الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«اليونسكو» تسجل بالإجماع الصقارة كتراث عالمي حي للإنسانية

«اليونسكو» تسجل بالإجماع الصقارة كتراث عالمي حي للإنسانية
17 نوفمبر 2010 22:32
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك بفضل الجهود التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تنسيقها وتعاونها مع 10 دول عربية وأجنبية في إعداد الملف الدولي للصقارة. جاء ذلك ضمن اجتماعات اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو المنعقدة حاليا في نيروبي بكينيا خلال الفترة من 15 إلى 19 نوفمبر الجاري. ويرأس وفد دولة الإمارات العربية محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وكانت لجنة الخبراء، والمنبثقة عن اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي، قد وافقت بالإجماع على تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو. ويضم وفد الإمارات كلاً من عبدالله مصبح النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات في اليونسكو، وأحمد الظنحاني رئيس قسم التراث في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وقال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن دولة الإمارات قد تمكنت من تحقيق نجاح باهر في مجال صون عناصر التراث المعنوي. وأكد أن سعي هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى إنجاز ملف الصقارة بالتعاون مع جهات حكومية عدّة وبالتنسيق مع العديد من الدول، كنموذج من التراث الدولي الإنساني المشترك بين دول العالم، يُلبي توجهات قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دعم كل جهد دولي يسهم في حماية التراث الإنساني وتوفير أسس التعاون المشترك بين مختلف الشعوب والحضارات، وكل ذلك في إطار استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي. دعم المشاريع من جهته، أوضح محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي العهد مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن دولة الإمارات وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة لم تألُ جهداً في دعم مشاريع الحفاظ على التراث، وخاصة الصقارة التي تعد جزءاً مهما من ثقافتنا وتاريخنا العريق، ولا تزال دولتنا تواصل جهودها الحثيثة في دعم خطط وبرامج منظمة اليونسكو الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والإرث الإنساني للبشرية. وأكد أنه من خلال هذا الإنجاز الفريد من نوعه على مستوى الدول العربية، تكون الصقارة قد حصلت على أرقى وأهم اعتراف عالمي كتراث ثقافي إنساني باستيفائها لكافة الشروط والمعايير الدولية لاعتبار عنصر من العناصر الثقافية تراثاً أصيلا، ومتميزاً يعبر عن اعتزاز الدول والجماعات والأفراد به باعتباره أحد المكونات الرئيسية لثقافتهم وهويتهم. وقال المزروعي “إن هذا القرار يتوج اليوم جهداً متواصلاً وعملاً حثيثاً استمر لخمس سنوات مضت، بفضل جهود مكثفة بذلتها كل من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ونادي صقاري الإمارات وهيئة البيئة أبوظبي، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من الجهات المختصة”. وأوضح أن من أولى أهداف تسجيل الصقارة في اليونسكو هو زيادة الوعي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني عالمي، وتشجيع الدول على تبني استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومحكمة لصون التراث الإنساني. وأشار إلى أن مشروع تسجيل الصقارة في اليونسكو الذي تبنته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، هو أحد المشاريع التراثية التي تمثل نموذجاً فريداً في التعايش والاندماج الثقافي والحضاري بين شعوب العالم. وأضاف أن نجاح هذا النموذج هو نجاح لدولة الإمارات ولنا في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في جعل العاصمة الإماراتية مركزاً ثقافياً مهماً يتوازى وأهميتها الاقتصادية العالمية المعروفة، ولتمتد العطاءات الإماراتية للإسهام في التنمية الثقافية العالمية. وأكد محمد خلف المزروعي أن هذا الإنجاز الباهر الذي حققته دولة الإمارات يأتي مواصلة لجهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، حيث بدأت الدولة اهتمامها بصون الصقارة كتراث إنساني منذ عام 1976م بشكل خاص، وذلك عندما نظمت أبوظبي أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة وصونها، بتوجيهات من الشيخ زايد رحمه الله، في إطار اهتمامه المعروف والمشهود له عالمياً بتراثنا العربي الأصيل الذي يمثل قيمنا وعاداتنا وهويتنا الوطنية. وينظر إلى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتراث عامة، وتراث الصقارة بخاصة، على أنه من الوسائط الفاعلة التي تسهم في مدّ الجسور بين الشعوب، وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين الثقافات الإنسانية المعاصرة انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذه المجالات. لجنة الخبراء وتعتبر لجنة الخبراء الجهة المُناط بها تقييم الملفات التي تتقدم بها الدول لتسجيل تراثها في اليونسكو، وقد وصفت اللجنة الملف الدولي الذي تقدمت به دولة الإمارات بالتنسيق والتعاون مع 11 دولة عربية وأجنبية، بأنه أفضل ملفٍ دولي تم تقديمه لها حتى الآن، وهو يُضاهي من حيث العلمية والموضوعية والجودة ودقة المعلومات الملفات الممتازة التي تقدمت بها في العام الماضي دول أخرى لتسجيل عناصر من تراثها في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي باليونسكو. وأثنت اللجنة على ملف الصقارة ووصفته بأنه مبني على عمل ميداني ضخم، ودراسة علمية، وتوثيق دقيق، وسيساعد الكثير من الدول مستقبلاً للاستفادة من هذه التجربة الثرية، وقد أوصت اللجنة بأن يتخذ ملف الصقارة مثالاً يحتذى به من قبل الدول. والمعروف أن هذا الملف قد شاركت فيه بجانب دولة الإمارات 11 دولة هي بلجيكا، وجمهورية التشيك، وفرنسا، ومنغوليا، والمغرب، وقطر، وجمهورية كوريا الجنوبية، والمملكة العربية السعودية، وإسبانيا، وسوريا، وذلك إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة التي تولت مسؤولية تنسيق الجهود، وتجميع الوثائق والأفلام والصور والمؤلفات الداعمة للملف، وقد بني كل ذلك على عمل ميداني ضخم اشتمل على قراءة وتحليل دقيق للمقالات والكتب وغيرها من الإصدارات العربية والأجنبية التي تناولت الصقارة، إلى جانب مقابلات مكثفة مع أشهر الصقارين في دولة الإمارات. كذلك، نظمت إدارة التراث المعنوي بالهيئة ونادي صقاري الإمارات أربعة مؤتمرات وملتقيات واجتماعات في أبوظبي شارك فيها صقارون ومهتمون بالتراث بجانب المسؤولين عن الثقافة في الدول الاثنتي عشرة المشاركة في الملف.
المصدر: نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©