السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كلمات وأشياء

30 أكتوبر 2006 23:13
الكلاسيكو الموؤود تصوروا معي ما سيحدث لو أن الاتحاد الأسباني لكرة القدم قرر على حين غرة تأجيل الكلاسيكو بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، ولو أن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قرر بدون سابق إنذار إرجاء أو تعليق الكلاسيكو بين الجارين إس ميلان والأنتر لأسباب لا تدخل في صميم العوارض التي يؤخذ بها لتحليل القرار· أكيد كانت الدنيا ستقوم من دون أن تقعد، سترتفع أصوات تحتج، وتنصب محاكم على عجل لمحاكمة فعل يجرمه قانون العشق وقانون الربح والتجارة الكلاسيكو في إسبانيا وفي إيطاليا وفي البرتغال، وفي كل دول العالم حدث بقيمة لا متناهية، لا يستطيع أحد أن يضبط أرقامه - التجارية - رغم فلكيتها، أن يضبط درجته على سلم المشاعر والأحاسيس، لذلك لا يستطيع أي كان أن يتلاعب لا بزمانه ولا بقيمته· في المغرب تطلعت جماهير الرجاء والوداد مع صدور البرنامج للدوري للموسم الكروي الحالي، إلى موعد الصدام الذي يقال عنه في كل مرة أنه صدام تاريخي مختلف في قوته عن كل الذي سبقه، فوجدت أن موعده في رزنامة الدوري تقدم، إذ جرى بحسب آليات ضبط البرنامج تثبيت موعده في الجولة الخامسة· ولأن ''الكلاسيكو'' أو ''الديربي''، يحتل وجدان وعقل جماهير أكبر ناديين في المغرب مكانة لا ينازعه فيها أي حدث كروي آخر، فإن السؤال الذي رمت به هذه الجماهير في الهوامش المنسية هو:إن عرفنا للكلاسيكو زمنا وتاريخا، فإننا لا نعرف له مكانا؟ وكان القصد أن مركب محمد الخامس بالدار البيضاء أوصد أبوابه منذ فترة ليخضع عشبه لعملية ترميم واستصلاح، لا نستطيع أن نجد لها رقما وكأن هذا العشب يسكنه عفريت، وما أوضحته التخمينات أن المركب لن يعيد فتح أبوابه، إلا مع نهاية السنة الحالية، ما جعل من رابع المستحيلات أن يجرى الكلاسيكو فيه، ومادامت كل ملاعب الدار البيضاء الأخرى غير مركب محمد الخامس، لا تليق أمنيا قبل أي شيء آخر بالكلاسيكو، فقد أشعر أصحاب الحل والعقد الكل بأن الاحتمال الوحيد والأقرب لمنطق الأشياء أن يجرى الكلاسيكو رقم 101 بشكل استثنائي بمركب الأمير مولاي عبد الله، ما يعني أن جماهير الغريمين التقليديين عليها أن ترحل عن أوكارها لتؤثث فضاء الفرجة في مسرح غير المسرح الذي تعودت عليه· ولأن البديل المفترض لإجراء الكلاسيكو في موعده طالما أن لجنة البرمجة داخل الهيئة الموكول إليها تدبير الدوري أصرت على أن تتقيد بالرزنامة الموضوعة من قبل، لم يكن ليعجب إدارة نادي الرجاء المستضيف للكلاسيكو في جولته الأولى، فقد ظهرت النية واضحة للتأجيل والإرجاء، خاصة بعد أن قررت إدارة مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط إغلاقه لإخضاعه لمجموعة ترميمات تحسبا لنهائي كأس العرش الذي تقرر له في الخامس من نوفمبر القادم وإذا ما كان هذا الطارئ قد أراح إدارة نادي الرجاء وأعفاها من البحث عن عوارض أخرى لإكراه المسؤولين على إرجاء موعد الكلاسيكو، فإن إدارة نادي الوداد الوجه الآخر لعملة الكلاسيكو، رفضت مبدأ الإرجاء والتأجيل، وذهبت إلى حد مقاطعة الكلاسيكو إن هو جرى في موعد غير موعده، معتبرة أن ما قدم من مبررات وعوارض لا يصمد أمام المنطق، وأن على الرجاء أن تتدبر أمرها، وتختار ما يناسبها من بدائل وقد تابعت برنامجا حواريا جمع بين المسؤول الأول عن برمجة مباريات الدوري وأميني سر كل من الرجاء والوداد، وبدا واضحا أن كل ما عرف من حجج وأدلة كان بدافع الاستهلاك فقط، وأن هناك نيات مبيتة سعت لوأد الكلاسيكو بذرائع مختلفة، ليس لها سوى تفسير واحد في معجم كرة القدم، أن الهواية كفكر وكممارسة وكتدبير، لا يمكن إلا أن تحشرنا في دوامة عبث لا خلاص منها، إلا بوجود رؤية وفكر وتدبير احترافي· بدر الدين الإدريسي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©