الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تزين فعاليات مهرجان "زايد التراثي".. "الواحة" توثق جهود زايد في النهضة الزراعية

تزين فعاليات مهرجان "زايد التراثي".. "الواحة" توثق جهود زايد في النهضة الزراعية
5 ديسمبر 2018 02:33

أحمد السعداوي (أبوظبي)

جناح الواحة الزراعية التابع لجهاز  أبوظبي للرقابة الغذائية، أحد أهم الملامح الرئيسة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، بقدرته على تسليط الضوء على مراحل تطور الحياة الزراعية، التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث اهتم بالمزارعين وتهيئة أفضل السبل للارتقاء بالقطاع الزراعي في الدولة، وهو ما يطالع الجمهور أثره البالغ في أنواع المزروعات والأغذية المعروضة، ضمن الجناح بمعية عدد كبير من الفعاليات وورش العمل، التي تستهدف فئات المجتمع كافة، للتعريف بالمنتجات الوطنية المتميزة، والنهضة التي حققتها الدولة.

يتعرف جمهور جناح الواحة الزراعية في مهرجان الشيخ زايد التراثي على طرق معيشة وحياة أهل المناطق الزراعية وإسهاماتهم الفعالة في مسيرة الحياة على أرض الإمارات عبر الزمن.
وعلى يسار البوابة الثالثة للمهرجان، يقف الجناح كأحد الشواهد الرئيسة للمهرجان، وتطل الواحة الزراعية بتصميمها المستوحى من قلعة الحصن التاريخية، بثوبها الأخضر، الذي يعكس الإنجازات الكبيرة التي حققتها إمارة أبوظبي في الزراعة، وتتربع الواحة على مساحة تزيد على ألف متر مربع شمالي غرب المهرجان، لتقدم لزوارها باقة متنوعة من المعرفة والثقافة والترفيه، من خلال نخبة من موظفي جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومركز خدمات المزارعين بأبوظبي ومركز الأمن الغذائي، وبأساليب مبتكرة وشيقة يستطيع الزائر من خلالها التعرف إلى مهام وواجبات جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في مجال الاستدامة الزراعية وتنمية قطاع الثروة الحيوانية والسلامة الغذائية.
في بداية الجولة داخل الجناح يطالع الزائر، المتحف الزراعي، الذي يعرض مجموعة من أهم الصور الفوتوغرافية والفيديوهات الخاصة بالشيخ زايد، التي وفرها الجهاز بالتعاون مع الأرشيف الوطني، وتوثق إنجازاته في مجال الزراعة في الفترة التي تلت الاتحاد، ومن بين هذه المحطات فيديو يظهر الأب المؤسس طيب الله ثراه وهو يشرف على أعمال الحفر ويعطي توجيهاته في جزيرة صير بني ياس خلال شق القنوات والري، وزيارته إلى الحمرة والإشراف على أعمال التسوية والتشجير، وفيديو آخر لجولة تفقدية أجراها في مدينة المرفأ، إلى جانب العديد من المواد المصورة التي توثق الإنجازات الزراعية التي شهدتها إمارة أبوظبي.
كما يتزين المتحف بمجموعة نادرة من الصور تظهر الأب المؤسس أثناء زيارته لإمارة أم القيوين عام 1978، وأخرى وهو يعاين أحد الأفلاج في العين، فضلاً عن صورة نادرة وهو يشاهد نماذج من المنتجات الزراعية خلال جولته في منطقة الظفرة، عام 1986.
ويوثق المتحف صورة أخرى لجولة أجراها المغفور له الشيخ زايد للمعرض الزراعي السنوي الرابع الذي تنظمه وزارة البلديات والزراعة آنذاك، وذلك في مدرسة مالك ابن أنس في مدينة العين عام 1972، وأخرى خلال افتتاحه للمعرض الزراعي السابع في العين عام 1976، إضافة إلى صورة تبين اهتمامه طيب الله ثراه بالزراعة في منطقة الظفرة 1976، وإحدى جولاته للمناطق الزراعية، كما يعرض المتحف صورة خلال تفقده المنتجات الزراعية في المعرض الزراعي الثامن بالعين عام 1977.
وتبرز على جدران المتحف صورة الأب زايد، وهو يتسلم من الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الحين وشاح رجل العام للبيئة والإنماء المسُتديم في أبوظبي بقصر المشرف عام 1993، وصورة له طيب الله ثراه خلال زيارته للمعرض الزراعي السنوي الرابع الذي تنظمه وزارة البلديات والزراعة، وذلك في مدرسة مالك ابن أنس في مدينة العين عام 1972.

