الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السياحة الأوروبية تنتظر انتهاء «السنوات العجاف»

شركات السياحة الأوروبية تنتظر انتهاء «السنوات العجاف»
21 أغسطس 2011 23:42
شهد قطاع السياحة في أوروبا أربع سنوات عجاف تخللها الكساد الاقتصادي، وبركان أيسلندا، واضطرابات الشرق الأوسط، وارتفاع تكلفة النفط، وانخفاض قيمة الدولار، وانتشار حالة من التوعك والضيق. هذه العوامل مجتمعة كفيلة بدفع الناس بعيداً عنها للبحث عن متنفس ليس في مقدور الجميع الحصول عليه. وفي ظل ذلك، تعاني خطوط الطيران والفنادق والبواخر السياحية، لكن تعرضت المؤسسات السياحية لأضرار أكثر. وقامت بعض هذه المؤسسات من أجل البقاء في القطاع، بالاندماج مع بعضها بعضا، وبخفض تكاليف التشغيل. واستحوذت مؤسسة “توماس كوك” السياحية الألمانية في عام 2007 على منافستها البريطانية “ماي ترافيل”، لينتج عن ذلك قيام ثاني أكبر مؤسسة لتنظيم الرحلات السياحية الجماعية في أوروبا. وبعد شهرين من ذلك، دمجت “تي يو آي” أكبر مؤسسة للسفر والسياحة في أوروبا من مقرها في هانوفر، نشاط السفر مع “فيرست شويس” البريطانية، لينتج عن ذلك شركة “تي يو آي للسفر” في لندن. وخفضت كل من الشركتين العملاقتين القوة التشغيلية في السنوات التي تلت بنسبة قدرها 25%. ومع ذلك، لم يفلح تقليل الحجم وعمليات الاندماج سوى في جلب القليل من الفوائد. وأعلنت شركة “هوليداي 4 يو كي” السياحية والمتخصصة في تنظيم رحلات إلى تركيا في بداية أغسطس الحالي، عن إفلاسها مما اضطر 12,800 سائح تعاقدوا معها للبحث عن شركة بديلة. وفي اليوم ذاته تم الاستغناء عن خدمات مدير “توماس كوك” لفشل الشركة في تحقيق الأرباح، وتعرضها لخسارة بلغت 326 مليون دولار حتى يونيو الماضي. وفي غضون ذلك، شهدت مؤسسة “تي يو آي” نوعاً من التحسن، حيث انخفضت خسارتها من 563 مليون جنيه إسترليني في السنة الماضية، إلى 355 مليون جنيه حتى يونيو الماضي. وارتفعت أرباح الشركة التشغيلية الضمنية 57%. وتملك هذه الشركة عدداً من المميزات مثل المركزية، والمرونة، وجودة الإدارة، مقارنة بشركة “توماس كوك”. كما تركز على الرحلات السياحية الفاخرة بدلاً عن الجماعية الرخيصة، بالإضافة إلى ابتعادها عن مناطق الاضطرابات في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من ذلك، اعترفت المؤسسة بالقلق الكبير الذي يسببه ارتفاع أسعار النفط. ويُذكر أن “تي يو آي” تملك 143 طائرة، كما أنها استعدت للتحوط ضد تقلبات أسعار النفط لهذه السنة مع توقعاتها بأن ترتفع فاتورته بنحو 30% في السنة المقبلة. وتعاني نشاطات الشركة التجارية في فرنسا، حيث الاضطرابات السياسية في مستعمرات فرنسا الأفريقية السابقة التي تعتبر الوجهة المفضلة لرحلات هذه الشركة. وتخطط الشركة لدمج نشاطها في فرنسا لخلق علامة تجارية واحدة أملاً في أن يُحدث ذلك تحولاً في أضعف محطاتها. ويقول الخبراء، إن نموذج العمل السياحي القديم لم يعد صالحاً في الوقت الحالي لارتفاع تكاليفه والحجوزات المسبقة قبل شهر على الأقل وتسديد قيمتها بغض النظر عن ما يحدث في المستقبل من زلازل وغيرها من الأحداث التي ترغم المسافرين على الإلغاء. وعلى الرغم من أن هذه المؤسسات تمارس جزء من نشاطها عبر الإنترنت، إلا أنها لا زالت تعاني في منافسة شركات أخرى مثل “إكسبيديا” و”ترافيلوسيتي” و”أوربيتز”. وتشير الأشهر المقبلة إلى المزيد من عمليات الاندماج، حيث لا يزال سوق السياحة في ألمانيا يتمتع بالجاذبية والإغراء، حيث من المتوقع استهداف مؤسسات مثل “ريوي توريستيك” وغيرها للدمج أو الشراء. كما من المتوقع اندماج “تي يو آي” و”توماس كوك” لتكوين شركة عملاقة، أو على الأقل شراء إحداهما لواحدة من شركات الطيران الاقتصادي للدمج بين الرحلات والإقامة الرخيصتين. نقلاً عن “ذي إيكونوميست” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©