الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الكبير الميناوي يرتحل في تفاصيل المدينة الحمراء

عبد الكبير الميناوي يرتحل في تفاصيل المدينة الحمراء
12 أغسطس 2012
محمد نجيم (الرباط)- صدر حديثا للكاتب المغربي عبد الكبير الميناوي، كتاب بعنوان “شواطئ مراكش”، وهو الكتاب الثاني للمؤلف بعد كتابه “ساحة جامع الفنا.. أي هوية؟ أي مستقبل؟”. في هذا الكتاب يُسلط الميناوي الضوء على ما تعرفه المدينة الحمراء من تحولات تُفقدها شاعريتها وأُسطوريّتها التي عُرفت بها منذ قرون طويلة من الزمن، حيث يرتحل الكاتب بالقارئ إلى دروب مراكش وحاراتها وشوارعها وبيوتها العتيقة ورياضاتها وأسواقها القديمة. يكتب الميناوي في نصّه “ ليل مراكش “، “ليست مراكش مجرد مدينة يحددها موقعها الجغرافي على الخريطة. إنها رمز وتاريخ ممتد، بتفاصيله، في الكتب، وفي جغرافية المكان. لمراكش تاريخٌ غني، بأحداث صنعت تاريخ منطقة ممتدة بجغرافيتها.. أحداثٌ غير عادية، في التاريخ، ورجالٌ غير عاديين، في حياة مدينة غير عادية؛ ملوكٌ وفلاسفةٌ وشعراء وعلماء، وقادة حروب.. أسماءٌ ظلت تقدم، من خلال سيرة وحياة أصحابها، صورة عن مسار ومصير حضارة. مراكش.. تاريخ ممتد بأحداثه. أسرة حاكمة تترك مكانها لأخرى، والمدينة، أبداً، شامخة، في مكانها، بكل بهائها ورمزيتها، تعانق نخيلها، فيما تصنع بهجتها، ومن أخضع المدينة واستباح عرْصاتها صارَ سيداً لـِسَاداتها. بين الماضي والحاضر، تفتح مراكش ذراعيها، تستقبل زوارها، فتمنحهم نهارها نخلاً وليلها ثمراً. في مراكش .. عن ليل مراكش .. ليس من رأى كمن سمع !”.كما نقرأ، في نصّه “شمس مراكش” “السياحُ يعشقـون الشمس، والشمس تعشقُ مراكش، ولذلك تـفضل أن تقضي معظم العام متسمرة فوق سطح المدينة. في مراكش، كلما سكنت الشمس في سماء المدينة أكثر، حل السياح أكثر، واستمتعوا أكثر. شمسُ مراكش هي مطرُ مراكش. مع الشمس يأتي الخير وتنشط السياحة. أن يتكهرب الجو وتهطل الأمطار وتختفي الشمس من السماء، يبقى، ذلك أسوأ ما يمكن أن يُعكـّر مزاج السائح في مراكش”. ونقرأ في نصّ “مراكش، هذه الأيام” : “مراكش، هذه الأيام .. سيارات ودراجات نارية وهوائية، وراجلون لا يقلون هوائية تتقاذفهم الأرصفة والطرقات. مراكش، هذه الأيام .. حاضر يقتلُ ماضيه، يتعاون عليه بآلات الحفر والإسمنت .. وجشع البعض ! مراكش، هذه الأيام .. مدينة تغيرت جغرافيتها وتبدلت ملامحها، بسرعة قياسية، وعماراتٌ تسابق بعضها، فيما تعاند بساطة الماضي، لتخفي جمال النخيل وهيبة الكتبية. مراكش، هذه الأيام .. فنادق ومطاعم راقية، محال باذخة تعرض عطورها وملابسها وأحذيتها، وشاطـئ أحمر في مدينـة لا تطل لا على البحر الأبيض المتوسط ولا على البحر الأحمر .. أو البحر الأسود. في مراكش، يتقوى الاقتناع، هذه الأيام، لدى معظم المراكشيين، بحقيقة أن العيش في مدينتهم لم يعد سهلاً، وأنه لم يعد كافياً أن تكون مراكشياً، في مراكش، لكي تضمن راحة البال وهناء الحال”. أما عن وجوه مراكش المألوفة وناسها البسطاء، فيكتب الميناوي في نصّه “دوخة عبد السلام” “يجلسُ عبد السلام على كرسي متهالك، داخل وكالته العقارية. هي ليست وكالة بالمعنى الصحيح للكلمة. لِنَقلْ إنها محلٌّ من ثلاثة أمتار مربعة: كرسيان وطاولةٌ، عليها إبريق شاي وثلاث كؤوس. لونُ الشاي، المتبقي في إحدى الكؤوس، يؤكدُ أن عبد السلام لم يكسب رزق يومه، بعد. حين تسأل عبد السلام عن مساءات جليز وليفرناج، وعوالم البالموري، ورْياضات المْدينة القديمة، ومقاهي وبنايات شارع محمد السادس، والمشاريع التي يتم التفكير فيها بمنطقة أوريكا، سيبدو وكأنك تكلمهُ عن مدينة غير مراكش، المدينة التي عاش فيها، وصار يتجول فيها، بعد نصف قرن، نصف تائه، بعد أن صارت تتحول، أمام ناظريه، إلى “شيء آخر”. يبدو أن السرعة التي تسير بها مراكش قد تجاوزت عبد السلام، الذي صار مثل لاعب كرة قدم تقدم في السن، ووُضع، في غفلة منه، في متوسط الدفـاع لإيقاف زحـف رونالدينهو، أو مثل عداء انقطع عن التدريبات، لسنوات طويلة، قبل أن يُطلبَ منه أن يُجاري إيقاع وسرعة هشام الكَروج”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©