أدوات زراعية
يذهب الجمهور في رحلة للتعرف إلى أهم الأدوات الزراعية ومراحل تطورها إلى جانب عدد من النماذج الزراعية المختلفة، التي توضح الأنماط الزراعية التقليدية والحديثة كالزراعة المحمية والمزارع النموذجية والحقول المكشوفة وأنظمة الري الحديثة والذكية، من خلال معرض شامل يطرح على الجمهور مجسمات حية تعرف بأهم الآفات الزراعية، خاصة آفات النخيل مثل سوسة النخيل وحفار العذوق وغيرهما من الآفات، حيث يوضح المشرفون على هذا القسم للزوار أسباب الإصابة بالآفات الزراعية والطرق الصحيحة للوقاية منها ومكافحتها، إلى جانب تقديمهم نشرات توعوية يصدرها الجهاز بشكل دائم تتناول مختلف الجوانب الزراعية ابتداءً من عملية الزراعة ذاتها ومروراً بعمليات الري والتقليم والتسميد ومكافحة الآفات وصولاً إلى الحصاد.
أما «إسعاد المتعاملين»، كواحد من أهم أهداف جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، فقد تم تخصيص مكتب خاص به ضمن الواحة الزراعية، حيث يمكن لرواد المهرجان وأصحاب المنشآت الغذائية فيه إضافة للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، إنجاز جميع معاملاتهم الخاصة بالجهاز، من خلال زيارتهم للواحة الزراعية، مما يوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد، حيث يوفر المكتب لهم جميع الإجابات على استفساراتهم في مختلف مجالات عمل الجهاز، وبإمكانهم الحصول على أي مساعدة حول الخدمات الذكية والرقمية التي يقدمها الجهاز لمتعامليه.
وسوق المزارعين، بما له من أهمية في عرض المنتوجات الزراعية يطوق الواجهتين الغربية والشمالية لساحة الواحة الزراعية، ويتألف من محال مصفوفة بشكل خلاب لمزارعين إماراتيين يعرضون خلالها منتجاتهم الزراعية المحلية، التي تأتي تحت العلامة التجارية «حصاد مزارعنا»، والتي تضم منتجات زراعية متنوعة تنتجها مزارع إمارة أبوظبي، وتتيح للزوار فرصة شراء الخضراوات والفاكهة المحلية إلى جانب تذوق وشراء العسل، الذي تنتجه المناحل في الإمارة، ليتعرفوا على جودة المنتج المحلي وما يتميز به وفق أحدث التقنيات الزراعية وأكثرها ملاءمة للبيئة.

