الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء التعليم: الإمارات تقدم نموذجاً فريداً للتسامح

خبراء التعليم: الإمارات تقدم نموذجاً فريداً للتسامح
28 أكتوبر 2006 23:50
الفجيرة - السيد سلامة: أشاد عدد من خبراء التعليم العالي وأساتذة جامعة زايد بمناخ التسامح في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو المناخ الذي تتعايش من خلاله عشرات الجنسيات وتتفاعل ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم في صورة حضارية تحت مظلة قيم التسامح والإخاء والمحبة بين الجميع التي تضفيها عليهم عادات وتقاليد وقيم أهل الإمارات· وأكد عدد من هؤلاء أن الإمارات تقدم صورة رائعة عن المستوى العالمي للتعايش السلمي بين مختلف الأعراق والثقافات دون تمييز لعرق أو دين أو عقيدة أو لون أو لغة فالجميع يستظل بخير الإمارات وعطائها ويعمل ويبدع ضمن منظومة تتحد من خلالها الواجبات وتكفل خلالها الحقوق· وأشار المشاركون من الخبراء في الندوة الثقافية التي استضافها سعادة الدكتور سليمان موسى الجاسم مدير جامعة زايد في صالونه الأدبي بمنزله بالفجيرة إلى أن تجربة الإمارات في هذا الصدد تجسد واحدة من أرقى التجارب العالمية التي يجد العالم نفسه في حاجة كبيرة لها خلال القرن الواحد والعشرين، حيث تكفل هذه التجربة لعشرات الجنسيات والثقافات أن تتفاعل وتتعاون دون أن تتنافر أو تتناحر فيما بينها، وهذا النموذج يمكن أن يقدم ارشادات قوية للإفادة منها في تجارب أخرى في كثير من دول العالم بحيث لا تواجه هذه الدول المشاكل التقليدية التي بدأت تظهر في كثير من المجتمعات الغربية خاصة في ضوء تحديات العولمة ورغبة البعض في فرض قيمه وثقافته على الآخر· تطوير التعليم وفي بداية اللقاء أشاد سعادة الدكتور سليمان الجاسم برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم لمسيرة التعليم وتقديم كل دعم لازم لهذه المسيرة بما يمكنها من أداء دورها وكذلك دعم خطط وبرامج تطوير المسيرة الأكاديمية في جامعة زايد وتهيئة المناخ التعليمي المناسب لهذه الجامعة الرائدة التي تمثل جسراً للتواصل الحضاري بين الإمارات ومختلف المؤسسات الأكاديمية والثقافية في العالم· مدارس فكرية كما أشاد سعادته برؤية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد في تحديد محاور التميز لهذه الجامعة بحيث تكون منارة علمية ومركزاً للإشعاع الفكري والحضاري ينطلق من الإمارات إلى مختلف دول المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن معاليه يحرص على أن تجسد جامعة زايد في برامجها وتوجهاتها الثقافية والأكاديمية منظومة القيم التي تربينا عليها في كنف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان ''طيب الله ثراه'' حيث جعل ''فقيد الأمة'' من هذه الجامعة نموذجاً يحتذى في التعليم العالي وبناء الأجيال· وأوضح سعادته أن جامعة زايد بما تمثله من نموذج متطور في التعليم العالي يأخذ بأحدث الأساليب العلمية والتطبيقية في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع وبما تضمه من أساتذة ينتمون إلى عدد من المدارس الفكرية والثقافية في المؤسسات الأكاديمية المرموقة في العالم يمكنها أن تقدم صورة جديدة لما ينبغي أن يكون عليه التواصل الحضاري بين البشر بحيث تقود قاطرة هذا التواصل المؤسسات الأكاديمية والتعليمية، إذ لم يعد التعليم مجرد قاعات دراسية ومختبرات وأوراق وبحوث علمية بل إن النموذج الذي تأخذ به جامعة زايد يجعل من التعليم منهاج حياة وفلسفة للتواصل مع الآخر لبناء مستقبل مشرق للبشرية جمعاء· اسابيع ثقافية ومن جانبه أكد الدكتور سالم عبده خليل مستشار حكومة الفجيرة للشؤون التعليمية والتقنية أن التبادل الثقافي لا يزال أحد المحاور المهمة في أداء المؤسسات التعليمية على المستوى العالمي، وهذا المحور لا يزال أيضاً بعيداً عن التوقعات المأمولة منه في العالم العربي، ولعل نموذج جامعة زايد بما يقدمه في هذا الصدد يمثل نقطة تحول جديدة نحو الاتجاه بمؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي لأن تكون أدوات قوية وفاعلة في