الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرسان المنابر يبدعون في الخطابة بالمساجد

فرسان المنابر يبدعون في الخطابة بالمساجد
12 أغسطس 2012
(الشارقة)- احتضنت مساجد الشارقة عدداً من الناشئة الواعدين من الخطباء الجدد، الذين أبدعوا في طرح حزمة من المحاضرات والدروس الدينية الهادفة، ضاربين أمثلة حسنة في صفات وأخلاقيات السلف الصالح، من خلال برنامج «الواعظ الناشئ»، الذي تنظمه إدارة مراكز الناشئة التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الإمارة. إلى ذلك قال أحمد سليمان الحمادي المدير العام لمراكز الناشئة إن البرنامج نشاط مكمل لمسابقة «فرسان المنابر» السنوية في المركز بشكل دوري، لاكتشاف أصحاب المواهب الجديدة من الناشئة في مختلف المدارس، من المتفوقين في مجالات الخطابة والبلاغة والإلقاء، انسجاما مع توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة إكساب الناشئة فنون المهارات الخطابية والبلاغية التي تؤهلهم لتحقيق الطموح وقيادة المستقبل. وأوضح أن هذه الفعالية الرمضانية تتسق مع شعار مراكز الناشئة الدائم«صناعة القادة...لزمن الريادة»، التي تؤطر لصفات الشباب القيادي الناجح، الذي يعرف هدفه ويخطط للمستقبل، شاحذا كل طاقاته ومتمكناً من جميع أدواته، التي أهمها هي ملكة فن المحادثة والخطابة البلاغية التي تمكن المرء من جذب الآخرين وحثهم على الانصات والاقتناع. ويتابع الحمادي: من خلال مجموعة من ورش العمل التدريبية والتمرينات العملية والتي أشرف عليها جملة من المشرفين التربويين التابعين لمختلف مراكز الناشئة، تمرن طلابنا المنتسبين على تفاصيل وحيثيات كثيرة في هذا المجال، منها فن الخطب وكيفية الإلقاء وتلوين الصوت والاتصال البصري والتأثير بالمتلقين وخلافه. ومن جهته أكد سعيد بن بطي حديد مدير مراكز ناشئة الشارقة، سعي المؤسسة الدائم لتحقيق جملة من الأهداف التي تمكن الشباب من اكتشاف مواهبهم وتوظيف طاقاتهم واستثمار إمكاناتهم في مختلف حقول الثقافة والأدب والدين، حيث تكسبهم كل ما يدعم ثقتهم بأنفسهم ويمكنهم من التعبير عن أفكارهم واستخدام قدراتهم الذهنية والبدنية، لتأتي فعالية«الواعظ الناشئ»تتوجيا لهذا النهج، وتطويرا لأنشطة المركز، والتي من خلالها تمكن عدد من الناشئة من اكتساب مقومات الشجاعة والجرأة الأدبية والثقة اللازمة بالنفس لمواجهة الجمهور، فضلاً عن تزويدهم بالمبادئ الأولية والأسس الخاصة بالعلوم الشرعية، إلى جانب سعي إدارة المراكز لتكوين نواة لكادر متميز من الخطباء الشباب المؤهلين لقيادة المستقبل، مسلحا إياهم بالمعارف والعلوم الدينية وأساسيات فنون المحادثة والبلاغة والإقناع. الخطابة ونوه إلى مستجدات هذا البرنامج في هذا الموسم، بقوله: نحن نتطور من عام لعام، وفي رمضان هذا، أهلنا مزيدا من الشباب المتفوقين في مجالات الخطابة، واخترناهم من ضمن العشر الأوائل الذين صعدوا في شهر مايو المنصرم من خلال مسابقة «فرسان المنابر»، لنوزعهم على مجموعة من المساجد في مدينة الشارقة وضواحيها مع المنطقة الشرقية والوسطى، بحيث يمر كل واعظ ناشئ منهم على