الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يستنفر «قبائل اليمن» لحماية صنعاء من حرب أهلية

هادي يستنفر «قبائل اليمن» لحماية صنعاء من حرب أهلية
7 سبتمبر 2014 00:20
طلب الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي أمس من قبائل وعشائر يمنية حماية العاصمة صنعاء، حيث تسود حالة من التوتر والقلق في ظل استمرار المتمردين الحوثيين بتصعيد تحركاتهم المناهضة للحكومة الحالية ولقرار حكومي برفع الدعم عن الوقود. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الرئيس هادي استقبل صباح امس وفدين لزعماء ووجهاء قبليين «من جميع محافظات الجمهورية» على رأسهم زعيم قبيلة «حاشد»، الشيخ صادق عبدالله الأحمر، والزعيم القبلي المعروف، محمد بن ناجي الغادر. وأشارت إلى أن هادي استعرض خلال اللقاءين «التطورات والمستجدات الراهنة على صعيد الحشود للحوثيين ومليشياتهم المسلحة وما تسببه من إقلاق للسكينة العامة وتهديد للأمن والاستقرار». ويتمركز آلاف المقاتلين الحوثيين عند مداخل العاصمة صنعاء منذ 18 أغسطس الماضي، بينما بدأ مئات غير مسلحين منذ الرابع والعشرين من الشهر الفائت الاحتشاد قرب مبنيي وزارة الداخلية والتلفزيون الرسمي ومنشآت حكومية أخرى شمال المدينة. وقال هادي إن تحركات الحوثيين تتنافى كليا مع الأساليب الديمقراطية «خاصة أن المشاركين فيها يتمنطقون بالسلاح ويتجولون به سواء في الشوارع أو المخيمات دون حياء أو خجل بما يمثل تحديا صارخا للمجتمع اليمني كافة». وأضاف: «البعض لا يريد لصنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة وإنما يريدها تشتعل نارا مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا»، داعيا إيران إلى «تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني». وقال: «عليها (إيران) أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب»، في إشارة واضحة إلى جماعة الحوثيين. وأشار هادي، إلى أن اليمن لم يشهد منذ أمد بعيد أي صراعات مذهبية، لأن نسيجه الاجتماعي «متداخل ومتماسك ومترابط حسبا ونسبا»، حسب قوله. وقال:«نحن اليوم لا نتمنى أن نرى استعلاء من طرف أو جماعة تريد فرض الأمر الواقع بقوة السلاح ونشر الفوضى»، لافتا إلى أن لدى الحوثيين، الذين قال إنهم يتلقون دعما خارجيا لبث أربع محطات تلفزيونية من العاصمة اللبنانية بيروت، أجندة خفية وراء مطالبهم بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار زيادة أسعار المحروقات الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو الماضي. وأدان شيوخ القبائل في اللقاءين تحركات الحوثيين التي قالوا إنها تثير «الشك والريبة»، وطالبوا بـ «بذل كافة الجهود من اجل درء هذا الخطر الداهم الذي يهدد امن واستقرار العاصمة صنعاء واليمن كله». وحذروا من عواقب نشوب صراع مسلح في العاصمة صنعاء على أمن واستقرار اليمن بشكل عام، مؤكدين تأييدهم للخطوات الرامية لنزع فتيل الأزمة التي تتجه، حسب مراقبين، نحو الحسم العسكري في ظل تصعيد الحوثيين احتجاجاتهم ودعوتهم إلى عصيان مدني داخل مؤسسات الدولة اليوم الأحد. وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة المتمردة، محمد عبدالسلام، لمحطة تلفزيونية عربية أمس،: «خياراتنا للتحرك واسعة جدا. ما نطالب به هو مطالب الشعبي اليمني بشرائحه المختلفة». وكشف عبدالسلام عن مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة مع صنعاء قدمها عدد من شيوخ القبائل، وتضمنت إعادة النظر في القرارات المخالفة لمخرجات الحوار الوطني» الذي اختتم أعماله في يناير بإجماع على إعلان اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم. ويطالب الحوثيون، الذين يتمركزون في محافظة صعدة الشمالية على الحدود مع السعودية، بمنحهم منفذ على البحر الأحمر ومناطق