عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
واصل النجم الجزائري رياض محرز رحلة التألق مع مان سيتي بهدوء لافت، وفي الوقت الذي اعتقد البعض أن بيب جوارديولا تعاقد معه ليكون بديلاً جيداً، وسلاحاً استراتيجياً يتم اللجوء إليه في ظروف بعينها، فإذا بالنجم الجزائري يخطف الأضواء، ويفرض نفسه على تشكيلة البلو مون، ليعثر لنفسه على مكان في تشكيلة فريق يعاني في الأساس تكدساً في النجوم، والعناصر الجاهزة لخوض جميع المباريات.
فقد نجح في قيادة «البلو مون» للفوز على واتفورد 2/ 1، مما جعل سيتي يرفع رصيده إلى 41 نقطة من 15 مباراة ليعمق الفجوة مع المنافسين، الذين لا يمكنهم بلوغ الـ 40 نقطة في هذه الجولة مهما كانت النتائج، ووضع محرز بصمته تسجيلاً وتمريراً حاسماً أمام واتفورد، ليتوج بلقب رجل المباراة، وهو الهدف الـ 13 للنجم الجزائري مع مان سيتي الذي يشارك في تسجيله أو صناعته منذ بداية الموسم في مختلف البطولات، واللافت أنه فعل ذلك في 10 مباريات فقط، بدأها في التشكيلة الأساسية، مما يؤكد أنه صفقة «البلو مون» الرابحة، بل إنه «رياض السيتي»، الذي تمكن من جعل المساحات الخضراء، والإبداع في أداء السيتي أكثر تجدداً.
محرز هو رهان جوارديولا، فقد أصر على التعاقد معه، وخاض مفاوضات شاقة مع ليستر سيتي صيفاً وشتاءً، إلا أن المطالب المالية الكبيرة لإدارة ليستر سيتي حالت دون إتمام الصفقة في على وجه السرعة، وقرر محرز البقاء في منزله الشتاء الماضي، مختفياً عن الأنظار، تعبيراً عن حزنه الشديد من رفض رحيله إلى صفوف مان سيتي، ولكنه عاد فيما بعد الموافقة على انتقاله إلى سيتي.
وفي بدايات تجربته مع بطل الدوري الإنجليزي، توقع البعض ألا يتمكن من فرض نفسه على تشكيلة الفريق، باعتبارها التجربة الأولى له مع كيان كروي كبير، إلا أن النجم الجزائري استفاد من ثقة الفيلسوف الإسباني جوارديولا، وفرض نفسه بتدرج وهدوء، ليصبح واحداً من أكثر العناصر المؤثرة في أداء السيتي، فهو المفاجأة الجميلة، والعنصر الجديد الذي يمكنه تغيير طريقة الأداء، وإرباك المنافسين.
وفي مؤشر على ثقته الكاملة بالنجم الجزائري، دافع جوارديولا عن محرز بشدة عقب إهداره ركلة جزاء أمام ليفربول في القمة، التي كان يسعى السيتي خلالها لفض الاشتباك والانفراد بالصدارة في المرحلة الثامنة التي أقيمت في أكتوبر الماضي، ونجح المدرب الإسباني في الحفاظ على معنويات نجمه الجديد، ليتألق فيما بعد، ويصبح سلاحاً جديداً مؤثراً إلى جانب ساني، وسترلينج، وسيلفا، وأجويرو، وغيرهم من النجوم.
وجاء تألق محرز ليثير موجة جديدة من التساؤلات التي تمتزج بحالة من الإعجاب بقدراته ومهاراته، فقد نقلت الصحافة اللندنية تغريدات لعدد كبير من الجماهير، وعشاق البريميرليج، خاصة جماهير مان يونايتد، وسط مشاعر من الغضب على إدارة النادي، والجهاز الفني بقيادة جوزيه مورينيو، فقد كان النجم الجزائري واحداً من الأسماء المطروحة للانتقال للشياطين الحمر، إلا أن جوارديولا كان أكثر جدية في حسم الصفقة لمصلحة السيتي، مما يجعل عشاق اليونايتد يؤكدون أن ما حدث هو خطأ تاريخي، خاصة أن محرز سيستمر في صنع الفارق لمصلحة الجيران لفترات طويلة.
