الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الحقيبة الذكية.. أدوات خفيفة تشحذ عقول التلاميذ

الحقيبة الذكية.. أدوات خفيفة تشحذ عقول التلاميذ
4 يناير 2013 14:40
تتجه المدارس "النموذجية" الحديثة إلى الاعتماد المتزايد على الأجهزة الذكية في العملية التربوية، بحيث ظهر ما يعرف بـ"الحقيبة الذكية" التي تتكون من جهاز لوحي يعمل باللمس، إضافة إلى كتاب إلكتروني يمكن الوصول إلى أي صفحة من صفحاته بسرعة هائلة من خلال البحث والتصفح السريع. ومن ثم يقوم التلميذ بقراءة أو سماع محتوى الكتاب، وحتى ترجمته إلى العديد من اللغات في ثوان معدودة. ويكتمل عقد الحقيبة بالقلم الذكي الذي يستجيب للأوامر إلكترونياً، فيكتب النص على الصفحات التفاعلية، ويقوم بتسجيله وقراءته. وعند توصيل القلم بالجهاز اللوحي، تنقل إليه إلكترونيا وتخزن عليه كمادة تعليمية يسترجعها الطالب بسهولة في أوقات المراجعة والاستذكار. كل هذه المعدات صممت لتتلاءم مع أجواء فصول "المدارس النموذجية" الحديثة المزودة بما أصبح يعرف بـ"السبورة الذكية"، وهي أمور لم تكن تخطر على بال الجيل السابق من التربويين، لكنها أصبحت واقعاً، خصوصا في دولة الإمرات العربية التي أثبتت الإحصاءات أنها تحتل مركزاً متقدماً، عربياً وعالمياً في تجهيز مدارسها بالإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وأنها الأولى عربيا في الاستخدام التقني في مختلف المجالات.. فما هي التأثيرات الإيجابية والسلبية لهذا الكم الهائل من التكنولوجيا على عقول التلاميذ الصغار؟. وما هي أضراره الصحية والاجتماعية على الناشئين..؟. تقول الموجهة التربوية شيخة المهيري، في ردها على هذا التساؤل: التكنولوجيا الذكية في النهاية مجرد وعاء، مثل الكتاب التقليدي، والعبرة في الأساس بالمحتوى التربوي، فالمادة المقدمة في الكتاب، أو في الجهاز اللوحي، هي التي تعيد صياغة عقل التلميذ وليس وعاء المادة. وتضيف: صحيح أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تطوير العملية التربوية في جميع مراحلها، ولها إيجابيات عديدة لا يمكن إغفالها، خصوصاً حين يتم استغلالها بطرق إيجابية في عملية توجيه الطفل وأخذ السبل الكفيلة بتنمية إدراكه العقلي بشكل صحيح، وعلى المدرسين أن يتمتعوا بالفهم والإدراك الكافي لاستغلال هذه الأجهزة الذكية بالإيجاب في صالح التلميذ. مضيفة أن هذه الأجهزة تساهم في تكوين ملكة لدى الطلاب تؤهلهم لاستعمال التكنولوجيا في الحياة العملية مستقبلاً، فالجهاز الذكي يجعل الطالب يفكر بشكل خلاق للوصول إلى حلول ذكية وغير تقليدية. وتستطرد الموجهة التربية، أن الدول العربية لم يتم فيها حتى الآن إجراء دراسات حديثة ترصد التأثيرات الإيجابية أو السلبية، لاستعمالات التكنولوجيا الذكية في التعليم. غير أنها تستدرك أنه من الملاحظ أن أجهزة التصفح اللوحية، رسخت عادات سيئة في مستعمليها عموماً وخصوصاً جيل الناشئين، فإذا كانت هناك إيجابيات فهناك أيضاً سلبيات. ومن هذه العادات السيئة: عدم التركيز، والتصفح السريع، الهروب من المواد الثقيلة والبحوث المعمقة، والاكتفاء بإلقاء نظرة خاطفة على المحتوى. فالطالب الآن حسب تعبيرها يقلب عشرات الصفات في ثوان معدودة، ويقفز من هنا إلى هنا بسرعة فائقة، ما يوحي بترسخ الشرود الذهني في مستخدمي هذه الأجهزة من التلاميذ. من جانبه يقول مصطفى أوفى، إعلامي عربي مقيم في الإمارات، وأب لطفل يدرس في إحدى المدارس الشهيرة والتي تنتهج منهاجاً غربياً: "التعليم باستخدام الأجهزة الذكية والاعتماد عليها بدل الأساليب التقليدية، له مزايا عديدة - بحسب رأيي ـ وهو ما انعكس على مستوى الذكاء والفهم والفكر للتلاميذ اليوم، مقارنة بمستويات الفهم والإدراك في أيام جيلنا". وبرأيه أن هذه الأجهزة الذكية الحديثة تقدم تبسيطاً في الشرح وعمقاً في الفكرة، وتعدداً في وسائل الشرح بالوسائط المتعددة، كالصوت والصورة والرسوم المتحركة. إضافة إلى كونها المفتاح لبوابات واسعة تجعل بين أصابع الطالب آلاف المكتبات المتخصصة، لا تفصله عنها غير نقرة زر. غير أنه يبدي مخاوفه من أن هذه التطور قد يكون له جانب سلبي، يتمثل في سهولة الولوج إلى المواقع المشبوهة، وشبكات التواصل الاجتماعية. داعياً الأهل وإدارات المدارس والمعلمين إلى اليقظة في هذا الجانب وتوجيه التلميذي توجيها صحيحاً حتى لا يقع في "مطبات" غير حميدة، وحتى ينهي مسيرته الدراسية بأمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©