الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنفلونزا·· داوها بالتي كانت هي الداء

الإنفلونزا·· داوها بالتي كانت هي الداء
6 يناير 2008 00:48
كثيرون أصبحوا ضيوفاً منتظمين في عيادات الأنف والحنجرة هذه الأيام، وفي عيادات الأطفال بعد انخفاض درجات الحرارة التي أعلنت أخيراً عن دخول فصل الشتاء، الذي وبالرغم من انتظاره للتخلص من درجات الحرارة العالية التي يتميز بها مناخ بلادنا، إلا أنه في الوقت نفسه يكافئ انتظارنا بهدايا مغلفة بعدد من فيروسات الزكام والانفلونزا التي تحرمنا فرصة الاستمتاع بتبدل المناخ، وممارسة ولو القليل من رياضة المشي للتخلص من السعرات الحرارية المكتسبة خلال مواسم درجات الحرارة المرتفعة· فنزلات البرد ليست سوى مجموعة من الأعراض المزعجة التي تتطلب راحة جسدية وشرب السوائل الدافئة، وتناول مخفضات الحرارة، وينتهي الأمر· ويخفى على الكثيرين أن هنالك آثاراً غير مرغوبة وغير متوقعة ربما تنتج عن الإصابة المتكررة بالبرد والانفلونزا خلال موسمها الطبيعي في فصل الشتاء· فقد يختلط الأمر على الكثيرين فيما يتعلق بالفرق بين الإنفلونزا ونزلة البرد العادية، وذلك لتشابه الأعراض، كما أن الكثيرين لا يدركون المضار الصحية المترتبة على تكرار الإصابة بمثل تلك الأمراض الموسمية، وبالتالي هنالك وعي ضعيف نوعاً مَّا بالتطعيم ضد الإنفلونزا، والذي يُمثل اليوم الحل الأمثل لتقليل مرات الإصابة بها، وبالتالي التقليل من المخاطر المُترتبة على تكرار الإصابة··· ما هي الإنفلونزا، ومن الذي يُنصَح بتلقي تطعيم الإنفلونزا، وهل تكفي جرعة واحدة لتمُدّ الجسم بمناعة أبدية؟ وهل لها آثار جانبية مزعجة؟ الإنفلونزا الإنفلونزا عبارة عن مرض موسمي فيروسي، تتمثل أعراضه في ارتفاع درجة حرارة الجسم، والإصابة بصداع، واحتقان الحلق، والسعال المزعج· وقد تؤدي الإصابة المتكررة بالإنفلونزا إلى مضاعفات مرضية تتمثل في الإصابة بالتهاب الرئتين· لقاح الإنفلونزا من أفضل طرق الوقاية من الإنفلونزا الموسمية، أخذ لقاح الإنفلونزا· وهو عبارة عن لقاح يُعطى مرة واحدة سنوياً للوقاية من الإصابة بفيروس الإنفلونزا· ويُنصح بأخذه سنوياً، وذلك لأن الفيروس الذي يسبب الإنفلونزا يتغير كل سنة، وبناءً عليه تتغير مكونات اللقاح، بهدف ضمان الوقاية من جميع أنواع الفيروسات المسببة لهذا المرض· والتطعيم لا يسبب في حالة أخذه الإصابة بالإنفلونزا مباشرة، وذلك لأنه لا يحتوي على فيروسات حية· وتتلخص الفكرة في حقن الجسم بفيروس المرض غير الحي، بجرعات محددة تناسب الصغار والكبار، كي يتسنى للجسم تكوين أجسام مضادة لهذا النوع من الفيروسات، وبالتالي يكتسب الجسم المناعة اللازمة لوقايته من الإصابة بالمرض· ويعد هذا التطعيم فعالاً بنسبة تتراوح من 70 إلى 90 في المائة في الوقاية من المرض· من ناحية أخرى، هنالك لقاح من نوع آخر مضاد للإنفلونزا متمثل في لقاح رذاذ للأنف، لكنه ليس فعالاً تماماً كالتطعيم بالإبرة، حيث أشارت النتائج إلى أنه كان فعالاً في الوقاية من الإنفلونزا بنسبة تراوحت من 30 إلى 57 في المائة، وذلك لأن هذا النوع من اللقاح يحوي فيروس إنفلونزا حيّاً لكنه ضعيف جداً، ومن شأن هذا النوع أن يصيب من أخذه بدرجة متوسطة من أعراض الإنفلونزا· موسم اللقاح أفضل وقت لأخذ اللقاح هو في الفترة التي بين شهري سبتمبر وأكتوبر، لأنها الفترة التي تسبق موسم انتشار الإصابة بالإنفلونزا، أما موسم الإنفلونزا فيمتد من شهر نوفمبر وحتى شهر أبريل· ومما يجدر ذكره أن أخذ اللقاح قبل بدء موسم الإنفلونزا يمنح الجسم فترة كافية لاكتساب مناعة ضد الفيروس· ولا يعني ذلك أنه لا يمكننا أخذ اللقاح خلال موسم الإنفلونزا، إلا أنه أخذه مبكراً يعد أفضل· كما يمكننا أخذه في أي وقت من السنة· ولابد من الإشارة إلى أن كل فرد يحتاج إلى جرعة واحدة من لقاح الإنفلونزا سنوياً، أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام، فربما يحتاجون إلى جرعتين، خاصة في المرة الأولى لأخذ اللقاح· ولا تتعدى الفترة بين الجرعتين الشهر الواحد· المهم في هذا كله، أن من كان يعاني من زكام أو حمى، عليه أن ينتظر حتى يتعافى قبل تلقي اللقاح· من يُنصَح باللقاح؟ قد لا يكون هذا التطعيم مناسباً للجميع، فهناك شروط يجب توفرها قبل أخذ اللقاح· وهو مناسب للأطفال ممن تزيد أعمارهم عن ستة أشهر· وينصح به كذلك من يعانون من أمراض القلب والرئة، والمصابون بالربو· ومع ذلك، هنالك فئات معينة تعد أكثر احتياجاً لهذا اللقاح، وذلك لتجنيبهم المشاكل الصحية والمخاطر الناتجة عنها بسبب بعض الأمراض الطبية التي تتأثر سلباً بعدوى الإنفلونزا، وعلى وجه أخص من تفتقر أجسادهم للمناعة القوية· ومن هؤلاء كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن الستين عاماً، والمصابون بأمراض القلب والسكر، والحجاج في موسم الحج حيث يؤدي الازدحام الشديد إلى التقاط العدوى من المصابين به· وبالمقابل، هناك فئات لا يمكنها أخذ اللقاح، وعلى رأسهم من لديهم حساسية شديدة ضد البيض، كما أن هذا اللقاح لا يُعطى للأطفال ممن تقل أعمارهم عن ستة أشهر، أو أي شخص مصاب بالحمى، حيث يتوجب عليه الانتظار حتى يشفى من الحمى قبل أخذ الجرعة· لا آثار جانبية يعد هذا اللقاح آمناً تماماً، ونادراً ما تم تسجيل أي آثار جانبية ناتجة عنه، ونادراً ما ترتفع درجة الحرارة قليلاً بعد أخذ اللقاح، أو ربما الشعور بصداع خفيف· وسواءً تلقى الفرد هذا التطعيم، أم لا، فإنه لا يزال يتعين عليه اتقاء شر أعراض هذا المرض المزعجة باتباع بعض العادات الصحية للوقاية من المرض، ولتقليل نسبة الإصابة به· ومن تلك العادات نذكر الاهتمام بالنظافة العامة، والحرص دائماً على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وتجنب ملامسة اليدين للأعين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©