السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بلدية الفجيرة: المواطنون المتضررون من الكسارات تم نقلهم إلى بيوت جديدة

بلدية الفجيرة: المواطنون المتضررون من الكسارات تم نقلهم إلى بيوت جديدة
17 نوفمبر 2010 22:34
يعاني كثيرون من أهالي المناطق القريبة من الكسارات بالفجيرة من التلوث البيئي بسبب الغبار الناتج عنها والمتطاير من الشاحنات التي تمر أمام البيوت الشعبية في العديد من المناطق مثل السيجي وثوبان، مما يؤدي إلى انتشار الغبار على مدار اليوم ودخوله لبيوت المواطنين. وناشد المواطنون الجهات المحلية المعنية في الإمارة بمتابعة هذه القضية التي تؤثر سلبا على حياتهم وحياة أبنائهم حيث اعتاد أصحاب الكسارات على مخالفة الشروط البيئية المعمول بها لاسيما في أوقات الليل حيث تنخفض الرقابة تدريجيا من قبل البلدية ووزارة البيئة والمياه بحسب أهالي تلك المناطق. وأكد مواطنون في السيجي وثوبان والطويين وحبحب ومناطق سوق الجمعة أن الرقابة على تلك الكسارات لا تجدي نفعا خاصة وان الغبار متواجد في بيوتهم على مدار الساعة مما أسهم في انتشار أمراض الربو والسرطان بين نسبة ليست بالقليلة في السيجي وغيرها من مناطق الإمارة. نسب التلوث لم تتغير وقال سعيد علي الحافري عضو المجلس الوطني الاتحادي (من منطقة السيجي) علي الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من حكومة الفجيرة إلا أن الأوضاع كما هي ولا يوجد أي تحسن على الإطلاق لأن نسب التلوث لم تتغير ولم تتراجع ويكفي أن أقول إن هناك أكثر من 50 حالة ربو معروفة في السيجي نتيجة غبار الكسارات الملوث ناهيك عن حالات السرطان التي بدأت في الظهور في المنطقة، مشيرا الى أنه ناقش هذه المشكلة مرات عديدة مع المسؤولين ولكن دون جدوى. وأضاف ان البلدية وبتوجيهات من صاحب السمو حاكم الفجيرة قامت بتكثيف دورياتها الرقابية على جميع الكسارات في المنطقة ولكن للأسف لم نشعر بأي تحسن يذكر لأن الهواء لايزال ملوثا وأصحاب الكسارات لايزالون يخالفون القوانين. وأشار الحافري إلى أن المشكلة الكبرى في السيجي تتمثل في عدم وجود طرق مخصصة للشحنات القادمة من والي مناطق الكسارات وإنما الطريق الوحيد الموجود يمر على بعد أمتار قليلة من البيوت.وأضاف:»ومن يريد التأكد من ذلك عليه أن يأتي إلى السيجي قبل شروق الشمس أو مع غروبها أوفي النصف الأخير من الليل وسيرى المأساة الحقيقية وسيشعر صدره بالاختناق خاصة» وقال توجد حوالي 8 كسارات تابعة لإمارة الفجيرة ناهيك عن الكسارات الأخرى الموجودة في وادي العشواني برأس الخيمة وهي قريبة منا ونتضرر منها أيضا ، مشيرا الى أن اقرب كسارة تابعة لنا في الفجيرة تبعد عن السيجي بنحو 3 كيلو متر وعن مزارعنا بنحو 300 إلى 500 متر، لافتا الى أن الرياح تحرك الغبار باتجاه السيجي والمناطق الأخرى. وأوضح ان الحكومة وبالتنسيق مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تقوم حالياً ببناء 60 بيتاً شعبياً جديداً على نفقة المؤسسة وهى مخصصة للأرامل والأيتام وللمواطنين القريبة بيوتهم من الكسارات ومن المتوقع أن يتم تسليمها لهؤلاء المواطنين في غضون الربع الأول من العام القادم. إغلاق عدد من الكسارات وأوضح ان التلوث الموجود حالياً لا يقارن بالطبع مع كم التلوث الذي كان موجودا قبل الأزمة المالية حيث تم إغلاق عدد من الكسارات في الفجيرة بفعل تلك الأزمة ولكنه موجود بنسب تؤذي وتسبب إضرارا بالغة للمواطنين،مشيرا إلى المياه الجوفية في المنطقة تأثرت كذلك بسبب التفجيرات التي تقوم بها الكسارات على مدار العام حيث أصيبت تلك المياه بالتلوث فأصبحت غير صالحة لشرب الإنسان والحيوان وحتى المزارع القريبة من الكسارات لا نستطيع أن نأكل منها ثمرة واحدة بسبب التلوث الشديد الذي أصابها. نريد حلولا جذرية وقال أحمد سيف الكندي (من منطقة الحيل) إن غبار الكسارات والشاحنات تسبب لنا إزعاجا مستمرا»أصيب أبنائي الثلاثة بالربو منذ أن كانت أعمارهم لا تتجاوز العامين تقريبا وأقوم بعلاجهم على نفقتي الخاصة».