الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العزلة تقي الأفغان شرور الأزمة المالية

العزلة تقي الأفغان شرور الأزمة المالية
28 فبراير 2009 01:09
بعد أن دمرتها حروب مستمرة منذ قرابة ثلاثة عقود ربما تكون عزلة أفغانستان عن التجارة العالمية وصناعة المال العالمية في صالحها حيث حمت البلاد من الأزمة الاقتصادية والمالية في الخارج· ويعج سوق المال الواقع بين المسجد الرئيسي بكابول ونهر تفوح منه رائحة كريهة بالتجار الذين يرفعون أيديهم وبها حفنات من الدولارات الأميركية واليورو والروبية الباكستانية والأفغانية ويصرخون معلنين عن أسعارها وسط الهرج والمرج· ونجا(الأفغاني) عملة أفغانستان بالكاد من الانخفاض ومازالت أسعار العقارات في العاصمة والمدن الكبرى الأخرى ترتفع بانتظام على الرغم من مئات التفجيرات الانتحارية التي نفذتها حركة ''طالبان'' والتمرد المنتشر من الجنوب إلى الشرق· وقال امين جان خوستي رئيس السوق ''الكساد لم يؤثر على أفغانستان فليس لنا تعاملات مع آسيا أو أوروبا أو أي مكان آخر''· وفي حين ترتفع أسعار العملات الأخرى وتنخفض ظل الأفغاني ثابتا عند نحو 52 مقابل الدولار وهو نفس السعر الذي كان عليه حين بدأت آثار أزمة القروض تظهر· ويقول خبراء اقتصاديون إن هذا يرجع جزئيا إلى دعم الولايات المتحدة لتدخل البنك المركزي الأفغاني والذي حافظ على استقرار العملة وحمى اقتصاد البلاد من الاضطرابات المالية العالمية· وتكمن أكبر مخاطر تواجهها أفغانستان في أن الحكومات الأجنبية التي تضخ ملايين الدولارات في صورة مساعدات سنوية قد تحتاج إلى خفضها حيث تمول خططا للتحفيز بمليارات الدولارات في اقتصاداتها في أعقاب الأزمة الاقتصادية· غير أن خبراء يقولون إن افغانستان ليس لديها الكثير لتقلق عليه حيث إن أهميتها بالنسبة للغرب ربما تكون أكبر من أي وقت مضى مع انتقال التركيز على ''الحرب ضد الإرهاب'' من العراق الى أراضيها مما يجعل خفض المساعدات غير مرجح خاصة أن هذه التخفيضات قد تضعف الاقتصاد الافغاني وتقوي ''طالبان''· ويقول سيد مسعود استاذ الاقتصاد بجامعة كابول ''الولايات المتحدة منخرطة بعمق هنا سياسيا وعسكريا واقتصاديا· وهناك مشاكل أمنية متنامية وانعدام للاستقرار السياسي إلى حد ما وبالتالي فإن أميركا لا تريد أن يكون لديها ولا أن ترى مصدر إزعاج آخر وهي حريصة على الحفاظ على استقرار الاقتصاد· وفي حين يعيش معظم الأفغان في فقر مدقع مع قلة المياه الجارية وشبكات الصرف الصحي المناسبة يبدو واضحا من خلال القصور المبهرجة التي تظهر في الأجزاء الأكثر ثراء من العاصمة أن بعض الناس بدأوا يثرون· وقال مسعود من جامعة كابول ''كثير من الناس لا يعلمون الكثير عن الأزمة الاقتصادية العالمية المرتبطة بالإسكان ·· ليس هناك الكثير من البنية التحتية أو الأمن وبالتالي هؤلاء الذين يملكون المال ويعيشون هنا يستثمرون في العقارات''· ويرى محللون أن التنمية خلقت فجوة كبيرة بين الأغلبية الفقيرة والأقلية الغنية مما قد يؤدي إلى اضطراب اجتماعي إذا لم يتم التعامل معها بحذر· وذكر وكلاء عقاريون أن سعر المسكن الصغير في وسط كابول يبلغ الآن 35 ألف دولار في المتوسط وهو ما يزيد عن السعر منذ 12 شهرا بنسبة 25 في المئة· وظل الاقتصاد الأفغاني متماسكا بسبب تدفق مليارات الدولارات من المساعدات فضلا عن الإنفاق والوظائف التي توفرها القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان وقوامها 69500 جندي إلى جانب تجارة المخدرات غير المشروعة وتقدر قيمتها بنحو ثلاثة مليارات دولار سنويا· وقالت مريم شيرمان مسؤولة البنك الدولي في افغانستان ''من غير المرجح أن يكون للأزمة المالية العالمية آثار سلبية كبيرة على أفغانستان''· وتنفق الولايات المتحدة التي هي اكبر الداعمين لكابول اكثر من نصف مساعداتها للتنمية خارج البلاد في افغانستان وتعتزم تعزيز قواتها البالغ قوامها 38 ألف جندي في البلاد بإرسال 17 ألف جندي إضافي· ويشعر البعض في أفغانستان بالقلق من أن المساعدات الخارجية قد تقل إذا ازدادت الأزمة المالية تدهورا في الولايات المتحدة حيث يسعى أوباما جاهدا لخفض عجز متفاقم في الميزانية
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©