الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المزروعي: إنتاج قطر ضئيل.. و"أوبك" لا تجبر أحداً على البقاء

المزروعي: إنتاج قطر ضئيل.. و"أوبك" لا تجبر أحداً على البقاء
5 ديسمبر 2018 00:15

بسام عبد السميع (أبوظبي)

أعلن معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة رئيس الدورة الحالية لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، أن المنظمة لا تفهم قرار قطر بالانسحاب منها لكنها تحترمه. وقال في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، إن قرار الانضمام أو عدمه قرار سيادي خاص بكل دولة».
وأضاف: «نرحب بكل من ينضم إلينا، ولا يمكننا أن نجبر أحداً على البقاء. نحن نحترم القرار السيادي لقطر، لكننا لا نفهمه»، واستبعد المزروعي أن يؤثر انسحاب قطر على أداء المنظمة أو مستوى الإنتاج النفطي، مشيراً إلى أن إنتاج قطر ضئيل ولا يعتبر ملحوظاً بالنسبة للمنظمة. وأكد أن «أوبك» تشهد تزايداً في عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى المنظمة، وعلى مدار السنوات الماضية شاهدنا انضمام الدول وإعلان الشراكة، ما يعتبر إيجابياً للمنظمة».
ويترقب سوق النفط القرارات المتوقع صدورها غداً الخميس في فيينا خلال الاجتماع رقم 175 لمنظمة «أوبك» بشأن مستوى الإنتاج خلال الفترة المقبلة ومصير اتفاق خفض الإمدادات، وموقف المنظمة من قرار قطر بالانسحاب اعتباراً من مطلع عام 2019.
ويأتي الاجتماع بعد ثلاثة أسابيع من اجتماع اللجنة الوزارية للمنظمة في أبوظبي الشهر الماضي والإعلان عن توجه المنظمة وحلفائها إلى تغيير الاستراتيجية، بالتزامن مع تراجع أسعار البترول من 86 دولاراً للبرميل مطلع الشهر الماضي إلى 58 دولاراً أمس، بنسبة تجاوزت 32% في أقل من شهر.
ووصف مختصون في قطاع النفط قرار قطر الانسحاب من المنظمة أو استمرار البقاء فيها بأنه غير مؤثر في السوق النفطية نهائياً، وعزوا ذلك إلى تضاؤل إنتاج قطر من النفط والذي يتراوح بين 600 إلى 650 ألف برميل يوميا، بما يشكل نحو 2% من إجمالي إنتاج «أوبك»، والذي يتجاوز 32 مليون برميل يوميا.
وقال الدكتور فيصل مرزا المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة «أوبك لـ «الاتحاد» «استهدفت قطر بقرارها الخروج من عضوية (أوبك) قبيل الاجتماع المرتقب للمنظمة غداً إحداث حالة من الإرباك بما يشكل نوعاً من الضجيج الفارغ». وأشار إلى تناقض وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي في تصريحاته وأن الأسباب التي سردها للانسحاب من «أوبك» غير مقنعة، وأن قطر تتوقع بقرارها الانسحاب من «أوبك» أن تحدث أثراً في السوق النفطي. وأكد أن خروج قطر من «أوبك» ليس له أي تأثير سواء على المنظمة أو على أسعار النفط أو حجم الإنتاج، لافتاً إلى أن قطر والإكوادور ظلا لسنوات طويلة أقل منتجي «أوبك» قبل انضمام صغار منتجي بعض الدول الأفريقية في فترة سابقة.
وقال ثامر شمسي رئيس قسم النفط والغاز في الشركة العالمية لإعمار «IDC» لـ «الاتحاد»: «إن قرار قطر ليس له تأثير على القطاع لأنها من أقل منتجي أوبك لسنوات طويلة»، لافتاً إلى أن إنتاج قطر لا يتجاوز 620 ألف برميل يومياً، ولا توجد طاقة إضافية، مشيراً إلى أن قرار قطر يشكل نوعاً من لفت الانتباه والزخم الإعلامي والتواجد في دائرة الضوء قبيل اجتماع أوبك.
