الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صوت المدرجات.. رسالة غضب في وجه الأندية

صوت المدرجات.. رسالة غضب في وجه الأندية
19 أغسطس 2015 01:01
هموم الجماهير.. صداع في رأس الدوري! قائمة لا تنتهي من المشاكل وراء ظاهرة العزوف آلية توزيع تذاكر المباريات وفتح بوابات في صدارة الطلبات الوقوف لفترة زمنية طويلة للحصول على إذن دخول شكوى عامة فتح بوابات الدخول قبل انطلاق الصافرة بنصف ساعة.. خطأ استياء عام من الزحام وغياب التنظيم! شمسة سيف(أبوظبي): مع بداية كل موسم ترتفع أصوات الغضب من كل الاتجاهات، من الأندية والصحف والقنوات التليفزيونية وخبراء اللعبة، وتتعالى النداءات، وتتسابق لجان التسويق بالأندية لتقديم الجوائز والمسابقات، وهناك من يفتح أبواب المدرجات بالمجان، وهناك من يغلف بطاقة الدخول بهدايا وسحوبات قيمة، ولكن في النهاية نجد أنفسنا أمام نفس النتيجة، ونفس المعاناة، ونفس القضية. إنها المدرجات الخالية. قضية كل موسم.. صداع دائم في رأس دوري الخليج العربي ملف مفتوح دائماً، تتعدد فيه الآراء ووجهات النظر من كل الاتجاهات، ولكن لم يقترب أحد بعمق من أصحاب القضية، الجماهير ليتعرف على همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم. في «الاتحاد» قررنا أن نفتح الملف بعمق وموضوعية لنضع أيدينا على المشكلة الحقيقة، وكانت المفاجأة وضعتنا أمام قائمة طويلة من المشاكل تحولت إلى رسالة غضب في وجه الأندية. حيث أكدت شريحة كبيرة من جماهير الدولة وجود إشكاليات كثيرة تساهم في تقليل نسبة حضورهم وتفاعلهم مع مباريات «الخليج العربي»، وارتبطت هذه الإشكاليات التي يواجهها الجمهور في المدرجات بأمور عديدة، في مقدمتها آلية توزيع التذاكر وفتح بوابات الدخول، ونقص في الخدمات والمرافق المتوافرة، والتي صنفتها الجماهير «دون المستوى»، والتي من المفترض أن يحصل عليها المشجع حتى يؤكد حضوره في مباريات دوري الخليج العربي، ولم تقف الإشكاليات عند هذا الحد، بل امتدت وتفرعت إلى جوانب عديدة أخرى، لذلك حرصت الاتحاد على طرح قضية هموم الجماهير، والنظر إلى أبرز المشكلات التي يتعرض لها الجمهور في مدرجات دوري الخليج العربي للتعرف عليها وإيجاد الحلول المناسبة التي من شأنها أن تجذب أكبر عدد من الجماهير إلى مدرجات ملاعب أندية دوري الخليج العربي. أجمعت فئة كبيرة من الجماهير في الدولة من خلال استطلاع قامت به جريدة الاتحاد لمجموعة مشجعي الأندية ورؤساء الروابط، بالإضافة إلى شريحة كبيرة من رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذين تفاعلوا مع القضية المطروحة تحت اسم«هموم_الجماهير» على أن منافذ بيع التذاكر في ملاعب دوري الخليج العربي وفتح بوابات الدخول قبل انطلاقة صافرة البداية بوقت غير كافٍ يمثلان إشكالية مستمرة للجماهير، وأشاروا إلى أن معظم ملاعب الدولة تفتقر إلى وجود آلية سلسة من شأنها أن تسهل من دخول الجماهير إلى المدرجات دون الوقوف لأوقات طويلة من أجل الحصول على تذاكر الدخول. وأكد على ذلك المشجع الفجراوي هيكل بو شنب قائلاً: «الانتظار لساعات طويلة للحصول على التذكرة إحدى العقبات التي يعاني منها المشجع للمؤازرة، وهذه المعطيات لا تشجع على دعم الوجود الجماهيري في مباريات الدوري، وتعد أحد أهم الأسباب لعزوف الجماهير عن مدرجات دوري الخليج العربي». ووافقه الرأي من رابطة مشجعي دبا الفجيرة جمعة الصريدي، حيث أكد أن مشكلة الطوابير التي تواجه الجماهير بسبب الرغبة في شراء التذاكر التي لا يتم طرحها منذ وقت مبكر، تعمل على تأخير حجز المقاعد في الملاعب المختلفة فبالتالي تعمل على تأخير الجمهور لوصولهم إلى المقاعد المخصصة لهم. كما أكد نصيب إسماعيل بوعفرة رئيس رابطة المشجعين في نادي الإمارات أن الجماهير تجد صعوبة بدرجة نسبية في الذهاب إلى الملاعب من خلال بعض الإجراءات التي تؤدي إلى الملل مثلا فتح بوابات الدخول قبل المباراة بنصف ساعة تقريبا وهو وقت غير كافٍ خصوصا للجماهير القادمة من خارج المدينة. دورات المياه غير كافية.. ومواقف السيارات مشكلة مستمرة! من أبرز عوامل جذب الجماهير إلى المدرجات هو اكتمال المرافق الخدمية التي تعمل على توفير كافة سبل الراحة للمشجعين القادمين من مختلف المناطق لتقديم المؤازرة والتشجيع والوقوف قلباً وقالباً مع الفريق. ويشكل غياب الكثير من المرافق الضرورية كالمساجد ودورات المياه ومواقف السيارات هاجساً رئيسياً يؤدي لعزوف الجماهير عن مدرجات دوري الخليج العربي، وترى فئة من الجماهير أن توفير المرافق