يلتقي الرئيسان الروسي والإيراني في العاصمة الأذربيجانية باكو اليوم، أملاً في إنهاء أزمة غير مسبوقة في العلاقات بين الحليفين التقليديين. والقمة، التي تجمع قادة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، تسعى لمناقشة مطالب مختلف قوى المنطقة بحقوقها في مصادر الطاقة الهائلة التي يعتقد أنها مختزنة قبالة السواحل، ولكن اللقاء في باكو بين الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الإيراني محمود نجاد، سيلقي بالتأكيد بظلاله على قمة يعرف عنها خروجها بالقليل من النتائج.
وقال ديمتري ترينين من مركز كارنيجي-موسكو للأبحاث، إن هذه القمة “تمثل فرصة إيران الأخيرة لتحسين وضعها مع المجتمع الدولي”.
ويوافق رجب سفاروف من مركز الدراسات الإيرانية المعاصرة بموسكو على هذا التحليل، ويقول “إنه اجتماع بغاية الأهمية كونه يأتي وسط تدهور غير مسبوق في العلاقات الثنائية”. ويضيف “لم تشهد علاقاتنا هذا التراجع على الإطلاق في تاريخنا الحديث”.
وازداد التوتر الروسي-الإيراني في سبتمبر الماضي عندما أعلنت موسكو، وبعد تأخير متكرر، إلغاءها رسمياً صفقة لتزويد طهران بصواريخ اس-300 بالغة الدقة وحزمة أخرى من الأسلحة الحساسة.
وينظر إلى صواريخ اس-300 على أنها أفضل دفاع لإيران بوجه أي هجوم محتمل من قبل واشنطن، وقد قوبلت هذه الصفقة بمعارضة كبيرة من جانب الإدارة الأميركية وإسرائيل.
واتهم الرئيس الإيراني في وقت سابق الشهر الحالي، روسيا بالوقوع “تحت تأثير الشيطان” أي الولايات المتحدة بحسب التعبير الإيراني والانصياع “لأعدائنا”.
وقالت طهران إنها ستختبر طـرازها المحلي من صواريخ اس-300 وهو ما لم تقم به بعد، ولكن المحللين يشككون في قدرتها على التعافي بسرعة من الصفعة الروسية. وسبق أن أيدت موسكو حزمة عقوبات دولية على إيران، ومدفيديف نفسه عبر عن قلق متزايد تجاه الطموحات النووية الإيرانية.
وفي تطور متصل، ذكرت الإذاعة العبرية أمس، أن ميدفيديف سيقوم بعد شهرين بزيارة رسمية لإسرائيل هي الأولى له منذ توليه منصبه.
في حين قالت صحيفة “هآرتس” إن ترتيبات الزيارة بدأت بين وزارتي الخارجية الروسية والإسرائيلية.
ورجحت مصادر إسرائيلية، للصحيفة أن يتصدر جدول أعمال زيارة ميدفيدف الملف النووي الإيراني ونية موسكو تزويد سوريا بأسلحة متطورة ووضع عملية السلام مع الفلسطينيين.
وكان النائب الأول لرئيس الحكومة الروسية فيكتور زوبكوف، بدأ أمس زيارة لإسرائيل يجري خلالها مع المسؤولين الإسرائيليين محادثات تتناول التبادل التجاري بين البلدين ومشاريع اقتصادية واستثمارية مشتركة.
عدد اليوم
