قتل سبعة مدنيين عراقيين في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق أمس، في غارة جوية شنتها طائرة حربية تركية على الإقليم، حيث عاودت المدفعية والطائرات التركية منذ الصباح قصف مناطق حدودية في شمال العراق. وفي أول رد فعل رسمي، طالب مجلس النواب العراقي حكومتي بغداد وواشنطن، إضافة إلى المجتمع الدولي بالتدخل “الفوري” لوقف ما أسماه “الاعتداءات السافرة” لإيران وتركيا، فيما لوح التحالف الكردستاني باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم توقف الدولتان قصفهما لمناطق حدودية شمال العراق.
وقال قائمقام قضاء قلعة دزة في محافظة السليمانية العراقية أمس، حسن عبد الله، إن “سبعة عراقيين كانوا يستقلون سيارة مدنية في قرية كوتك بالقضاء قتلوا جراء غارة لطائرة تركية استهدفت سيارتهم”.
من جهته، أكد أحمد دنيس المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني أن “طائرة تركية استهدفت سيارة مدنية على طريق رئيسي في قضاء قلعة دزة مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين”. وأضاف أن “المدفعية التركية بدأت صباح الأحد بقصف مناطق خواكورك وزاكروس وأفاشين”، مؤكداً “استمرار القصف المدفعي على هذه المناطق التي تقع عند الشريط الحدودي” مع تركيا.
وفي وقت لاحق، أعلن دنيس أن “الطائرات التركية بدأت قبل الظهر بالتوقيت المحلي بقصف خمس مناطق هي قنديل وخواكورك وهفتان وجبل متين وجبل كاره”.
وذكر دنيس أن الطائرات التركية قصفت مساء أمس الأول مناطق هفتان وجبل متين الواقعة شمال محافظة دهوك. وشدد على أن “الجيش التركي يقوم باستعدادات على الشريط الحدودي مع العراق للدخول بمعارك مع عناصر حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى “وجود حشود عسكرية كبيرة وأسلحة ثقيلة”.
وفي أول رد فعل رسمي، طالب البرلمان العراقي الحكومتين العراقية والأميركية والمجتمع الدولي بالضغط لوقف اعتداء تركيا وإيران. ونقلت وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) عن بيان لنائب رئيس مجلس النواب العراقي عارف طيفور قوله “ندين بشدة القصف التركي بالطائرات الحربية للمناطق الحدودية والقرى الآمنة في إقليم كردستان العراق، كما نعرب عن أسفنا الشديد لهذه التجاوزات والخروق وعدم احترام السيادة والمعاهدات والمواثيق الدولية”.وأضاف البيان “وندين أيضاً استمرار القصف المدفعي الإيراني للشريط الحدودي في إقليم كردستان وهذا الاعتداء غير مقبول، وتلك الاعتداءات السافرة من دول الجوار لا تصب في مصلحة العراق ومحيطه الخارجي”.
ولفت طيفور إلى أن “العمليات العسكرية أدت إلى أضرار كبيرة وتدهور الأوضاع ونزوح الأهالي في مناطق قنديل وسيدكان وقسري ومناطق أخرى”. وطالب الحكومة العراقية باتخاذ “إجراءات فورية ورادعة”، كما طالب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والمؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف القصف.
وقال البيان إن “استمرار القصف سوف يضر بالجميع ويؤدي إلى خلق مشاكل ويعقد الأوضاع في المنطقة ويخلق أزمة وتوتر بين العراق ودول الجوار ولن يخدم مستقبل العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع هذه الدول”.
وكان المتحدث الرسمي باسم ائتلاف الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي مؤيد الطيب قد لوح لـ (آكانيوز) أمس، بأن الأكراد سيطلبون من الحكومة الاتحادية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم توقف تركيا وإيران قصفهما لمناطق حدودية في إقليم كردستان.
ويأتي الموقف الكردي وسط أنباء أعلن عنها حزب العمال عن قيام أنقرة وطهران بحشد قواتهما على الحدود استعداداً لهجوم بري على مناطق حدودية في كردستان لملاحقة معارضين.
عدد اليوم