واسعة في محافظة الجوف الشمالية والواعدة بالنفط. وقال عبدالسلام إن مبادرة شيوخ القبائل، الذين لم يكشف عن هويتهم، «تشير إلى ضرورة الشراكة في بناء الدولة وفي تولي الوزارات« في الحكومة الجديدة، لكنه أضاف: «لا توجد أجواء إيجابية حتى الآن من قبل الرئاسة حيال مبادرة شيوخ القبائل للأزمة». ودعت جماعة الحوثيين أنصارها في العاصمة صنعاء إلى الاحتشاد اليوم الأحد وغدا الاثنين والبدء بعصيان مدني داخل مؤسسات الدولة وذلك في إطار ما اسمته بـ«التصعيد الصادم». بالمقابل، صعدت «هيئة الاصطفاف الشعبي لحماية المكاسب الوطنية» الموالية للرئيس هادي وبعض الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة الحالية من فعالياتها المناهضة لجماعة الحوثيين. ونظمت الهيئة المشكلة حديثا مساء أمس مهرجانا شعبيا في منطقة »الحصبة«، شمال غرب العاصمة صنعاء، لدعم ما أسمته ب»الاصطفاف الوطني« ضد الجماعة المذهبية التي حذر رئيس مكتبها السياسي، صالح هبرة، الرئاسة اليمنية من عواقب عدم الاستجابة لمطالب الشعب. وقال هبرة: »أنصح الرئيس هادي أن يتلقط الفرصة الأخيرة ويستجيب لمطالب الشعب ولا يقبل أن يُبتز من قِبل بعض الأطراف التي تسعى لإيقاعه في فخ مواجهة الشعب«. وأضاف: «الشعب قد عقد عزمه على مواصلة ثورته حتى تحقيق مطالبه. لا يستطيع هادي ولا غيره إركاع الشعب لأن عصر الهزائم قد ولى»، حسب قوله. وقررت العديد من المدارس في العاصمة صنعاء تأجيل بدء العام الدراسي الجديد المقرر اليوم الأحد لإشعار آخر، وهو ما يعكس مخاوف حقيقية من اندلاع مواجهات مسلحة داخل المدينة التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص. وتفقد وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أمس عددا من ألوية الجيش المتمركزة بالعاصمة صنعاء، حيث عززت القوات الحكومية انتشارها بالقرب من القصور الرئاسية والمنشآت الحكومية الحيوية. وأفادت وسائل إعلام حكومية بأن لقاءات وزير الدفاع تناولت »التطورات السياسية على الساحة الوطنية«، مشيرة إلى أن الوزير أكد لمنتسبي تلك الوحدات العسكرية أن «القوات المسلحة والأمن مؤسسة حيادية بعيدة عن كل أشكال الحزبية او الولاءات الضيقة، أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع». ودعا اللواء أحمد جميع الأطراف اليمنية الى «تحكيم العقل والمنطق وتغليب مصالح الوطن العليا«، مشددا على ضرورة «نبذ كل أشكال العنف وتجريم أي لجوء الى السلاح«. وقال إن قوات الجيش «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام كل ما يهدد الأمن والاستقرار وستتصدى بكل قوة للإرهاب والتخريب»، موجهاً منتسبي القوات المسلحة إلى تعزيز وحدة الصف ورفع الجاهزية القتالية والتحلي باليقظة العالية والحس الأمني الرفيع. ونفذ مثقفون وناشطون حقوقيون أمس في صنعاء وقفة احتجاجية نددت بخطاب العنف والصراع المذهبي المتفاقم في البلاد. وطالبوا في بيان بـ«نبذ العنف وتغليب منطق الحوار والسلام والتعايش بين جميع التيارات من اجل الوطن»، ودعوا إلى تحقيق المشاركة المدنية وترشيد المشهد السياسي. وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي ما زال يتزعم حزب المؤتمر الشعبي العام، الشريك في الائتلاف الحاكم، أطراف الصراع المذهبي في محافظتي مأرب والجوف إلى الحوار، لإنهاء صراعهما الذي نشب مطلع يوليو. وأعرب صالح لدى استقباله وفدا قبليا من محافظة مأرب عن أسفه إزاء فشل جهود الوسطاء لإنهاء الصراع المسلح بين المتمردين الحوثيين الشيعة وقبائل محلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني ومسنودة بوحدات من الجيش. وحذر الرئيس السابق، الذي يتهم خصومه بتغذية الاضطرابات في اليمن، من عواقب الصراع المذهبي في خلق «ثارات وأحقاد تتوارثها الأجيال».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©