السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد الإسكندرية ودلتا مصر

ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد الإسكندرية ودلتا مصر
17 نوفمبر 2010 22:39
قبل 20 عاماً كان طاهر إبراهيم يتسابق مع أصدقائه إلى شواطئ الإسكندرية. أما الآن، فقد أثر ارتفاع منسوب مياه البحر على المصيف المفضل أيام الشباب. الإسكندرية التي يقطنها 4 ملايين نسمة هي ثاني أكبر مدينة مصرية ومركز صناعي، وميناء يتعامل مع أربعة أخماس التجارة الوطنية. كما أنها واحدة أيضاً من أكثر مدن الشرق الأوسط تعرضاً للخطر نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وتساءل إبراهيم المدير في سلسلة متاجر كبرى وفي الأربعينات من عمره "كانت هناك شواطئ كنا نذهب إليها في الماضي.. لقد انتهى كل ذلك.. أليس هذا دليلاً كافيا؟". ويمكن أن يؤثر ارتفاع منسوب المياه على مناطق بأكملها في الإسكندرية ودلتا النيل قلب الزراعة الخصب في مصر التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 83 مليون نسمة. وتتوقع اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية أن يرتفع منسوب البحر المتوسط بين 30 سنتيمترا إلى متر خلال القرن الحالي. ويعيش أكثر من نصف سكان مصر على مسافة 100 كيلومتر من الساحل. وقدرت دراسة للبنك الدولي عام 2007 بأن ارتفاع منسوب مياه البحر نصف متر يمكن أن يشرد 10% من السكان. ويقول مسؤولون إن المياه المالحة يمكن أن تغمر ما بين 10 و12% من الأراضي الزراعية في أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم. وقالت سوزان خليف من المعهد الوطني لعلوم المحيطات والمصائد "التغير المناخي يحدث أسرع مما كنا نتوقع". وأضافت أن السجلات واضحة "وفي عملي أنا هناك تغيير رهيب وملحوظ". إلا أن خبراء يقولون إن المعلومات الموثوق بها بشأن الأنماط المناخية المحلية نادرة واستجابة المسؤولين بطيئة وغير منسقة. ولا ينفي مسؤولون مصريون أنه قد تكون هناك مخاطر، لكن يشككون في حجم تأثر مصر بها ويقولون إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث. وقال عادل لبيب محافظ الإسكندرية إن هناك "افتراضات عالمية أن مستوى سطح البحر سيرتفع لكننا لا نرى هذا بالصورة التي يتحدثون بها.. نحن ندرس كل هذه الاحتمالات". وقال عرمان فريحي من معهد بحوث الشواطئ إن أكثر من 85% من خط الساحل يختفي كل عام منذ عام 1989 في رشيد. واستطرد "هناك بقاع ساخنة ولكن هذا لا يعني أن الدلتا بأكملها معرضة لخطر. قبل أن نبدأ في الحديث عن الهلاك يجب أن نعرف أين تقع هذه البقاع ونعمل على حمايتها". ويقول خبراء إن تسرب الملوحة المتزايدة إلى المياه الجوفية سيضعف الأرض الزراعية ويقلل إنتاجها. إلا أن مصر ليس لديها استراتيجية واضحة وموحدة بشأن التغير المناخي. وقال محمد برهان مدير مشروع ترعاه الأمم المتحدة لتأقلم دلتا النيل مع التغيرات المناخية "هناك خطط كثيرة إنما غير متكاملة.. ليس هناك أولويات والذين يعملون على هذه الخطط لا يتحدثون مع بعضهم البعض". وقال محمد عبد ربه أستاذ الدراسات البيئية في معهد دراسات الخريجين بالإسكندرية "نحن ما زلنا في مرحلة تقييم الوضع. قبل إمكانية اقتراح حلول معينة يجب أن يكون هناك وعي أكثر وأعمق عن أكثر الأماكن المعرضة للخطر". وكثيرا ما تغرق العواصف المطيرة (النوات) شوارع الإسكندرية بمياه البحر إلا أن الأمواج تصطدم الآن بمبنى المحكمة في الجزء الداخلي من الكورنيش ما يثير قلق بعض العلماء الذين يقولون إن المياه تتسلل الآن بشكل أعمق عن ذي قبل. وبدأت البلدية تضع حواجز لحماية الكورنيش من المياه إلا أن المياه المالحة التي تتسلل الآن إلى الخزانات الجوفية قد تكون مثار قلق أكبر بالنسبة للمدينة التي أقامها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد. وقالت سوزان خليف "في يوم من الأيام ستحدث كارثة لكن متى وكيف وأين لا نعرف بعد. لكن يجب ألا ننتظر إلى أن تأتي وتطرق الباب لكي نتحرك". وقالت منى جمال الدين مديرة فرع الإسكندرية بجهاز شؤون البيئة إن المسؤولين المعنيين بالبيئة كثفوا من عمليات تفقد المناطق الصناعية. ويسعون بجد لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الإسكندرية. ولكن سوزان أشارت إلى أنه حتى إذا التزمت الصناعات بالقواعد في مصر التي لا تزيد نسبة الانبعاثات بها عن 0.6% من الإجمالي العالمي فإن هذا لن يقدم الكثير لتقليل المخاطر بالنسبة للتنوع البيولوجي. وتابعت سوزان عالمة الأحياء، التي لمست اختفاء كائنات بحرية جراء نسبة الحموضة المرتفعة، إنه مع وجود 108 أنواع معرضة لخطر الانقراض في مصر فإنها تعتبر أكثر الدول العربية التي يتعرض التنوع البيولوجي بها للخطر. وقال أحمد عبد الفتاح وهو سائق سيارة أجرة إنه لا يعتقد أن الإسكندرية نفسها ستختفي تحت مياه البحر المتوسط ولكن ما عليه إلا الانتظار ليرى ما سيحدث.
المصدر: الإسكندرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©