الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المهرجون».. لعبة مسرحية تفاعلية تتجاوز الحشو والتقليدي

«المهرجون».. لعبة مسرحية تفاعلية تتجاوز الحشو والتقليدي
23 ديسمبر 2017 23:06
محمد عبدالسميع (الشارقة) ضمن فعاليات مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الثالثة عشرة، شهد قصر الثقافة بالشارقة أمس الأول، لقاء مفتوحاً عقد في قاعة الندوات، أداره الدكتور محمد يوسف، مع شخصية المهرجان الفنانة الإماراتية القديرة مريم سلطان، التي تحدثت عن رحلتها الفنية الثرية في مسرحي الطفل والكبار، والتي بدأت منذ العام 1976م بمسرحية هارون الرشيد، وما تزال مستمرة في العطاء. أيضاً تحدث جمهور المسرحي عن أبرز محطاتها المسرحية، ودورها في إثراء المشهد المسرحي المحلي والخليجي. كما كان لشخصية المهرجان الثانية الفنان الفلسطيني الراحل ذيب داوود نصيب في الجلسة، إذ تحدث أصدقاؤه والذين عملوا معه في المسرح عن مسيرته المسرحية الحافلة بالمنجزات، وعن عطائه وأهم محطاته في حياته الفنية. ثم بدأ عرض مسرحية «المهرجون»، ثاني عروض المهرجان من تأليف وإخراج الفنان الإماراتي مرعي الحليان، ومن إنتاج مسرح بني ياس، وتمثيل: بدور الساعي، خميس اليماحي، بدر البلوشي، حميد عبدالله، سمية داهش ومحمد اسحق، الذين تميزوا بأدائهم العفوي التلقائي البعيد عن التكلف. تدور المسرحية حول مجموعة من المهرجين، يقوم صاحب السيرك الذي يعملون فيه بطردهم، ليجدوا أنفسهم بلا عمل، وبلا أي شيء يمتلكونه سوى عربة مليئة بالإكسسوارات، ولأن الحاجة أم الاختراع كما يقال، يبدأ المهرجون بالتفكير في الكيفية التي تمكنهم من الاستفادة من مواهبهم وإمكانياتهم والعربة المليئة بالأدوات من أجل مواصلة وجودهم وتحقيق أحلامهم الكبيرة بعيدا عن سطوة صاحب السيرك وغطرسته، ومن خلال سردهم لحكايات متتابعة تواصلوا من خلالها مع جمهور الأطفال في الصالة، ومع تنامي قدراتهم وعلاقتهم مع الجمهور يبدأ صاحب السيرك بالشعور بأنه فقد جمهوره، وأن السيرك مهدد بالإفلاس أو الإغلاق، ليبدأ في نسج خططه الشريرة من أجل إفساد عروض المهرجين، والتشويش على علاقتهم المتنامية مع الأطفال، حتى يأتي قرار المهرجين الأخير بالذهاب بعيدا نحو مدن أجمل لا وجود لصاحب السيرك فيها، من أجل إسعاد أكبر قدر من الأطفال. تميز العرض، الذي لاقى إعجاب جمهور الأطفال، بالاشتغال على أسلوب جديد على مسرح الطفل في الإمارات معتمدا على فرضيات مسرح الدمى والعرائس ومسرح الظل، حاول الحليان من خلاله الابتعاد عن التقليدي والمستهلك، والتركيز على جماليات السينوغرافيا البسيطة والعميقة في الوقت ذاته، والتي خلت من الحشو وتكديس الديكور بمجانية على الخشبة، بل ذهبت إلى صناعة فرجة مسرحية اعتمدت على مسرح تفاعلي بين الممثلين والجمهور، والذين تدخلوا في بعض مفاصل العرض وكانوا جزءا من اللعبة المسرحية التي بناها الحليان ببراعة، كما أن الأزياء والدمى التي صممتها وصنعتها ميلانا رسول أسهمت في إيصال المضمون وتعميق بناء الشخصيات الدرامي، حيث تعامل معها الممثلون ببراعة وخفة وسهولة، أما الأغاني، التي كتب كلماتها أحمد الماجد ولحنها الفنان ميرزا المازمي، فتوافقت مع الرقصات الاستعراضية التي صممها جسار صلاح الدين والتي انسجمت مع مشاهد العرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©