القاهرة (وكالات) - أعلن الجيش المصري أن قواته وقوات الشرطة المصرية واصلت أمس عملياتها العسكرية في سيناء، حيث اعتقلت 6 إرهابيين متورطين في قتل 16 جندياً وجرح آخرين قُرب رفح مغرب الأحد الماضي، وسط تقارير متضاربة عن هوياتهم، فيما زار الرئيس المصري محمد مرسي سيناء برفقة وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي ووزير الداخلية المصري أحمد جمال الدين لتقييم الوضع الأمني والاطلاع على سير تلك العمليات.
وقال مصدر عسكري للصحفيين في القاهرة إن قوات الجيش والشرطة اعتقلت سته من كبار العناصر الإرهابية المتورطة في الاعتداء خلال دوريات أمنية مشتركة في مدينة الشيخ زويد في إطار مواصلة البحث عن مجرمين في محافظة شمال سيناء.
وأضاف أن المعتقلين معروفون بأنهم متشددون ويشتبه بأنهم ينتمون إلى حركة “جهادية”، وقد اعتقلوا من قبل بعد تفجيرات وقعت في منتجعات في ساحل جنوب سيناء على البحر الأحمر بين عامي 2004 و2006 أسفرت عن مقتل عدد من السياح وإصابة مئات آخرين بجروح وسجنوا لأشهر عدة ثم تم الإفراج عنهم دون محاكمات.
ولكن عائلات الموقوفين نفت أن يكونوا إرهابيين. وقالت زوجة أحدهم واسمه عيد سعيد سلامة إنه اعتقل فيما كان يطعم الماعز. وذكر مراسل لوكالة “فرانس” برس أنه في منزل موقوف آخر هو سلمى سلامة سويلم أُفرغت الخزانات من محتوياتها وأُلقيت أرضاً. وقالت زوجته “دخلوا وضربني أحدهم فسقطت أرضاً. دخلوا حيث كان ينام وأوقفوه عارياً”، مدعية أن قوات الأمن استولت أيضاً على 45 ألف جنيه مصري (نحو 6 آلاف يورو). وقال الشيخ يوسف أحد القريبين من موقوف ثالث “إن جميع الموقوفين متدينون لا أكثر، وكما في عهد مبارك (الرئيس المصري السابق حسني مبارك)، تحتاج السلطات إلى توقيف أشخاص فتقوم بذلك”.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية عن مصدر أمني قوله “إن العمليات العسكرية ستتواصل في الأيام المقبلة حتى انجاز تطهير سيناء من الإرهاب والخارجين على القانون”.
ووصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة العريش لتدعيم القوات المنشرة فى سيناء. وقال شهود عيان إن التعزيزات العسكرية تضم 50 دبابة ومدرعة وناقلتي جنود وسيارتي نقل ذخيرة ونحو 100 ضابط وجندي. وأكد مصدر أمنى مصرى أن جميع التعزيزات ستستكمل لاحقاً استعداداً لإجراء عمليات كبرى فى سيناء.
ووصل مرسي وطنطاوي وجمال الدين إلى العريش على متن طائرة مروحية عسكرية أقلتهم لاحقاً إلى رفح ، حيث تناولوا طعام الإفطار مع جنود مصريين هناك. ووعد زعماء من بدو سيناء بتقديم المساعدة للسلطات المصرية، خلال اجتماع مع جمال الدين عقد في العريش، لكنهم طالبوا برؤية جثث الإرهابيين العشرين الذين قتلوا يوم الأربعاء الماضي في قرية التومة قُرب الشيخ زويد. وقال عيد أبو مرزوقة أحد المشاركين في الاجتماع “نطلب منهم أن يعرضوا علينا الجثث، مجرد جثة أو جثتين فقط، حتى نقتنع”.
ونظم أهالي العريش بشمال وقفة تضامنية وتظاهرة تأييد للقوات المسلحة المصرية، كما أدوا صلاة الغائب على أرواح الجنود الذين اغتيلوا في منطقة المسورة الحدودية قُرب رفح قبل أيام.
وأقيمت الوقفة التضامنية عقب صلاة الجمعة في أكبر مساجد المدينة وتلتها التظاهرة في أكبر ميادينها. تلا المشاركون فيهما بياناً باسم أهالي العريش تحت عنوان “سيناء تبكي أبناء القوات المسلحة”، ورفعوا الأعلام المصرية وصوراً للضحايا.
وقال أمين عام فرع “حزب الكرامة” المصري في سيناء “إن هذه الوقفة وصلاة الغائب من أجل تأييد القوات المسلحة والوقوف بجانبهم حتى يتم القصاص من القتلة المجرمين”.
وطالب المتظاهرون بتعديل اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل حتى تتاح للجيش المصري السيطرة الكاملة على سيناء. كما دعوا الأزهر الشريف إلى المساعدة في نشر فهم معتدل للدين.
وقال أحدهم “نتمنى أن تحقق حملة الجيش أهدافها، لم نشعر بالأمان منذ أكثر من عامين ونسمع عن أُناس لديهم أسلحة في الجبال. نتمنى أن تصل الحملة وتستأصلهم”.
من جانب آخر، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية مساء أمس الأول، على طلب مصر إرسال مروحيات هجومية إلى سيناء لقصف أوكار الإرهاب فيها. وذكر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن مفعول هذه الموافقة يسري لبضعة أيام.
عدد اليوم