من جهته، قال علي عبد الملك الرئيس التنفيذي لشركة «إمداد» لـ«الاتحاد»: «لا يشكل قرار قطر بالانسحاب من عضوية (أوبك) أهمية سواء بالنسبة للمنظمة أو لقطاع النفط نتيجة لقلة إنتاجها والذي لا يتجاوز 2% من إجمالي إنتاج (أوبك)».
ولفت إلى أن قطر ليس لديها طاقة إضافية إنتاجية معلنة من النفط، إذ إنها التزمت بخفض الإنتاج بكمية 30 ألف برميل يوميا بموجب اتفاق وقعتها ضمن أوبك مطلع 2017، وفي أكتوبر الماضي خفضت إنتاجها بمقدار 40 ألف برميل يومياً.
من ناحيته، أكد جمال القليوبي، الخبير في مجال الطاقة وعضو جمعية البترول المصرية، أن قطر تحاول تفتيت «أوبك»، مشدداً على أن قرارها بالخروج من المنظمة يصب في هذا الاتجاه. وتابع خلال مداخلة عبر فضائية «الحدث اليوم»، أن هناك أسباباً خفية أخرى وراء القرار، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات القطرية الإيرانية، مشيراً إلى أن خروج قطر من «أوبك» يساهم في خروج إيران من عزلتها الاقتصادية المترتبة على العقوبات الأميركية.
وقال المحلل الاقتصادي فادى محمود، إن قرار انسحاب قطر لا يؤثر على المنظمة، مؤكداً أنها عضو غير مؤثر إطلاقاً، مشيراً إلى أنها لا تمثل 2%، ووصف القرار بأنه مراهقة سياسية. وأضاف خلال مداخلة عبر قناة «dmc» أن القرار له دوافع سياسية أكثر منها اقتصادية، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه السعودية جاءت متزامنة مع الموقفين القطري والإيراني، لافتاً إلى أنه مثلث واضح تماماً ضد الدول العربية.
وكانت «أوبك» أعلنت احترامها لقرار قطر الانسحاب من عضوية المنظمة اعتباراً من مطلع العام المقبل. وقالت إنها تحترم قرار قطر، ذلك أن كل دولة عضو لديها الحق السيادي في الانسحاب من المنظمة، ولا يتطلب ذلك الموافقة من مؤتمر «أوبك»، وتظل ملتزمة بتحقيق توازن دائم واستقرار في سوق النفط. فيما قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن المنظمة ومنتجي نفط كباراً آخرين سيبحثون اليوم الأربعاء قرار قطر بالانسحاب من المنظمة، وأضاف أن اللجنة ستواصل المفاوضات في إطار «أوبك» حول مستوى خفض الإنتاج النفطي للعام المقبل.
وتمكنت «أوبك» خلال عامي 2017 و2018 من التوافق مع الدول النفطية الكبرى من غير أعضاء المنظمة وفي مقدمتها روسيا على تنسيق سياسات الإنتاج بهدف السيطرة على الفائض من المعروض النفطي في الأسواق ووقف تراجع الأسعار. وخلال عام 2017 و2018 اتخذت الأسعار اتجاهاً صعودياً حتى كسرت حاجز 80 دولاراً للبرميل، قبل أن تعود إلى التراجع خلال النصف الثاني من الشهر الماضي بنسبة تجاوزت 30%. وبانسحاب قطر يبلغ عدد الدول التي انسحبت من المنظمة منذ تأسيسها 4 دول عاد منهم اثنان مجدداً. ففي عام 1992 انسحبت الإكوادور من «أوبك» بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية التي كانت تواجهها، وظلت عضويتها معلقة فحتى عام 2007، حيث عادت إليها من جديد. وفي عام 1995 انسحبت الجابون من المنظمة قبل أن تعود إليها عام 2016. كما أعلنت إندونيسيا تعليق عضويتها في «أوبك» اعتباراً من 2016، وذلك بعد أن تحولت إلى دولة مستوردة للنفط وليس مصدرة له.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©