الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مزارعو القات الكينيون قلقون بسبب تشديد القوانين الأوروبية

19 أغسطس 2013 21:30
نيروبي (د ب أ) - يقول ايسايا مجونا إنه يزرع القات في مزرعته القريبة من بلدة ماوا في الجبال الضبابية بوسط كينيا منذ الصغر. ويقطن مجونا الذي ولد عام 1971، وهو أب لأربعة أبناء، في منطقة تقوم منذ عقود طويلة بزراعة القات، وهو شجرة قصيرة ورفيعة يتم مضغ أوراقها الخضراء وجذوعها في التجمعات الاجتماعية في القرن الأفريقي واليمن. لكن قريباً ربما يحتاج مجونا ومئات الآلاف من الأفراد في المناطق التي تزرع القات في كينيا الذين يعتمدون على زراعة وتصدير النبات - وهو مخدر لطيف يعرف محليا بـ (ميرا) - إلى إيجاد محاصيل مختلفة لزراعتها. وأعلنت بريطانيا في يوليو الماضي أنها ستصنف القات كمخدر غير قانوني مثل القنب، لتنضم إلى كثير من دول أوروبا وأميركا الشمالية الذين يحظرون بالفعل هذه المادة. وجاءت هذه الخطوة عقب قرار مماثل من جانب هولندا أوائل العام الجاري. وبوجود الجاليات الكبيرة للصوماليين والإثيوبيين واليمنيين، فإن بريطانيا استوردت تقريباً ثلث محصول القات الكيني الذي يقدر ثمنه بـ23 مليون دولار. ويتوقع أن تكون الصفعة قوية للمزارعين. وقال مجونا: “ليس لديّ أي سبل أخرى للحصول على دخل. ندخل أبناءنا المدارس من تجارة الميرا”. ويعد مجوانا واحد من نحو 500 ألف كيني يقومون بزراعة القات. ويقول مسؤولون إن هناك 150 ألف آخرين في الدولة الواقعة بشرق القارة الأفريقية يستفيدون بشكل غير مباشر. وتقام كل صباح طقوس في السوق الرئيسية في ماوا. فتقوم النساء بتنظيف أوراق القات ويقوم الرجال بوضعها على ظهر الشاحنات. ثم يتم سريعاً نقلها إلى أسواق أخرى أو إلى نيروبي ليتم نقلها إلى الخارج. وقال عمر أحمد رئيس إدارة مزارعي الميرا في ماوا: “كل شيء يعتمد على الميرا. من أنظمة المدارس إلى الأمن إلى التوظيف. بدونه سينهار اقتصاد المنطقة”. يمكن أن يكون القات أكثر ربحاً من أكبر صادرات كينيا وهما البن والشاي. إنه محصول يحتاج إلى رعاية محدودة ويوفر دخلًا مستمراً لأن المزارعين يقطفون الأوراق الخضراء كل 30 يوماً، على عكس الفواكه الموسمية. وكانت كينيا تصدر، قبل الحظر الجديد نحو 90% من محصول القات. ويقول مجونا الذي توقف عن بناء منزل جديد بسبب الحظر في بريطانيا، إنه يشعر بالفعل بالضائقة. وقال :”عندما افتتحت السوق في إنجلترا كان يمكنك رؤية رجال الأعمال في شتى أنحاء المنطقة يشترون الميرا. لكنهم الآن لا يأتون”. حظرت بريطانيا القات، رغم توصية ضد هذه الخطوة من قبل المجلس الاستشاري بشأن إساءة استغلال المخدرات بالبلاد، لأنه يخشى أن موانئها سوف تصبح معقلًا لعمليات التهريب المتصاعدة غير القانونية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©