السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فلسطينيون يجازفون بالبحث عن الخردة تحت النيران الإسرائيلية عند حدود غزة

17 نوفمبر 2010 23:49
ينقب شبان فلسطينيون يغطي الغبار ملابسهم بين انقاض مبان مدمرة جراء القصف الإسرائيلي المتكرر في شمال قطاع غزة، تحت مرمى نيران القوات الاسرائيلية، بحثا عن مواد خردة يمكنهم بيعها بالطن، فيما يحاول أهالي القطاع تناسي الحرمان ولو خلال فترة عيد الاضحى. ويتجرأ الشبان الفقراء فقط على الاقتراب من السياج الأمني الإسرائيلي على طول الحدود بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، والتي يمنع الجيش الاسرائيلي عبورها تحت طائلة التعرض لإطلاق نار، حيث ازدادت خطورة “المنطقة العازلة” الإسرائيلية الموازية للحدود على مر الأشهر. وتتراكم على قارعة الطريق اكياس الحصى على عربات وسط انقاض منطقة بيت حانون الصناعية قُرب تخوم “المنطقة العازلة”. وقال الشاب حماد شمبري (19 عاماً) بينما كان يجمع الحصى مع ستة شبان آخرين من أفراد عائلته “أتينا لنجمع ما يوفر لنا مالاً يكفينا لشراء ملابس جديدة للعيد”. وأضاف “اليهود (الجنود الإسرائيليين) يطلقون النار علينا وفي الجانب العربي تطردنا حماس إذا وجدتنا في الداخل”. وقال رئيس العمال جمال قاسم “الأمر رهن بمزاج الجندي الاسرائيلي. إذا اراد ابعادنا يمكنه اطلاق النار إلى مسافة تزيد على 300 متر”. وقد ذكرت الامم المتحدة ومنظمات طوعية دولية أن إسرائيل وسعت منطقتها العازلة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة “حركة المقاومة الإسلامية” الفلسطينية “حماس منذ منتصف عام 2007. وخلص مكتب تنيسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، خلال تقرير أصدره في شهر أغسطس الماضي، إلى وجود “منطقة محظورة” عرضها 500 متر و”منطقة خطرة” على بُعد ما يتراوح بين 500 و1000 الى 1500 متر من السياج الأمني الإسرائيلي. وأحصت “المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال” إصابة 14 ولدا كانوا يجمعون الحصى تراوحت اعمارهم ما بين 13 و17 سنة برصاص اسرائيلي في سيقانهم على مسافة 50 متراً الى 800 متر من الحدود خلال الفترة ما بين 26 مارس و14 اكتوبر المضايين. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان مكتوب رداً على سؤال لوكالة “فرانس برس” بهذا الشأن اعلن في عام 2008 تحديد منطقة عازلة مغلقة أمام الفلسطينيين عرضها 300 متر غرب الحاجز الحدودي. وقال محمود الكفارنة (23 سنة) وهو ضمن مجموعة شبان كانوا يجمعون مواد خردة قرب الممر المؤدي الى معبر بيت حانون الحدودي “إن المسافة يقررها الجنود الاسرائيليون. عندما لا يريدون اقترابنا، يطلقون النار ويهرب الجميع”. وقتل فلسطينيان واصيب 68 آخرون بجروح في عمليات جمع الحصى منذ انتهاء الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في شهر يناير من العام الماضي، وفق ماذكر المتحدث باسم الأجهزة الصحية في قطاع غزة أدهم ابو سلمية. لكن جامعي المواد الخردة يعتبرون التعرض لإطلاق نار مجرد مجازفة من أجل الحصول على مال، حيث يتراوح سعر طن الحصى ما بين 25 و35 دولاراً. وقال الكفارنة “كلما ابتعدنا عن الحدود، قلت كمية الحصى لأن المواقع التي يسهل الوصول إليها أُفرغت من محتوياتها”. وقال زميله عمر حماد (22 سنة) إن “حماس” فرضت نظاماً يقضي بأن يدفع أي شخص يتم توقيفة للمرة الثانية في المنطقة الأمنية غرامة مالية تعادل مبلغ 1600 دولار أميركي. وقال محمد بسيوني وهو ينقب في انقاض مركز للشرطة على بعد كيلومتر واحد من الحدود “على أربعة اشخاص ان يعملوا يوماً كاملاً لجمع طن من الحصى”. واضاف “كل المواد غير المتوافرة في غزة نحصل عليها هنا”. وخلص إلى القول بفخر رغم بساطة عمله، “إننا نساهم في عملية إعادة الإعمار”.
المصدر: بيت حانون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©