مشاتل الواحة
وبعد الجولة في سوق المزارعين، بإمكان الزائر الانتقال إلى مشاتل الواحة، ليلاحظ الأشتال الغزيرة القابعة بجوار المسرح، ويوفرها الجهاز في ركن خاص يعرض أهم الأصناف المنتجة، التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل والمزرعة، والتي تمتاز بقدرتها على التكيف مع مناخ الإمارة وتأقلمها مع البيئة المحلية، التي يتم إنتاجها في محطات الأبحاث التابعة للجهاز، حيث يقوم الجهاز بتطويرها وإنتاجها وفق أحدث التقنيات وعلى يد كوادر وطنية مؤهلة، بما يتناسب والبيئة الصحراوية مما يعزز قدرتها على التغلب على العوامل البيئية والمناخية وزيادة قدرتها على الإنتاج.
وتتيح المشاتل للزوار فرصة شراء الأشتال بمختلف أصنافها وتعريفهم بالطرق المثلى لزراعتها والاعتناء بها وحمايتها من الآفات، إلى جانب توعيتهم بالأهمية البيئية والاقتصادية للزراعة المجتمعية ودورها في تأمين بعض احتياجات الأسرة من الخضراوات والفاكهة، مع التعرف إلى وسائل الري المناسبة التي ترشد من استهلاك المياه وتحد من عمليات الهدر الناتجة عن الري الخاطئ.
وتحتضن الواحة الزراعية هذا العام ركناً خاصاً بالزراعة المائية، يعرض نموذجاً متكاملاً وحياً للزراعة المائية، من خلال بيوتٍ زجاجية مصممة لتناسب الزراعة المنزلية، حيث يمكن من خلالها استغلال المسطحات المهملة في المنزل لإنتاج كميات وافرة من الخضراوات والورقيات وبتكلفة بسيطة، حيث تعتبر الزراعة المائية من الأنواع المناسبة لمناخ المنطقة، وتمتاز بقدرتها الكبيرة على الحد من عمليات هدر المياه المستخدمة في المجال الزراعي، من خلال اعتمادها على مبدأ إعادة تدوير المياه المستخدمة في الري من خلال نظام ري مغلق يضمن إيصال الكمية المناسبة للنباتات المزروعة.
وعبر هذه الجولة في عالم الزراعة داخل الإمارات يخرج الجمهور بحصيلة معرفية متميزة على بساط من المتعة وأجواء الضيافة التي يتميز بها دوماً جناح الواحة الزراعية عبر مشاركته كعنصر رئيس في فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي قبل عدة سنوات.

من معروضات جناح الواحة الزراعية (من المصدر)

إضاءة على الإنجازات
المهندس ثامر راشد القاسمي، رئيس اللجنة المنظمة للواحة الزراعية ومدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أكد أن مشاركة الجهاز في المهرجان تعكس اهتمام الأب زايد بالزراعة، وتوثق إنجازاته في قهر الرمال والتغلب على الصحراء القاحلة لتصبح أراضي خصبة ومنتجة، وتبرز الدور الكبير له طيب الله ثراه في النهضة الزراعية التي حققتها دولة الإمارات بصفة عامة وإمارة أبوظبي بصفة خاصة، بالإضافة لاهتمامه بالتراث الإماراتي والعالمي، وتأكيداً من الجهاز على تواجده بشكل متميز في كافة التظاهرات الحضارية في إمارة أبوظبي وأن تكون مشاركته مؤثرة وغير تقليدية.
وأوضح القاسمي أن اهتمام المؤسس طيب الله ثراه، بالتراث الإماراتي خاصةً، والعالمي عامة، ساهم في تطوير قطاع النخيل في الدولة لارتباط النخلة الوثيق بالموروث التراثي والثقافي للمجتمع الإماراتي، وباعتبارها مصدراً للغذاء الذي اعتمد عليه الآباء والأجداد قديماً، ومورداً مهماً لأدوات البناء والصناعات الحرفية التي كانت تعتبر في مطلع ومنتصف القرن الماضي صناعات أساسية ومتطلباً رئيساً للمجتمع، مثل صناعة الخوص والسفن والمساكن، واليوم باتت الإمارات في طليعة الدول المنتجة والمصدرة لأجود أنواع التمور على مستوى المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن الجهاز بالتعاون مع شركائه في مركز الأمن الغذائي ومركز الخدمات الزراعية، ومن خلال تنظيم للواحة الزراعية، يسعون لتعريف الزوار بالبيئة الزراعية في إمارة أبوظبي، واهتمام الأب زايد بالزراعة، حيث استطاع بإصراره وعزيمته ورؤيته الحكيمة التغلب على كل العقبات التي كانت تقف عائقاً أمام مستقبل الزراعة في الدولة.
وأفاد أن الجهاز يحرص من خلال مشاركته هذا العام على تعريف الزوار بالتطور الذي شهدته إمارة أبوظبي في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، والمشاريع التي ينفذها في سبيل تطوير قطاع غذائي آمن ومستدام، وبالخدمات التي يقدمها الجهاز سواء للمزارعين أم مربي الثروة الحيوانية بهدف الارتقاء بواقع القطاع الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في هذه المجالات، ودعم المنتج المحلي، وذلك من خلال توفير أسواق للمزارعين لعرض منتجاتهم على رواد الواحة والمهرجان من مختلف الجنسيات، إضافة إلى نشر التوعية بين طلاب المدارس والأطفال الزائرين من خلال الورش المتخصصة التي تشهدها الواحة طيلة أيام المهرجان كالنحال الصغير والمزارع الصغير.

