الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند تدعو دول العالم لاستغلال طاقة الفضاء

الهند تدعو دول العالم لاستغلال طاقة الفضاء
18 نوفمبر 2010 20:37
على شاكلة القمر الاصطناعي الشمسي في الفيلم العشرين من سلسلة أفلام جيمس بوند (بيرس بروسنان) سنة 2002 “داي آناذر ديي/ مُت في يوم آخر”، يُخطط رئيس سابق للهند لإطلاق أقمار اصطناعية تستمد الأشعة الشمسية وتخلق مجالاً شُعاعياً بموجات دقيقة مركزة، ثم تُرسلها إلى أجهزة تجميع الطاقة على سطح الأرض. كخطوة نحو حل أزمة الطاقة في العالم، أُطلقت خطة جديدة للاستفادة من طاقة الشمس من الفضاء عبر استخدام أقمار اصطناعية يتمثل دورها في استقطاب أشعة الشمس وعكسها على سطح الأرض. أطلق هذه المبادرة أحد علماء ومهندسي الهند وأحد رؤسائها السابقين الدكتور أبو بكر زين العابدين عبد الكلام الذي يُدعى اختصاراً عبد الكلام. أطلق المواطنون الهنديون الكثير من الألقاب على هذا العالم الذي يتمتع بشعبية واسعة، إذ لقبوه خلال فترة رئاسته (2002-2007) بـ”رئيس الشعب”، وبـ”الرجل الصاروخ” إشارة إلى تألقه خلال عمله في برنامج التسلح النووي والصاروخي الهندي، إضافةً إلى ألقاب أخرى. كان ولا يزال مصدر إلهام للشعب الهندي ومن بين خيرة عُلمائها. اختار عبد الكلام الأسبوع الأول من الشهر الجاري نوفمبر ليُعلن عن إطلاق مبادرة طاقية هي الأولى من نوعها في عصر أزمة الطاقة بالتعاون مع جمعية الفضاء الوطنية غير الربحية التي تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف من بينها تحقيق استكشافات جديدة وخوض تجربة حضارة فضائية. كوكب سعيد قال عبد الكلام خلال مؤتمر صحفي عُقد حول هذه المبادرة “إن الطاقة المُستمدة من الفضاء لها قُدرات كامنة جبارة لتحويل الأرض إلى “كوكب نظيف ومزدهر وسعيد”. وترتكز هذه المُبادرة على إطلاق قمر اصطناعي يحتوي على مجموعة كبيرة من الألواح الشمسية تقوم بتجميع الطاقة من الشمس، فتُحولها إلى شُعاع موجات دقيقة، ثم تُعيد توجيهها إلى الأرض لتلتقطها أجهزة استقبال هوائية يتم تثبيتها مسبقاً على سطح الأرض، قبل أن تُحول الطاقة الناتجة عن هذه الموجات الدقيقة إلى كهرباء. أزمة الطاقة من المُتوقع أن تزداد حاجات العالم من الطاقة بنسبة 87% مع حلول سنة 2035. ويقول خبراء الطاقة والبيئة إن مصادر الطاقة المتجددة التقليدية لن تكون كافية لسد حاجات سُكان كوكب الأرض من الطاقة، وإنما ستلبيها جزئياً فقط. ومن مزايا الطاقة الفضائية، يقول مارك هوبكنز، رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية الوطنية للفضاء، إمكانية إعادة توجيهها إلى أنحاء مختلفة ومتعددة من العالم بشكل متواصل وليل نهار، بل وحتى عند سوء الأحوال الجوية دون حدوث أي اضطراب أو انقطاع. كما أن التكنولوجيا المستخدمة في ذلك تُتيح تزويد سُكان المعمور بكميات هائلة من الطاقة دون إحداث أي أضرار على البيئة. ويضيف هوبكنز مستطرداً “فهي لا تُنتج – على المستوى النظري والافتراضي- ثاني أوكسيد الكربون، ولذلك فإنها تُعتبر مصدر طاقة متجددة نظيف للغاية”. غير أن البنية التكنولوجية التحتية لتحقيق هذه الرؤية لم تُنجزْ بعد. دعم دولي يقول جون مانكينز، رئيس جمعية الطاقة الفضائية، “من بين الأمور الهامة التي يجب وضعها في الحسبان عند الحديث عن الطاقة