الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلويات ضيف دائم على موائد اللبنانيين الرمضانية

الحلويات ضيف دائم على موائد اللبنانيين الرمضانية
22 أغسطس 2011 22:54
تحتل الحلويات حيزاً مهماً ورئيسياً من المائدة الرمضانية اليومية. وتنهمك ربات البيوت بإعداد الطعام وتنويع المائدة، إذ تحرص الأسر البيروتية على تقديم ما لذّ وطاب من أصناف الحلويات المعروفة بدسامتها ونكهاتها المميزة، حيث لكل صنف من الحلوى الرمضانية نصيب وافر في مائدة رمضان، فلا تخلو مائدة من حلاوة الجبن والقطايف والكلاج وحلاوة السميد والمعمول بالتمر وغيرها من الأصناف. يتفنن صانعو الحلويات وربات البيوت في تحضير الحلويات الرمضانية، وتتسم هذه الصناعة في رمضان بالتنويع، وتحتل العاصمة بيروت وأسواق صيدا وطرابلس والنبطية مراكز أسأسية لهذه الصناعة منذ ما يقارب الـ30 عاماً، حيث أسست عائلات ارتبطت أسماؤها بأصناف معينة من الحلويات، فكانت الحلوى الشتوية والصيفية، وما هو خاص بشهر رمضان، كالقطايف والكلاج والمشبك والعوامة والمدلوقة وحلاوة الجبن، إلى جانب أنواع فاخرة مثل المبرومة والبلورية. أقصى طاقة في صيدا وطرابلس والنبطية تعمل محلات بيع الحلويات بأقصى طاقتها في شهر رمضان المبارك، تلبية لاحتياجات الصائمين، وتحتل الحلويات العربية مكانة خاصة أعطتها شهرة واسعة تعدت لبنان إلى بقية دول العالم. يقول صاحب حلويات ومحلات «الإخلاص» المنتشرة بفروعها العديدة على كافة الأراضي اللبنانية، الحاج زهير قبلاوي يكثر الطلب على الحلويات في شهر رمضان، خصوصاً زنود الست والقطايف وورد الشام والكلاج. ومن المعروف أن معظم الصائمين يحتاجون إلى المواد السكرية، والحلويات العربية تتميز بمواد طبيعية مثل الحليب والسمن البلدي والجوز واللوز والفستق الحلبي، لذلك ترى معظم الناس يفضلون هذا النوع من الحلويات. ويضيف «تنفرد صيدا بميزة معينة، فهناك حلوى «الجزرية» التي كانت تنتج داخل صيدا القديمة، كذلك حلوى السنيورة وهي صيداوية بحتة، أصبحت معروفة في الخارج، فصيدا مشهورة بحلويات رمضانية صارت موجودة في جميع المناطق. وهذا الانتشار في الحلويات يساعد هذا القطاع على الاستمرار، نظراً للوضع الاقتصادي المتفاقم اجتماعياً ومعيشياً، ويبعد شبح الإقفال كما حصل في العديد من القطاعات المشابهة، ونحن نعتمد على المواسم مثل شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات الخاصة، أما بقية السنة فالركود يصيبنا بالإعياء المالي الشديد». وتتسم صناعة الحلويات الرمضانية بالتنوع، وتمتاز كل مدينة بأصناف خاصة بها، وفي آخر دراسة أجريت دلّت أن الشعب اللبناني يعتبر من أكثر مستهلكي الحلويات، وأيضاً من أهم مصدّري ومصنّعي الحلويات الشرقية والعربية على أنواعها. وفي شهر رمضان ولدى قدوم عيد الفطر، يتبادل الأهل والأصدقاء والجيران الزيارات واستقبال المهنئين، وتقديم الحلويات التي تعج بها الأسواق اللبنانية، حتى انه في عيد الفطر تنتشر «بسطات» بيع الحلوى على الأرصفة وبأسعار أقل من أسعار المحال خصوصاً الفخمة. العهد العثماني مما يقال في شهرة الحلويات إنه في فترة الحكم العثماني، ذاع صيت هذه الأصناف التي تصنع من الطحين والسكر والفستق والسمن، فكانت