الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أشجار النار» يخلط بين الأسطورة والواقع

«أشجار النار» يخلط بين الأسطورة والواقع
12 أغسطس 2012
يعرض خلال شهر رمضان مسلسل “أشجار النار” بطولة فتحي عبدالوهاب وداليا مصطفى ومحمد نجاتي وعبير صبري وسميرة عبدالعزيز وصبري فواز ومنير مكرم واحمد صيام ومحمد ريحان وخالد عبدالسلام، وتأليف يس الضوي وإخراج عصام شعبان، وتدور أحداث المسلسل في إطار ملحمي في صعيد مصر خلال الفترة ما بين عامي 1947 و 1948. وقال المؤلف يس الضوي إن المسلسل ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالسيرة التراثية لـ”أيوب وناعسة”، وأنه استلهم تيمة الصبر، وهما رمز لها وزرعها في بيئة جنوبية عام 1947 ووضعهم في واقع ملحمي يقف في الوسط ما بين الاسطورة والواقع بالتوازي مع أصداء بدء الاستيطان في فلسطين، إلى أن يسقط “نجع أيوب” الذي تدور فيه الاحداث في نفس اليوم الذي أعلن فيه بن جوريون قيام دولة اسرائيل في فلسطين. سعيد ياسين (القاهرة) - وأشار يس الضوي إلى أنه استلهم العمل من أصوله التوراتية ثم من سيرة النبي أيوب في الموروث الاسلامي، ثم من أيوب المصري في الموروث المصري ليعالج من خلاله استلاب الحق من أصحابه، وللدلالة على الصبر وللتأكيد على أن إسرائيل في مقابل العرب تصبر لكنها تعمل، وأنه ما ضاع حق وراءه مطالب. ولفت إلى أن العمل يتعرض بشكل رمزي للخيانات التي فتتت الكيان العربي وجعلته هشاً أمام القوى العظمى، كما يؤكد على المفهوم والقيمة الاساسية فيما يعرف بالتعاون والاتحاد الذي يصنع قوة، من خلال الصراع القائم بين أهل الجبل الذين جاؤوا من شتات الأرض وكانوا يتأهبون للانقضاض على “نجع أيوب” الذي كان يعيش بروحه البدائية والأسطورية، حتى استطاع أهل الجبل اختراق قوى النجع عبر خيانات وضغائن، إلى ان سقط “أيوب” فأكملت “ناعسة” الوقوف في وجه شرور أهل الجبل حتى يصل الامر إلى استنهاض كل أهل النجع ولكن بعد فوات الأوان. البئر الأسطورية أما فتحي عبدالوهاب فقال إنه يجسد في المسلسل شخصية “أيوب” وريث نبع الماء الوحيد في البلد، وكان يقيم آمالا يطلق عليها اشتراكية منها مصنع يدوي لبلح العجوة أو الطحين ويملكه للعاملين فيه، رغبة منه في رفع مستوى المعيشة في البلد، وكان يعيش لحظات انتظار صعبة حيث كانت هناك أسطورة تنبأ بها جده بأنه سيخوض مع “ناعسة” فترة عصيبة سيمر بها البلد تبدأ عندما يتضرر أي كائن من مياه البئر الأسطورية الذي يطلق عليه “البير الغويط” والذي كانت البلدة تقيم احتفالا سنويا حوله في أيام العيد، إلى أن استطاع أهل الجبل تسميم مياه البئر، فحدثت كارثة بموت الزرع والطير والماشية، وعندئذ تخور قواه لتصديقه الشديد للنبوءة، في الوقت الذي يستشري فيه شر أهل الجبل ومحاولة “نطاح” كبير الجبل النيل من “أيوب وناعسة” في الوقت الذي كانت تتلقى فيه ناعسة الضربات من أبناء عمومتها، خصوصا من “عمار” الذي كان يطمع فيها منذ الطفولة، وكان دائما يحس بالدونية تجاه “أيوب” وحمل له الضغينة، واعتمد على أهل الجبل للانتقام من أبناء عمومته. سيدة الحمام وقالت داليا مصطفى التي تجسد شخصية “ناعسة” في الأحداث إن شخصيتها تمت صياغتها باستلهامات من الموروث العالمي والمصري، حيث تضم بعضا من مواصفات ملكة آشور أو سيدة الحمام، حيث كانت تسّير الحمام، لدرج أنها كانت ترسله لأيوب ليستدعيه حين يكون خارج النجع، وتم الربط بينها وبين شخصية “شمشون الجبار” حيث كانت البلدة تتحاكى بشعرها الطويل وبقوته لدرجة ان شعرها كان مطلبا لـ”غزاوية” التي كانت تعلق كل آمالها على قص شعرها بيدها، وأشارت إلى أن “ناعسة” فيها رقي إنساني شديد يصل لدرجة المثالية ويضعها في مواصفات أسطورية، حيث كانت تتكهن ببعض الاشياء وتتنبأ بها، وتستشعر الازمات التي يقع فيها “أيوب” وهو بعيد عنها، وفي الفترة العصيبة كان يستمد منها أهل البلد القوة والأمل. حقد قديم وتحدث محمد نجاتي عن شخصيته التي يجسدها “نطاح” وقال إنه صنيعة خالته “مياسة” التي كانت توسوس له وتحرضه دائما على أخذ ثأرهم من “أيوب وناعسة” كوريثين للجد القديم الذي طرد أمها فأقامت على حدود الجبل وجمعت لها عزوة من شتات الأرض. وقالت سميرة عبدالعزيز إنها تجسد شخصية “ميّاسة” وهي أشبه بجولدا مائير فهي صاحبة الحقد القديم على أيوب والنجع وكانت تحرض أهل الجبل على اعتبار ان قضيتها قضية وجود ولابد من سحق النجع رغبة منها في الثأر لشقيقتها التي طردها جد أيوب حين اكتشف خيانتها. وقال صبري فواز إنه يجسد دور “عمّار”، هذه الشخصية الجبانة التابعة لنطاح منذ الطفولة، حيث كان دائما ما يستقوى به ويضع فيه آماله لقتل أيوب لينال هو ناعسة، وحين يكتشف ان نطاح يريد ناعسة لنفسه تسقط كل آماله، ويحاول قتله. غيرة «غزاوية» تقول الفنانة عبير صبري، إنها تجسد شخصية “غزاوية” التي كانت أمها سيئة السمعة، فطردها والد “أيوب” فأخذها “نطاح” في صفه وأصبحت تشاركهم الكراهية لأهل النجع الذين طردوها وكانت تعشق أيوب عشقا كبيرا بقدر ما كانت تكره “ناعسة” وتغار منها لدرجة انها استأجرت إحدى النساء لتمكنها من الحصول على شعرها الطويل والجميل، واستطاعت في النهاية ان تقص شعرها، ثم تحزمت بضفائرها وظلت ترقص كالمجنونة، وحين اكتشف “نطاح” ما فعلت خنقها بضفائر ناعسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©