23 يناير 2012
هالة الخياط (أبوظبي) - كشف برنامج «لاحظ» الذي تنفذه وحدة التقييم الشامل بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة للكشف المبكر عن حالات إعاقة أو تأخر نمائي محتملة بين الأطفال، عن وجود 28 طفلاً يعانون حالات إعاقة بسيطة من أصل 270 طفلاً تم إخضاعهم للفحص في ثلاث حضانات بمدينة أبوظبي.
وتستمر وحدة التقييم الشامل في مؤسسة زايد العليا بتنفيذ برنامج «لاحظ» العام الحالي ليشمل سبع حضانات أخرى في مدينة أبوظبي بواقع زيارة حضانة واحدة كل شهر لإجراء التقييم والتشخيص للأطفال فيها.
وكشفت الزيارات للحضانات الثلاث عن وجود ثلاثة أطفال يعانون مشكلات سمعية، وثلاثة يعانون مشكلات سمعية ونطقية، و6 أطفال يعانون مشكلات نطقية، وثلاثة يعانون مشكلات نفسية، وطفلين يعانون مشكلات بصرية ونطقية، وأربعة أطفال يعانون مشكلات بصرية، فيما هناك طفل يعاني مشكلات في النمو الحركي والبصري، وطفلين يعانون مشكلات في النمو العقلي، وطفل واحد تتطلب حالته متابعة أمراض التوحد بعد بلوغ ثلاث سنوات، فيما ثلاثة أطفال يعانون التوحد.
وانتهت الوحدة الشهر الماضي من إجراء التقييم والتشخيص في حضانة طيور الأمل في مدينة أبوظبي، حيث أجرى الفريق متعدد التخصصات تقييماً لـ 80 طفلاً من أطفال الحضانة، وقضى الاختصاصيون يوماً كاملاً مع الأطفال، مستخدمين مختلف أساليب الكشف والتقييم باللعب، وذلك بهدف الكشف عن أي مظاهر محتملة لتأخر أي مجال من مجالات النمو أو اضطرابها، كما استخدم الفريق الأجهزة والأدوات المتطورة وأساليب القياس والتشخيص الدقيقة للتحقق من بعض حالات الأطفال.
وقالت هيا عبدالله بني حماد مديرة مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، إن البرنامج الذي ينفذ للمرة الأولى في إمارة أبوظبي وفي دولة الإمارات، يستهدف الوصول للأطفال الذين لا يعرف أولياء أمورهم بوجود مشكلات نمائية غير ملحوظة لديهم، فحالات التأخر النمائي ومشكلات التواصل وضعف النظر والسمع وغيرها من المشكلات ذات المستويات البسيطة والمتوسطة، قد لا تكون ملحوظة للآباء والأمهات في مراحل النمو المبكرة، وتأمل المؤسسة توسيع نطاق برنامج «لاحظ» مستقبلاً، بحيث يشمل فحص وتقييم كل طفل في إمارة أبوظبي قبل أن ينهي عامه الثاني.
وأضافت أن البرنامج يسعى أيضاً إلى التعرف إلى الأطفال اللامعين والمتفوقين في سنوات نموهم المبكرة، وذلك لمساعدة العاملين في الحضانات وأولياء الأمور على تقديم الخدمات المناسبة للتعامل معها، والارتقاء بقدرات الموهوبين وتطويرها وتوجيهها بالشكل الملائم.
وقالت سدرة سعيد المنصوري رئيس وحدة التقييم الشامل مدير برنامج «لاحظ» لـ»الاتحاد»، إن عمليات التقييم أظهرت تمتع غالبية أطفال الحضانات بقدرات عقلية وجسدية وحسية طبيعية، مع وجود بعض المشكلات المتعلقة بضعف السمع والتهابات في الأذنين ومشكلات في النظر، وكانت أكثر المشكلات مشاهدة تلك المتعلقة بضعف قدرة عدد من الأطفال على التواصل اللفظي، وتأخر بعضهم في النطق واللغة.
وأضافت المنصوري أنه بمناقشة أولياء أمور الطلبة، تبين أن غالبية الأطفال الذين ظهر عليهم تأخر في النطق واللغة ومهارات التواصل كانوا ممن يعيشون في شقق صغيرة ولوالدين يعملان، مع عدم وجود أطفال آخرين للأسرة، وانشغال الوالدين معظم الوقت في العمل، ودون وجود علاقات اجتماعية مناسبة للأسرة مع الجيران أو الأصدقاء، مما أدى إلى الافتقار لبيئة لغوية اجتماعية مناسبة تتيح للطفل فرصة التفاعل اللغوي الحقيقي.
وتبين خلال اللقاءات مع أولياء الأمور، وفقاً لما ذكرت المنصوري، أن العديد من الأسر قد أرسلت أبناءها في الأساس لدور الحضانة لتعويض نقص التفاعل اللغوي داخل المنزل، خاصة مع وجود خادمات لا تتوافق لغتهن مع لغة الطفل، مما يشير إلى أن سمة الحياة العصرية العملية خاصة للأسر الوافدة، قد يكون له أثر سلبي على الحياة الاجتماعية لأطفال تلك الأسر.
وأشارت المنصوري إلى أن العديد من الآباء والأمهات حضروا عملية التقييم لأطفالهم التي جرت في حضانة طيور الأمل، وناقشوا المختصين في المظاهر النمائية لأبنائهم، وتم توجيههم للتغلب على المعوقات التي تواجه النمو السوي لأبنائهم.
وتبعاً لنتائج التقييم، قدم فريق برنامج «لاحظ» توصياتهم لأسر الأطفال ممن يعانون مشكلات صحية لمتابعتها، أو لإجراء مزيد من الفحوص للتحقق من الملاحظات الأولية التي تم رصدها خلال تنفيذ الحملة في الحضانة، بحسب المنصوري.
وعن الأعراض التي يتم الكشف عليها خلال التقييم للأطفال، أوضحت المنصوري أن التقييم يشمل حاستي السمع والبصر، والتأخر النمائي سواء في التواصل أو السلوك الكيفي للطفل، والقدرات العقلية لديه.
وتتضمن عملية التقييم إجراء فحوص متكاملة للطلاب، وعمل دورات تثقيفية للكادر الوظيفي والعاملين في الحضانة، ودورات تثقيفية للأمهات حول كيفية الكشف المبكر عن الإعاقة إن وجدت، وتدريبات حول معايير النمو السوي للأطفال، وطرق المسح الأولية لمشكلات ضعف النظر والسمع والأداء العقلي والنطق واللغة والنمو الحركي والأداء الوظيفي ومهارات التواصل والسلوك الاجتماعي.
ويهدف برنامج «لاحظ» إلى الخروج برؤية حول المعايير الأساسية التي يمكن تعميمها في الحضانات، وليصبح بإمكان أي شخص قادر على تشخيص الحالات بشكل تربوي وعلمي، وأن يكون منهج عمل للتعامل مع الحالات التي لديها إعاقات غير ظاهرة أو مشكلات في التواصل والتأخر النمائي لدى الطفل، وتحويل الطفل إلى الشخص المختص للتدخل المبكر السريع، وعرضه على مختص.
عدد اليوم
