الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سويسرا تنفي هروب الأموال الألمانية إلى سنغافورة

سويسرا تنفي هروب الأموال الألمانية إلى سنغافورة
12 أغسطس 2012
فيينا، برن (د ب أ) - نفت وزير المالية السويسرية إيفلين فيدمر شلومبف أن يكون مصرف “سويس بنك” السويسري ساعد في نقل الأموال “السوداء” الألمانية لديه إلى سنغافورة لحمايتها من سلطات الضرائب الألمانية. وفي مقابلة مع صحيفة “ارجاور تسايتونج” السويسرية الصادرة أمس، أوضحت الوزيرة أن اتفاقية الضرائب التي أبرمتها بلادها مع ألمانيا “تمت تسويتها بحيث لا يتم نقل هذه الأموال إلى أي مكان آخر وإنما تحصل عنها ضرائب وفقا لشروط مقبولة”. وأكدت فيدمر شلومبف أن المصارف السويسرية ملتزمة بعدم السماح بمثل هذا النوع من التحويلات التي تتم لأسباب تتعلق بالتهرب من الضرائب. وكانت ألمانيا وسويسرا وقعتا اتفاقية الضرائب التي ينتظر تفعيلها اعتبارا من مطلع العام المقبل وتنص في صياغتها الجديدة على الاستقطاع الضريبي من الحسابات الألمانية السرية في البنوك السويسرية بنسبة تتراوح بين 21 و41% بدلا من النسبة التي تم الاتفاق عليها من قبل، والتي كانت تتراوح بين 19 و34% ومن المنتظر تطبيق الاتفاقية بأثر رجعي لمدة عشرة أعوام. ونقلت الطبعة الألمانية من صحيفة فاينانشيال تايمز الاقتصادية عن مصادر في مدينة دوسلدورف الألمانية القول إن لديها وثائق تؤكد أنه تم نقل أموال الأثرياء الألمان من سويسرا قبل موعد تطبيق الاتفاقية مطلع العام المقبل. وتضم قائمة البنوك السويسرية المتهمة بالتورط في هذه العملية يو.بي.إس الذي نقل أموالا إلى سنغافورة. من جهته، نفى بنك يو.بي.إس هذه التقارير التي تتهمه بمساعدة الأثرياء الألمان في التهرب من الضرائب. وانتقدت الوزيرة السويسرية قيام سلطات ألمانية بشراء أقراص مدمجة تحوي بيانات عن حسابات مصرفية بسويسرا لألمان يشتبه في تهربهم من الضرائب، وأكدت أن بلادها لن تقدم أي مساعدة لألمانيا في طلبات تقدمها مبنية على بيانات “مسروقة”. وأشارت فيدمر شلومبف إلى أن الاتفاقية المبرمة مع ألمانيا تقدم الإمكانية الأفضل لضمان تحصيل ضرائب عن إجمالي حسابات الألمان الخاضعين للضرائب. وطالبت الوزيرة بضرورة حل مشكلة إساءة استخدام سرية الحسابات البنكية “بشكل آو بآخر” وأضافت “نحن في سويسرا لم نعد نرغب في أي ثروات أجنبية لا يتم تحصيل الضرائب عنها”. كان نوربرت فالتر بوريانس وزير مالية ولاية شمال الراين وستفاليا أعلن أمس الأول عن وجود مؤشرات على أن المصارف السويسرية تساعد ألمان متهربين من الضرائب في إفلات أموالهم من تحصيل الضرائب عليها وذلك عن طريق نقلها إلى دول أخرى. كانت ولاية شمال الراين وستفاليا أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان اشترت مجددا بيانات لمصارف سويسرية عن مودعين ألمان يشتبه في تهربهم من الضرائب الأمر الذي أثار خلافا كبيرا بين البلدين. على الجانب الأخر، تقف حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقفا دفاعيا بشأن اتفاقها المرفوض شعبيا مع سويسرا لإنهاء التحقيقات بشأن الأثرياء الألمان المتهربين من الضرائب بوضع أموالهم في حسابات مصرفية خارجية. تجد أحزاب المعارضة الألمانية نفسها في موقف جيد بعد الكشف عن قيام البنوك السويسرية بإعداد سبعة نماذج مختلفة لمساعدة العملاء الألمان في التهرب الضريبي بمجرد دخول معاهدة التعاون الضريبي بين ألمانيا وسويسرا حيز التطبيق. وهناك أنباء عن قيام بنك سويسري بالفعل بمساعدة عملائه الألمان على إخفاء أموالهم في سنغافورة. كان التصديق على معاهدة الضرائب والذي كان يعني دخولها حيز التطبيق في يناير المقبل قد تعثر في مجلس الولايات الذي يسيطر عليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض. ووفقا لهذه المعاهدة فإن السلطات السويسرية ستفرض ضريبة ثابتة على أصول الألمان في بنوكها وتسليم العائدات إلى ألمانيا مع الاحتفاظ بأسماء العملاء سرية. وقال زيجمار جابريل زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في رسالة عبر موقع تويتر للتدوينات الصغيرة إن هذه الأنباء تشير إلى أن مفاوضات حكومة ميركل مع سويسرا بشأن مكافحة التهرب الضريبي لم تصل إلى الدرجة المطلوبة. واتهم رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المشارك يورجن تريتين البنوك بمساعدة الأثرياء الألمان في التهرب من الضرائب. وترفض المعارضة الألمانية فرض ضريبة ثابتة بمعدل 26?4% على أصول الأثرياء الألمان واستثماراتهم في سويسرا وتطالب بتعديل المعاهدة بحيث تسمح بالكشف عن أسماء الأثرياء الألمان والقيمة الحقيقية لأصولهم وأرصدتهم في سويسرا. في الوقت نفسه رفضت حكومة المستشارة ميركل التعليق على هذه الأنباء حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©