خمسة مساجد تباعا ووفقا لأيام الأسبوع، فيلقي محاضرته الدينية بقدرة وإيجاز على جموع المصلين بعد صلاة التراويح، وذلك بالتنسيق والتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف التابعة للإمارة. وتحدث الناشئ عبدالله حسن خوري” 15 عاماً، طالب في الحادي عشر في مدرسة البحث العلمي، بما أنني الحاصل على المركز الأول في مسابقة «فرسان المنابر» لسنة 2012، فقد كنت والله الحمد ضمن قائمة المرشحين لبرنامج الواعظ الناشئ، الذي بموجبه قدمت عددا من المحاضرات والدروس الدينية في بعض مساجد الشارقة بعد صلاة التراويح مباشرة، تدور في مجملها حول موضوع السلف الصالح وأحوالهم في شهر رمضان وعزيمتهم وهمتهم مع إخلاصهم في أداء العبادات، ضاربا أمثالا واستدلالات من نصوص القرآن الكريم مع بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تنسجم مع هذا السياق، وبحيث لا تتجاوز مدة المحاضرة ربع ساعة، بغرض عدم إشعار المصلين بالضجر والملل من الإطالة. ويضيف: لقد هيأت لي هذه الفعالية فرصة لاختبار ذاتي وقياس مقدرتي وإمكاناتي في مجال الخطابة البلاغية، كما شجعني منظر المصلين وهم ينصتون إلى محاضرتي على الثقة أكثر بنفسي واستخدام ملكاتي الأدبية ومعلوماتي الدينية، مشاركا إياها مع جميع الحاضرين، محاولا بين الحين والآخر أن أدعم أقوالي بأمثال من تاريخ السلف الصالح كي يتأكد المعنى ويتضح لجموع المتلقين. ويصف الواعظ الناشئ علي سعيد الحافري” 16 عام، من مدرسة ابن حزم للتعليم الأساسي والثانوي في “الذيد” مشاركته في البرنامج، بقوله: لا شك أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى جيل جديد من الوعاظ الشباب، الذين يخاطبون الناس بأسلوب حضاري وديني معاصر، يتلاءم مع الزمن الحالي ويتفق مع مبادئ الشريعة، وقد فتحت هذه الفعالية الرمضانية أمامنا نحن الناشئة آفاقاً واسعة في مجالات الخطابة والإلقاء، وبعد مرورنا بالعديد من تمرينات الورش العملية المختصة بشؤون هذا الفن الأدبي العربي العريق، استخدم كل منا مهارته الخاصة وتفنن في إظهار موهبته وشخصيته في هذا المجال، مستعينين بمعطيات جهورية الصوت وقوة نبرته، مع تلحين وتلوين الكلمات حسب مواقع الجمل، ومستندين على بعض القصص والأمثلة التي تدعم الغرض من الدرس. الخطيب الناجح وحول أهم المهارات التي يجب توافرها في الخطيب الناجح، أوضح الحافري أنه يجب على الخطيب أن يمتلك نبرة قوية وصوتاً رخيماً ومقنعاً، وعليه التمتع بالشخصية القوية والثقة اللازمة للوقوف أمام الجمهور، كما عليه استخدام بعض الأدوات التي تساعده في مهمته، ومنها الاعتناء بمظهره من حيث الوقار والسكينة والوقوف بثبات فوق المنبر، مع استغلال لغة العيون وإحداث نوع من الاتصال البصري المباشر مع جموع الحاضرين. كما عليه أن يستخدم ذكاءه ويجعل معلوماته مركزة ومعانيه واضحة وصريحة، مستعينا بأدلة وقصص من القرآن والسنة تدعم أقواله، ولكن دون إطالة تشعر الحضور بالرتابة والتأفف، والأهم من كل ذلك هو تثقيف الذات وكثرة القراءة في مجالات الدين والحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©