اقترحت روسيا على الحلف الاطلسي استئناف اجتماعات مجلس روسيا والحلف الأطلسي المعلقة منذ الحرب الروسية الجورجية في أغسطس 2008 ، غير ان اعضاء الحلف لا يزالون منقسمين بشأن الحوار مع موسكو· وقال سفير روسيا لدى حلف شمال الاطلسي ديمتري روجوزين ''نحن نقترح اجتماعا خاصا لمجلس الحلف الاطلسي وروسيا حول قضية القوقاز'' ، موضحا انه عرض هذا المقترح لنظرائه في الحلف الاطلسي خلال اجتماع غير رسمي·
وأضاف ''ان الشرط الوحيد هو ان يعقد هذا الاجتماع بحضور ممثل لقيادة الاركان الروسية بما يتيح تفسير وجهة نظرنا حول الاحداث التي أدت في أغسطس الى النزاع مع جورجيا وحتى بشأن مشروعنا لاقامة قواعد (عسكرية) في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية''·
وكان تم تعليق الاجتماعات الرسمية لمجلس الحلف الاطلسي وروسيا من قبل الحلف في 19 أغسطس للاحتجاج على رد الفعل ''غير المتناسب'' لموسكو في مواجهة محاولة جورجيا استعادة السيطرة على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الجورجية· ولم يصدر الحلف الاطلسي على الفور ردا على المقترح الروسي الذي يأتي بعد تعليق الاجتماعات منذ ستة أشهر·
وقالت كارمن روميرو المتحدثة باسم الحلف الاطلسي ''نحن نتحدث في كل اجتماع نعقده عن جورجيا· وأكد الحلفاء أمس (الاول) مجددا قلقهم بشأن قواعد تريد موسكو إقامتها'' في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين· ومسألة اعادة اطلاق اجتماعات مجلس الحلف الاطلسي وروسيا هي على جدول أعمال وزراء خارجية الحلف الاطلسي في الخامس من مارس ببروكسل بمشاركة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للمرة الاولى·
وقرر الحلف الاطلسي في ديسمبر إعادة العلاقات مع روسيا ''تدريجيا''· وقال دبلوماسيون ان أغلبية الدول الاعضاء في الحلف الـ 26 ترغب في الاعلان عن استئناف العلاقات الرسمية مع روسيا· وتعتبر ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وايطاليا والنرويج ان العقوبات المتخذة ضد روسيا غير ذات جدوى وهي تطالب منذ أشهر بالتخلي عنها· وانضمت دول أخرى مثل بريطانيا في نهاية 2008 لهذا الموقف· وقال دبلوماسي مناصر لاستئناف العلاقات مع روسيا ان على الحلف الاطلسي ''ان يتساءل عما يكسبه من خلال عزل نفسه'' في الوقت الذي استأنف فيه الاتحاد الاوروبي الذي ينتمي اليه 21 بلدا من أعضاء الحلف الاطلسي المفاوضات حول اتفاق شراكة مع روسيا منذ نوفمبر·
وفي حال قرر الحلف الاطلسي استئناف الحوار مع روسيا ، فإن ذلك سيتيح لهيلاري كلينتون ان تحتفي بـ''انطلاقة جديدة'' في العلاقات بين واشنطن وموسكو التي ترغب فيها بشدة ادارة الرئيس باراك اوباما ، وذلك اثناء لقاء في جنيف مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف· غير ان الكثير من دول شرق أوروبا وخصوصا تشيكيا ، بحسب دبلوماسي ، بالاضافة الى كندا التي تؤوي مجموعات هامة من اصل جورجي واوكراني ، ترفض تطبيعا سريعا للعلاقات مع روسيا·
وتعتبر هذه الدول ان روسيا تخطت مجددا الخط الاحمر من خلال إعلانها نيتها في اقامة قواعد برية وبحرية دائمة في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية· وهي بالتالي تعتبر انه من غير المناسب رفع تجميد العلاقات مع روسيا بشكل رسمي·
وأوضح دبلوماسي ''بسبب تاريخ القواعد الروسية فان الحلفاء لن يتعهدوا ربما هذه المرة بإعادة اطلاق الحوار لكن قد يفضلون انتظار القمة'' يومي 2 و3 ابريل في ستراسبورج (فرنسا) وكيهل (المانيا) لاستئناف الحوار· وسيرتهن الامر كما في معظم الاحوال ، بالموقف الاميركي· وقال مسؤول في الحلف ''يبدو ان الولايات المتحدة تريد توجيه رسائل إيجابية الى الجميع لروسيا كما لاوكرانيا وجورجيا'' البلدين اللذين يثير ترشحهما لعضوية الحلف الاطلسي قلق موسكو ما يغذي الشكوك بشأن هذا الملف
عدد اليوم