المبرومة والبقلاوة والبلورية وكول وشكور والقشطة وزنود الست، وإسوارة الست والأصابع، وهذه كلها تسميات محلية، حتى أن المبرومة بالقشطة كانت تسميتها بالعامية مغشوشة. وعن الحلويات الرمضانية، يشير الباحث والمؤرخ حسان الحلاق إلى أن نوعاً من الحلوى كان مشهوراً في العهد العثماني ويعرف بـ»الزغلولية»، وهو ما يعرف اليوم بـ»الحذف» أو «البقلاوة»، التي كان اللبنانيون ينهمكون في صفها منذ اليوم الأول لشهر الصيام. أما اليوم فأصبحت متوافرة بشكل دائم، ولم يعد الناس يبذلون جهداً لصنعها في المنازل، والأمر نفسه ينسحب على المعمول، الذي لا يكتمل العيد من دونه، إذ كانت ربّات المنازل يمضين ليال طويلة لصفها، وبعد الانتهاء من تحضيرها، كان يأتي العامل ويذهب بها إلى فرن الحي، لينجزها ثم يعيدها ويأخذ أجرته، إما قروشاً معدودة أو عدداً معيناً من حبات المعمول. ويلفت إلى أن هذه العادة في طريقها إلى التلاشي، نظراً لتوفر هذه الأصناف في المحال، والأهم أن معظم ربّات البيوت أرحن أنفسهن واستغنين عن صناعة المعمول في البيت، وما يرافق هذا العمل من جهد وتعب وإرهاق، فلتقتصر على كبيرات السن في بعض المدن والقرى اللواتي يفضلن ويحرصن على استمرارية هذا التقليد الرمضاني. ويضيف الحلاق أن الصورة الرمضانية في لبنان بين الأمس واليوم، اختلفت في كثير من الوجوه، بالرغم من أن العادات اللبنانية القديمة، كانت لها سمات وخصائص تعود بجذورها إلى العادات والتقاليد العربية والإسلامية، وان رمضان هذه الأيام فقد وهجه ورونقه اللذين كان يتسم بهما، حتى أن الحلويات الرمضانية التي كانت علامة رمضانية فارقة، لا بد من أن ترافق هذا الشهر الفضيل، ولكنها اليوم اندثرت ولم يعد لها وجود. تطوير الصناعة يتحدث الحاج حبيب جويدي عن صناعة معمول التمر والفستق من الحجم الصغير الذي بدأ رواجه في السبعينيات، وتعدى الأمر إلى تطوير أصناف حلويات أخرى، تم فيها دمج الأنواع العربية والغربية. ويضيف أن المعمول الصغير المحشو بالتمر لم يكن معروفاً، كذلك البقلاوة الصغيرة، والفكرة أتت من خلال تصميم هدايا من الحلويات صغيرة الحجم إلى الزبائن، فأعجب التصميم والشكل الجديد كل الناس، فتطور العمل إلى تصدير الإنتاج إلى الخارج والى كافة دول العالم. ويقول جويدي «تأتي «المدلوقة» التي تصنع عجينتها بالفستق واللوز والجزرية بالقشطة وحلاوة الجبن و»الكاتوه» بالقشطة والكريما في مقدمة الأصناف الرائجة في رمضان، ونقوم بدمج الحلويات العربية مع الغربية، وإضافة الفاكهة والعصير مما يعطيها نكهة جديدة تروي الصائم». وبالعودة إلى أكثر الحلويات الشعبية التي تلقى رواجاً في شهر رمضان المبارك، يقول جويدي «إذا تم الاعتماد على تسويقها فقط في شهر رمضان، فإن أصحاب «الصنعة» سيصابون بخسائر جسيمة تهدد بوقف وإقفال العديد من المحال والمصانع، ومتى علمنا أن ارتفاع أسعار السلع والمواد المستعملة في صناعة الحلويات، نجد أن شريحة كبيرة من اللبنانيين ستمتنع عن شراء أصناف الحلوى، بسبب غلاء وارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية، مع العلم أن هناك أسبابا رئيسية خارجية منها ارتفاع سعر السكر بشكل لم يسبق له مثيل».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©