ويتفق معه علي خلفان سالم الذي يقطن في نفس المنطقة، قائلا: هربت من غبار الكسارات ومشاكلها خوفا على صحة أبنائي وسكنت في مدينة الفجيرة وللأسف فإن الأهل هناك يعانون من الغابر المستمر. وطالب المسؤولين بعقد مؤتمر تشارك فيه كل الأطراف لوضع حلول جذرية للمشكلة لافتا الى أن الآهالي ليسو ضد عمل الكسارات « لأن الكسارات هي اقتصاد البلد ولكن ضد التجاوزات وما ينتج عنها من غبار يقتل الأخضر واليابس» تجاوب الحكومة المحلية. رد البلدية من جانبه عقب المهندس علي قاسم رئيس قسم حماية البيئة وتنميتها في بلدية الفجيرة والمسؤول في هيئة الفجيرة للموارد الطبيعية قائلا إنه لا توجد الآن مساكن قريبة من الكسارات في إمارة الفجيرة حيث كانت توجيهات الحكومة واضحة وهي نقل وتعويض جميع المواطنين في مناطق الفجيرة ممن تقع بيوتهم بالقرب من الكسارات حفاظاً على الصحة العامة لهؤلاء المواطنين الذين هم أهلنا وإخواننا، مشيراً الى أن هناك شكوى وحيدة جاءت من أحد الأشخاص بمنطقة حبحب وهي شكوى تم الفصل فيها عدة مرات، وتم بالفعل نقل جميع المواطنين المتضررين إلى بيوت جديدة وتعويضهم نقدا عن مزارعهم ولا توجد أي حالات الآن بحسب علمي. وأورد قاسم تقريرا مفصلا صادرا عن قسم البيئة خلال الربع الثالث من العام الجاري حيث قال في شهر يوليو من هذا العام تم تسجيل مخالفة واحدة لكسارة وقع خللا بها مما أدى إلى تصاعد الغبار منها بنسبة 2% بينما خالفنا كسارتين في شهر أغسطس الماضي بسبب أحداث تلوث بنسبة 3% وفي شهر سبتمبر تم مخالفة كسارة واحدة وكانت نسبة التلوث 2% وقام قسم البيئة بمتابعة بعض المخالفات البيئية التي تقع من الشاحنات نفسها بسبب تصاعد الغبار والأتربة منها على الطرق والساحات وردم الوديان والتحميل، كما قمنا بمتابعة مخالفات خاصة بتجاوز العمل بالنسبة للموقع المحدد والحفر بأعماق دون المصرح بها رسميا. وأضاف أنه خلال الربع الثالث من العام الجاري تم تنظيم 3051 زيارة للمفتشين في شهر يوليو و2365 زيارة في شهر أغسطس و 1427 زيارة في شهر سبتمبر الماضي أسفرت جميع هذه الزيارات عن إيقاف مؤقت لـ 285 كسارة لمخلفاتها للشروط البيئية.. وقامت هيئة الموارد الطبيعية بإيقاف 24 كسارة خلال الشهور الثلاثة لمخالفتها وتعديل الوضع. وأوضح أنه فيما يخص التدقيق والمتابعة بين الهيئة ووزارة البيئة خلال الفترة من شهر يوليو وحتى سبتمبر الماضي تلقينا 4 إشعارات لمخالفات الكسارات البيئة، 3 منها خلال شهر يوليو بمنطقة الطويين والسيجي والرابعة خلال شهر سبتمبر بمنطقة السيجي ايضا .. كما تلقينا شكوتان من مواطنين من الطويين وحبحب بخصوص تجاوز الكسارات وتم عمل اللازم. 62 كسارة ومحجراً قال المهندس علي قاسم رئيس قسم حماية البيئة وتنميتها في بلدية الفجيرة إن عدد الكسارات بلغ في شهر يوليو الماضي 59 كسارة ومحجراً مرتفعا بنسبة 9% عن شهري مايو ويونيو السابقين حيث كان عددها 57 كسارة ومحجراً، وفي شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين واصل العدد الارتفاع مرة أخرى بنسبة 5% حيث بلغ 62 كسارة ومحجراً. الحكومة المحلية تقدم نموذجا لحل المشكلة قال مصبح عليان (من منطقة سكمكم) كانت منطقتنا من أكثر المناطق تضررا من غبار الكسارات وبعد أن تقدم الأهالي بشكوى للحكومة المحلية قامت مشكورة بوقف عمل الكسارة - وهي أكبر كسارة في المنطقة كلها ومملوكة لها – واشترطت أن تركب فلاتر بملايين الدولارات لكي تباشر العمل من جديد، وبالفعل تم تركيب الفلاتر في وقت بقيت أكثر من ثلاثة شهور متوقفة حتى تم إحداث تغيرات كبيرة وجذرية عليها بما يضمن عدم إحداث تلوث بيئي مرة أخرى. وأضاف منذ تلك اللحظة والكسارة تعمل دون أن تخلف غباراً كما ألزمت إدارة المصنع برش الشوارع المؤدية إليها بالماء صباحا ومساء، واختفت إلى حد ما نسب الأمراض الناجمة عن التلوث في سكمكم. وفي هذا الاتجاه قال سعيد محمد الكندي ( من منطقة الفرفار) إن وسائل الإعلام تناولت المشكلة منذ سنوات عديدة وتدخل المسؤولين وأوجدوا حلولًا مفيدة للسكان، ولم نعد نشعر بأي أضرار للكسارات كما كان في الماضي.. وقال عبد الله محمد سالم اليماحي (من منطقة الطويين ) الأوضاع في السابق كانت أصعب بكثير من الوقت الحالي، ولكن بعد الرقابة التي أجرتها وزارة البيئة بالتنسيق مع هيئة الموارد الطبية في الفجيرة انخفضت نسب الغبار بدرجات كبيرة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©