكي لا يضطر الى الائتلاف مع اليمين المتطرف والاحزاب الدينية· ومعنى هذا الفشل، ان نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة موسعة، وسيتعين عليه ان يتحالف مع اليمين المتطرف والاحزاب الدينية، ليضمن اغلبية من 65 مقعدا من اصل 120 في الكنيست·
وقال نتنياهو الذي يعارض اقامة دولة فلسطينية مستقلة انه لن يكون من الممكن تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب ''كديما'' (اليمين الوسط) ملقيا اللوم في ذلك على ليفني، وزيرة الخارجية في حكومة ايهود اولمرت المنتهية ولايتها· واضاف نتنياهو اثر لقاء مع ليفني في تل ابيب استغرق 90 دقيقة ''فعلت كل ما بوسعي من اجل الوحدة التي هي مهمة جدا في وجه التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجهها اسرائيل· للاسف الشديد، اصطدمت بمعارضة قاطعة من السيدة ليفني''· وتابع ''قبل وبعد الانتخابات، وعدت بالعمل على تشكيل حكومة وحدة، وكنت بالتالي مستعدا للذهاب بعيدا في تقديم تنازلات'' مؤكدا انه كان مستعدا لمنح ''كديما'' ثلاث وزارات اساسية، هي الخارجية والدفاع والمالية·
وقالت ليفني من جانبها، انها تفضل ان تكون في صفوف ''المعارضة المسؤولة''· وصرحت بعد اللقاء الذي استمر تسعين دقيقة مع نتنياهو ''انتهى الاجتماع بدون الاتفاق على المسائل الرئيسية''· ولكنها اضافت ''سأدعم الحكومة التي سيتم تشكيلها اذا لزم الامر، وعليه سنكون معارضة مسؤولة· سندعمها في التصدي للتهديدات التي تواجهها اسرائيل عند الضرورة''·
وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قد كلف زعيم حزب الليكود (27 مقعدا) رسميا بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة في 20 فبراير، وامامه حتى الثالث من ابريل للحصول على مصادقة البرلمان· وهذه هي المرة الثانية التي يسعى فيها نتانياهو لاقناع ليفني بالانضمام الى حكومته، بهدف زيادة مصداقيتها·
وكانت ليفني تأمل في ان يتم تكليفها بتشكيل الحكومة، واعلنت مرارا انها لن تنضم الى نتانياهو، لانه سيعيق كل فرص السلام لرفضه اقامة دولة فلسطينية· وتمسكت ليفني بموقفها، على الرغم من ان استطلاعات الرأي التي بينت ان اغلبية من الاسرائيليين وخصوصا من ناخبي ''كديما'' يفضلون حكومة وحدة، وان بعض قادة الحزب لا يؤيدون الانتقال الى المعارضة·
وعارضت ليفني المشاركة في حكومة برئاسة نتنياهو معتبرة انها ستعطل كل فرص اعادة اطلاق مسيرة السلام، من خلال رفض زعيم ''الليكود'' اقامة دولة فلسطينية· وقالت ليفني لصحيفة ''معاريف'' امس ان ''نتنياهو لا يؤمن بعملية السلام، وهو سجين الرؤى التقليدية لليمين'' المعارض للانسحاب من الضفة الغربية المحتلة·
واضافت ليفني التي حصل حزبها ''كديما'' على 28 مقعدا في الانتخابات التشريعية في العاشر من فبراير الجاري ''في ظل هذه الظروف فان افضل خيار هو خدمة الشعب في المعارضة'
عدد اليوم
