جمال إبراهيم (عمان) - اندلع قتال بالأسلحة الثقيلة مساء امس بين القوات الأردنية والسورية في منطقة حدودية تستخدم ممرا للاجئين الفارين من سوريا. ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشط سوري معارض قوله «إن الاشتباك الذي شاركت فيه المدرعات وقع في منطقة تل شهاب- الطرة بعد محاولة عدد من اللاجئين السوريين العبور الى الأردن. ونسبت الوكالة الى مصدر أردني تأكيده وقوع اشتباك على الحدود مع سوريا لكنه قال انه لم يسقط اي ضحايا.
جاء ذلك في وقت ألقت السلطات الأردنية القبض على 3 سوريين ضبطت معهم أجهزة اتصالات إلكترونية ومعدات اتصال لاسلكية. في وقت أعرب فيه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عن قلقه العميق لتسارع الأحداث في سوريا، وتزايد مستويات العنف وطبيعته وزيادة عدد الضحايا مما قد يهدد التجانس المجتمعي للنسيج الوطني بالبلاد، مؤكداً أن أي خطوات تتعلق بهذه الأزمة تتطلب “دراسة وتقييماً للآثار الإقليمية”.
وقالت مصادر أمنية إن السلطات قبضت على السوريين الثلاثة أثناء وجودهم على حدودها الشمالية المحاذية لسوريا وما تزال السلطات تحقق معهم، رافضة الكشف عن كميات الأجهزة ونوعيتها.
وكانت تجددت اشتباكات أمس بين الجيشين الأردني والسوري في منطقة تل شهاب الحدودية. وقال مصدر أمني أردني إن الجيش السوري أطلق النار على لاجئين يحاولون عبور الحدود إلى داخل الأردن، لمنعهم إلا أنهم عبروا.
وسبق أن قتل طفل سوري في الرابعة من عمره إثر اشتباك بين الطرفين قبل أسبوعين وأصيب عسكري أردني حاول إنقاذه.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأردني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “بترا” أمس، إن “الأردن هو أكثر دول المنطقة تأثراً بالتطورات في سوريا وأي خطوات مستقبلية تتعلق بالأزمة السورية تستدعي دراسة وتقييم الآثار الإقليمية لهذه الخطوات أياً كانت”. ولم يوضح جودة ماهية هذه الخطوات سواء كانت عسكرية أو سياسية، فيما يعتقد مراقبون أن الأردن متخوف من آثار أي عمل عسكري خارجي ضد سوريا، تنفذه دول منفردة بعيداً عن الفيتو الروسي والصيني.
وأشار جودة إلى أن “استمرار التردي في الأوضاع الإنسانية والمعيشية في سوريا قد انعكس على الأردن، من خلال تدفق أكثر من 150 ألف لاجئ سوري إلى الأردن بحثاً عن الأمن والملاذ الدافئ”. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1500 سوري يفرون يومياً عبر الحدود إلى الأردن هرباً من العنف في بلادهم. وإن اللاجئين السوريين إلى الأردن موزعون على عدد من مراكز الإيواء في عدد من المناطق المحاذية للحدود، فيما بلغ عدد المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين ما يقارب 36 ألف سوري.
عدد اليوم
