الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمهوريون والديمقراطيون... معاً ضد الصين

18 أغسطس 2015 22:13
وأخيراً اتفق الديمقراطيون والجمهوريون على شيء في دورة انتخابات 2016، وهو الخداع الاقتصادي الصيني. وبعد يوم من تقليص بكين قيمة عملتها، جمع الغضب بين السياسيين الأميركيين. واستغل دونالد ترامب الطامح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، فرصة توقف حملته في ميشيجان ليتهم الصين بمحاولة «امتصاص دماء الولايات المتحدة»، وأشادت ديبي دينجل، العضو الديمقراطي عن ولاية ميشيجان في مجلس النواب بتعليقه، وقالت: «أنا سعيدة أن السيد ترامب أشار لهذه النقطة بصوت مرتفع وواضح عندما زار ميشيجان». وهذه الجبهة الموحدة ضد تلاعب الصين طويل الأمد بعملتها اليوان، أدت إلى تزايد القلق مع اقتراب أول زيارة رسمية للرئيس الصيني «شي جين بينج» للبيت الأبيض الشهر المقبل. والطاولة عامرة بطائفة كبيرة من ملفات الخلافات، منها الاشتباه في سطو قراصنة من الصين على سجلات إلكترونية لموظفين في الحكومة الأميركية، ومنها المناوشات البحرية بين الصين وجيرانها في بحر الصين الجنوبي، وتجدد المزاعم بشأن تلاعب بكين بعملتها للحصول على مزايا اقتصادية تتفوق بها على الشركات الأميركية. واعترف مسؤولون من إدارة أوباما بالتوترات، لكنهم قللوا من تأثير التلاعب بالعملة على القمة الثنائية الوشيكة، وأكدوا أن سياسة الإدارة تجاه الصين تقوم على استيعاب كل مجالات الصراع. وفي نوفمبر الماضي، وفي غمرة توترات مشابهة، زار أوباما «شي» في بكين وأعلن الزعيمان اتفاقاً مهماً لتقليص انبعاثات الكربون وخططاً لتخفيف القيود على مجال تأشيرات السياحة والنشاط الاقتصادي. لكن هذا العام لا يرجح فيما يبدو أن يعلن الجانبان عن انفراجة كبيرة قد تتصدر العناوين الرئيسية في الصحافة. فقد تصاعدت حدة الخطاب في الكونجرس الأميركي، ومسار الحملة الانتخابية الرئاسية قد يعزز على الأرجح الضغط على أوباما ليتخذ موقفاً أكثر حزماً حيال «شي»، رغم الترحيب به في البيت الأبيض. ووصف مسؤولون من الإدارة العلاقات الأميركية الصينية بأنها واحدة من المجالات البارزة للتعاون وإدارة الخلافات. وتوقع متابعون أن تتضمن قمة الشهر المقبل طائفة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك مجالات الخلافات. وللصينيين ما يشغل بالهم أيضاً؛ ومن ذلك مسعى أوباما لإبرام اتفاق الشراكة عبر الهادئ، سيضم 12 دولة آسيوية ليس بينها الصين. وتنظر الإدارة للاتفاق باعتباره حائط صد ضد النفوذ الاقتصادي للصين في المنطقة. وفي تشريع أقر في يونيو يمنح الرئيس سلطات إضافية لإتمام مفاوضات اتفاق الشراكة عبر الهادئ، كان البيت الأبيض قد اعترض على مساعي للحزبين من مجلس الشيوخ لإدخال اشتراطات مشددة في موضوع العملة. لكن أوباما لا يزال بحاجة لموافقة من الكونجرس على اتفاق نهائي. وقد أشار بعض المشرعين هذا الأسبوع إلى تحركات الصين كدليل على ضرورة إدخال الاشتراطات الخاصة بالعملة في التشريع المذكور. ويصور المتسابقون في انتخابات الرئاسة الأميركية الصين كمنافس خطير أملا في تحقيق تقدم في موسم الانتخابات. وزعماء بكين الذين يستغلون مخاوف مشابهة من هيمنة الولايات المتحدة، اعتادوا على اشتعال حدة الخطاب بهذه الطريقة في كل انتخابات رئاسية أميركية. لكن متابعين يلقون نظرة أوسع على العلاقة ويعترفون أن إدارة أوباما تحتاج لمساعدة بكين في تحديات عالمية كثيرة، بدءاً من إيران، حيث شاركت الصين في الصفقة النووية التي توصل إليها أوباما مع طهران، وقتال «داعش»، وأعمال الإغاثة لوباء إيبولا.. وصولا إلى الإرهاب الدولي. ديفيد ناكامورا* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©