ركن الأطفال
يعتبر ركن الأطفال من الأجنحة التي يحرص جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على تنظيمها في الواحة الزراعية كل عام، وذلك لاهتمام الجهاز بالتوعية المجتمعية من خلال برامجه التوعوية التي تستهدف جميع فئات المجتمع، والمرتبطة بمجالات عمله كأساسيات السلامة الغذائية والأمن الحيوي والزراعة، حيث يؤكد الجهاز أن مرحلة الطفولة هي الأكثر ملاءمة لتوعية الأجيال وتثقيفهم نظراً لقدرتهم العالية على التشبع بالمعلومات وترسيخها، وينظم الجهاز في هذا الركن العشرات من ورش العمل التفاعلية للأطفال، ودعوتهم لمشاهدة الفيلم الكرتوني الذي أنتجه الجهاز تحت عنوان «زادنا»، والذي يعالج العديد من القضايا الملحة في مجال الغذاء والزراعة، ويشجع الصغار على تبني الممارسات الغذائية الصحيحة ويعرفهم بالمخاطر الغذائية وطرق تلافيها، إلى جانب تشجيعهم على الرفق بالحيوان والزراعة المجتمعية.

ركن العسل
يعرض ركن العسل التقنيات الحديثة لتربية نحل العسل والحفاظ على استدامة هذا القطاع وسط التحديات البيئية الكبيرة التي تفرضها الطبيعة المناخية للمنطقة، ويوفر هذا الركن أمثلة رائدة على مشاريع تربية النحل وإنتاج النحل في إمارة أبوظبي. ويستعرض إنجازات جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في تطوير قطاع نحل العسل من خلال تطويره لسلالة نحل محلية قادرة على تحمل الظروف المناخية وإنتاج ملكات نحل تمتاز بكفاءة إنتاجية عالية، مقارنة مع الملكات المستوردة، مما يسهم في تعزيز قطاع النحل بالدولة.
كما يحتوي الركن على أهم أنواع العسل المنتجة في الإمارات والأدوات المستخدمة في تربية النحل كاللباس الخاص بالنحالين وأدوات قطف العسل وفرزه عن الشمع وغيرها من الأدوات الأساسية، إلى جانب عدد من الأجهزة والتقنيات المستخدمة في تحليل العسل مثل اختبار الرطوبة ونسبة السكر، إضافة إلى العديد من المنتجات ذات الصلة بنحل العسل مثل شمع العسل وحبوب اللقاح وغذاء الملكات.

مسرح الواحة
يتوسط المسرح ساحة الواحة الزراعية، ويعد المنصة الرئيسية للالتقاء بالزوار والترحيب بهم من خلال فقرات متنوعة يتم تقديمها طيلة أيام المهرجان، ويشهد مسرح الواحة إقبالاً كبيراً من رواد المهرجان للمشاركة في الفقرات التي يقدمها والتي تمزج بين اللعب والتعلم، وتحمل في مضمونها رسائل توعية وتثقيف قيّمة تهدف للتعريف بالتراث الوطني والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، إلى جانب التعريف بالجهاز والجهات المنظمة للواحة، وإيصال الرسائل التوعوية للجمهور.
كما يشهد المسرح عقد العديد من اللقاءات مع أصحاب العلاقة بالجهاز مثل مربي الثروة الحيوانية والمزارعين وأصحاب المنشآت الغذائية والعاملين فيها، من خلال المحاضرات التثقيفية واللقاءات المتخصصة التي ينظمها الجهاز لأصحاب العلاقة بهدف إطلاعهم على أي مستجدات أو قرارات جديدة تخص مجالات عملهم، وتمكينهم بالخبرات والمهارات اللازمة من خلال تزويدهم بالمعرفة الضرورية لتطوير أعمالهم وزراعتهم بناء على الدراسات والأبحاث التي يجريها الجهاز بصفة دائمة بهدف إثراء حقول المعرفة في مجالات عمله.

اقرأ أيضاً... 1500 فعالية تستعرض موروثات الشعوب في مهرجان الشيخ زايد التراثي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©