الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحن والبيئة

7 سبتمبر 2014 20:30
إن عدم اهتمام الإنسان بالبيئة واستخدامه مواردها بشكل جائر، بالإضافة إلى ترك النفايات بشكل غير صحي أو لائق، أدى إلى تعرض الإنسان لمخاطر كثيرة تحيط به، وام نزل حتى اليوم نعاني قلة المادة الإعلامية التي لابد أن توجه يومياً لتوعية المجتمع بمختلف شرائحه، خاصة إننا لا نعيش على أرض هذه الدولة بمفردنا كأفراد من ذات الوطن، ولكن لنا فيه شركاء يتحدثون بلغات عالمية، وحتى اليوم هناك المئات من تلك الجنسيات، لا يتورع أحدهم من فتح النافذة ليلقي بنفاياته في الشارع، ولا يعبأ بالقواعد التي تعلق على لوحات في عدد معين من شوارع الدولة. الإنسان هو المسؤول الأول عن تلوث البيئة لذا فكل ما سن من قوانين وتشريعات لصيانة البيئة وتنقيتها من التلوث، يصبح غير فاعل ما لم يتم تربية الفرد بيئياً، أي تنمية القيم البيئية لتكون منطلقا لسلوكياته تجاه بيئته، ولا نعلم إن كان بالإمكان توعية مئات الجنسيات إن هذه الأرض التي يعيشون عليها، ويحصلون منها على رزق أبناؤهم تحتاج لتكون نظيفة بسواعدهم، لأجل أن تستمر في عطائها لهم، وأن عليهم البدء في التعاون يد بيد بدءاً من المنزل، ومن ثم حين يكونون في المركبة وفي الحديقة أو على شاطئ البحر، وعلينا أن نقدم لهم جرعات يومية وبمختلف اللغات، وعبر كل الأجهزة المرئية والمسموعة، ليصبح المقيم منهم واعياً بما يتهددها من أخطار ومشكلات، ثم قادر على المساهمة بشكل إيجابي في الحد من تلك الأخطار، وحل تلك المشكلات والعمل على تحسين أوضاعها. يقول الخبراء إنهم من خلال عملهم وإطلاعهم وأبحاثهم، وجدوا أن العلماء قد أجمعوا على خطورة الخمس سنوات الأولى من عمر الإنسان، فالطفل خلال تلك المرحلة يكون حساساً جداً لكل ما يدور حوله، ولكل ما يتلقاه ممن يحيطون به، وعقله من المرونة بحيث يتقبل الاتجاهات والمفاهيم الجديدة، كما تكون قابليته للتعديل والتغيير والتشكيل كبيرة واستيعاب الجديد دائماً من الخبرات، إلا أنه على المربين مراعاة أمر هام لتنشئة الصغار وتربيتهم التربية البيئية السليمة، ألا وهو التدرج في تربية سلوك الطفل، وبمعنى البدء بالبسيط ثم الانتقال للأكثر تعقيداً، وبالشيء المحسوس والملموس ثم النظريات والأفكار. إن تربية الإنسان منذ الطفولة تربية بيئية، من الأمور الهامة والضرورية الملحة، حتى يشعر بالانتماء لبيئته وحتى يكون سلوكه الإيجابي تجاهها نابعاً من ذاته، فلا يحتاج لمن يوجهه أو يذكره بواجباته نحو البيئة، والطفل عندما يتعرف على البيئة المحيطة به ويتعلم أنها جزء لا يتجزأ منه، يبدأ في الشعور بكيفية تقدير مواردها ثم يصبح بيئياً بشكل تلقائي، ومعرفة الطفل بمعنى البيئة المحيطة به معرفة جيدة، سيولد لديه الدافع القوي المحفز لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أي تدهور يصيبها، مثل اقتلاع النباتات والزهور والأشجار وإهدار المياه وإلقاء النفايات في غير مكانها. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©