المذكورة يساعد بشكل كبير لجذب الجماهير إلى المدرجات، مؤكدين أنها مرافق ضرورية ويجب أن تسعى جميع أندية الدولة لتوفيرها، معتبرين بأنها أحد حقوق الجماهير ومطلب رئيسي لتواجدهم في المدرجات، وأوضح المشجع عمر النعيمي بأن الازدحام الذي يحدث في الممرات الداخلية للملعب بسبب تزايد أعداد الراغبين في أداء الصلاة لعدم وجود الأماكن المخصصة لاستيعاب الأعداد الكبيرة، كما ترى مجموعة أخرى بأن بعض الملاعب تفتقر إلى العدد الكافي من المرافق كدورات المياه، حيث إن بعض هذه المرافق في الملاعب لا تستوعب الأعداد القليلة إلى المتوسطة الحاضرة، فكيف هو الوضع في حال امتلاء المدرجات!. وتستمر معاناة المشجعين لتصل إلى مواقف السيارات، وهو سبب آخر ومقنع حسب ردود أفعال الكثير من المشجعين حول قضية هموم الجماهير، حيث أجمعت شريحة واسعة من جماهير الأندية أن من أهم مواقف السيارات في أغلب الأندية لا تستوعب مركبات الجماهير، بل في أغلب المباريات، بسبب عدم توافر المواقف الخاصة للمشجعين، وهو ما يسبب مشكلة أخرى لسكان المنطقة القريبة من الملعب. لماذا تتفوق «الوديات» في الحضور الجماهيري؟ قد يندهش البعض من تفوق بعض البطولات الودية على البطولات الرسمية في جانب التنظيم والترويج وحتى الحضور الجماهيري، وكانت بطولة ند الشبا في شهر رمضان الماضي أكبر دليل علي ذلك،فرغم أنها بطولة ودية، إلا أنها لاقت اهتماماً واسعاً من قبل الجماهير، وجاء ذلك نتيجة طريقة الترويج الصحيحة للبطولة، فيما تعاني بعض الأندية من عدم الترويج بطريقة مثالية تحفز بها الجماهير لحضور المباريات، وبالرغم من أن الأندية تحظى برعاية مجموعة من الشركات الكبرى، إلا أنها تفتقر إلى عامل الترويج وجذب الجمهور بالأفكار الإبداعية. الخدمات دون المستوى.. وسوء تنظيم عند الدخول جذب الجماهير إلى المدرجات يتطلب في المقام الأول توفير كافة الخدمات اللازمة للمشجع حتى يثبت حضوره في المدرجات، لكن ما تقدمه بعض الأندية تجاه جماهيرها يصنف دون المستوى، وترى فئة من الجماهير أن الخدمات التي توفرها الأندية كبيع المياه غير الباردة في الأجواء الرطبة والحارة والتي لا تروي عطش المشجعين، مع توفير وجبات غذائية غير مناسبة من ناحية الجودة والأسعار، والتي تسببت في نفور الجماهير من المدرجات، وذكرت فئة أخرى بأن العمالة المتواجدة في كل ناد غير كافية لسد احتياجات الجماهير.وأشارت مجموعة ثالثة إلى أن العديد من ملاعب الأندية تعاني من سوء التنظيم في إدخال الجماهير من خلال بوابات الدخول. ذوو الإعاقة بلا رعاية طالبت فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن تتم مراعاتهم من خلال إنشاء مدرج خاص يكون مساعدا لهم في الوصول إلى مدرجات الملعب، دون اللجوء للجلوس بجانب مقاعد البدلاء على أرضية الملعب. وذكر محمد القايد البطل الإماراتي الأولمبي للمعاقين ونجم فرسان الإرادة، بأن الملاعب الحديثة كاستاد هزاع بن زايد وستاد محمد بن زايد يوفرون مدرجا خاصا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للوصول إلى المدرجات، وهذا ما لا توفره أغلبية الملاعب في الدولة، كما أوضح القايد بأن مشكلة مواقف السيارات يواجها أصحاب ذوي الإعاقة كما يواجها الأسوياء على حد السواء. أطفال للإيجار! ومن أغرب ردود الأفعال حول هموم الجماهير في المدرجات هو تفاعل أحد المشجعين مع هاشتاق القضية المطروحة من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث ذكر بأن هناك أطفالا لا تتعدى أعمارهم سن العاشرة، يتم استئجارهم للتشجيع، وهو أمر غير حضاري في مدرجات دوري الخليج العربي، ويبقى السؤال من هي الجهة المسؤولة في استقطاب الأطفال واستئجارهم في مدرجات دوري الخليج العربي؟! خصوصية العائلات انتقدت شريحة واسعة من الجماهير عدم توفر الأماكن الخاصة للعائلات والنساء في مدرجات ملاعب دوري الخليج العربي، وهو الأمر الذي يحرم فئة كبيرة من المشجعات من التواجد خلف الفريق المفضل ومؤازرته من المدرجات، وتطالب هذه الفئة بعض الأندية بتخصيص الأماكن الخاصة للعائلات وأماكن أخرى للنساء فقط، وترى المشجعة مريم محمد بأن سوء التنظيم يعد السبب الأول في عدم توفر الأماكن الخاصة للعائلات والنساء، وأضافت: «نعيش في مجتمع محافظ تحكمه العادات والتقاليد، ولهذا السبب نتمنى أن تقوم الأندية بمراعاة النساء بإقامة أماكن مخصصة يستطيعون من خلالها مشاهدة أحداث المباراة دون الاختلاط مع الجنس الآخر والجلوس في الأماكن العشوائية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©