الفضائية أن لها إمكانات واعدة جداً لتزويد مختلف أرجاء العالم بطاقة خضراء ونظيفة جداً، غير أننا لم نستعد بعد لذلك. فأمامنا بعض التحديات الفنية والتكنولوجية”. ويُجمع رُواد هذه الخطة والمنافحون عنها أن تحقيقها يحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت، وهو ما يُحتم الإسراع بالبدء في تنفيذ هذا المشروع من الآن. ويقول عبد الكلام “أعتقد شخصياً أن إنجاز هذا المشروع سيتطلب 15 عاماً”، مضيفاً أنه يحتاج إلى دعم دولي لا يقتصر على الهند والولايات المتحدة الأميركية فقط، وإنما يشمل دولاً أخرى، حتى تُصبح الطاقة الشمسية الفضائية في المستقبل المنظور حقيقةً معيشةً. واقترح عبد الكلام القيام دعوة حكومات دول “مجموعة الثمانية” ومجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى - تضم الولايات المتحدة الأميركية واليابان وألمانيا وروسيا الاتحادية وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا- واتحاد الجامعات البحثية العالمية مثل”مجموعة الـ 13” الجامعية الكندية للاشتراك لاحقاً في تنفيذ هذا المشروع. شراكة هندية أميركية على الرغم من تمويل الوكالة الوطنية للملاحة الفضائية الأميركية (ناسا) لإنجاز بحوث في مجال الطاقة الفضائية في السابق، إلا أنه ليس لديها حالياً أي برنامج رسمي للطاقة الشمسية الفضائية. وقد سبق أن ألغت تجربة استشعاع الطاقة الشمسية في محطة الفضاء الدولية سنة 2008. وقامت القوات الأميركية أيضاً في وقت سابق بتجربة الاستشعاع الشمسي الطاقي باعتبارها تُمثل طريقةً ناجعةً لتزويد مناطق مترامية الأطراف في العالم بالطاقة. ويقول رُواد هذه المبادرة إن تعاون الهند مع الولايات المتحدة الأميركية في إطار شراكة كان سيعود بالنفع على البلدين، ليس على مستوى حل أزمة الطاقة فقط، وإنما على مستوى تحسين العلاقات والسياسات الدولية أيضاً. ويقول هوبكنز “إن الهند تحقق تقدماً مطرداً وتسير بخطوات متسارعة، وهذا في مصلحة الأمتين الهندية والأميركية”. فُرص عمل وافرة وفق الخطة التي وضعها عبد الكلام لتنفيذ هذه المُبادرة بشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن هذه الأخيرة ستُسهم في هذا المشروع بتوفير البنية التحية التكنولوجية، بينما تتكفل الهند بتصنيع الأجهزة والمعدات اللازمة لذلك بتكاليف رخيصة. ويضيف هوبكنز معلقاً على مقترح عبد الكلام بالقول “إن المُزاوجة بين التكنولوجيا الأميركية وانخفاض تكاليف التصنيع الهندية ستخلق بما لا يدع مجالاً للشك الكثير من فرص العمل في كلا البلدين”. ويقول تي كي أليكس، مدير مركز الأقمار الاصطناعية التابع لمنظمة البحوث الفضائية الهندية والذي يُطلق المركبات الفضائية للاتصالات والاستكشاف العلمي في الفضاء “لا غرو أن مقترح عبد الكلام لن يكون قابلاً للتحقيق إلا إذا انخفضت تكاليف إطلاق الأقمار الاصطناعية في الفضاء الخارجي وصارت اقتصاديةً أكثر”. وجدير بالذكر أن منظمة البحوث الفضائية الهندية كثفت أنشطتها وجهودها الفضائية في السنوات الأخيرة الماضية، تُوجت بإطلاق قمر “شاندرايان 1”، الذي بلغت ميزانيته 80 مليون دولار، للدوران حول القمر لمدة سنتين، تعقبه رحلتان أخريان ستطلقهما المنظمة الهندية قريباً. عن “كريستيان ساينس مونيتور” ترجمة هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©