تعزيز التنمية الوطنية على المستوى الاقليمي من جهة وأيضاً على المستوى العالمي من جهة أخرى، فالتبادل الثقافي الذي نتحدث عنه هو أن يرى القادم إلينا من أوروبا وأميركا وغيرها من دول العالم بعينيه وأن يعي وأن يفهم ثقافاتنا وحضارتنا بصورة تساعده في التدقيق وإعادة النظر في الصورة النمطية التي أخذها عن هذه القيم وتلك الثقافة في مجتمعه، والتي عادة ما تدفع بالمعلومات الخاصة بها وسائل الإعلام وبعض الجامعة التي لا ترى في الآخرين إلا كل سوء ولا ترى فيهم إلا عالة على العالم المتقدم· واقترح د· سالم تنظيم أسابيع ثقافية لمؤسسات التعليم العالي في الدولة في دول أخرى كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وغيرها من الدول الآسيوية والأوروبية والأميركية يطلع من خلالها أفراد هذه المجتمعات على ثقافة وقيم وحضارة مجتمع الإمارات، إذ سوء الفهم الذي يحدث في رسم الصورة النمطية دائماً يأتي من جانب رجال السياسة والإعلام وهؤلاء عادة لا تعنيهم مفردات كالإرث الثقافي والحضاري، وتمازج الحضارات والثقافات وتفاعل القيم التي يحرص عليها الأكاديمي كعناصر أساسية في أدائه اليومي داخل مؤسسته الأكاديمية· وأشار توم ديفيز مدير تقنية المعلومات إلى أن كثيراً من المواقف تحدث في جامعة زايد داخل الصفوف الدراسية يجد فيها الأستاذ رؤية مغايرة من طالباته لرؤيته التي يستند إليها في موضوع ما وبالطبع هذه الرؤية تكون نتاج تراث ثقافي وحضاري طويل يعكس مفردات البيئة التي نشأ فيها هذا الاستاذ أو الطالبات، وعلى الرغم من أن رؤية الطالبات قد تختلف مع رؤية الأستاذ أو العكس فإن الطرفين يحملان لبعضهما البعض كل الود والاحترام والتقدير، ولو أمكننا توسيع هذه الدائرة والخروج بها من الفصل الدراسي إلى المجتمعات لعمت الفائدة أكثر على البشرية ولأمكننا إدارة حوار فعال بين الشرق والغرب يقوم على أسس في مقدمتها خدمة الإنسانية· وأكد الدكتور براين جلوري مدير مركز اللغة الإنجليزية على أن اللغة تعتبر الأداه الرئيسية في جسور التواصل ا لحضاري إذ أنه بدون اللغة لا يمكن لهذه الجسور أن تمتد أو يشتد عودها، والمعضلة التي تواجهنا في جامعة زايد وغيرها من مؤسسات التعليم العالي هي أن الطالب الذي يأتينا من الثانوية العامة يعاني من ضعف شديد في اللغة الإنجليزية وبدلاً من أن يكون دور الجامعة هو التأكد من سلامة البناء الأكاديمي لهذا الطالب الذي أمضى 12 عاماً في التعليم قبل أن يصل إلينا يصبح دور الجامعة هو إعادة هيكلة هذا البناء والانطلاق ببعض الطلبة في تدريس اللغة الإنجليزية من الصفر، وللأسف الشديد فإن الطالب الذي يعاني من ضعف في اللغة الإنجليزية يعاني أيضاً من ضعف في اللغة العربية، وكنا نتمنى لو أن وزارة التربية والتعليم اتجهت مبكراً إلى علاج هذا الخلل الذي لم يعد خافياً على أحد والذي يمثل عائقاً حقيقياً في سبيل تحقيق التواصل الحضاري لهذا الطالب أو ذاك مع أقرانه في مختلف المؤسسات الأكاديمية· تجربة كوريا الجنوبية وأكد الدكتور مايكل ألين عميد كلية الأداب والعلوم أن التفاهم بين الشعوب قد يأتي كنتاج لجهد أكاديمي بارز من مؤسسات التعليم وخاصة الجامعات، ففي كوريا الجنوبية التي عمل بها سنوات طويلة وجد ''ألين'' صورة فريدة للتعليم، فالتعليم هناك ليس داخل الكتاب المدرسي أو الجامعي بل إن التعليم حالة عامة يعيشها المجتمع ويتفاعل معها ومن هنا جاءت نهضة هذه الدولة الفتية وتميزها خاصة في مجال التقنيات والعلوم، وأبرز ما في هذا النموذج التعليمي الكوري الجنوبي من مزايا هو عنصر النقد الذاتي فالكوريون الجنوبيون يحرصون دائماً على ممارسة النقد الــــــذاتي وبدون هذا النقد لا يتحـقق التطوير ولا يتم التحــــــديث وتظل الأمور ثابتة كما هي· وفي نهاية الندوة أكد سعادة الدكتور سليمان الجاسم أن التواصل الحضاري بين الشرق والغرب ينبغي أن يكون هدفاً استراتيجياً للجميع فقد خلق الله الانسان لعمارة الكون وليس لتخريبه أو احداث الفوضى به· ومن هنا فإن المؤسسات الأكاديمية في الشرق والغرب مطالبة بالقيام بهذا الدور بحيث يتعرف كل مجتمع على الآخر بصورة موضوعية لا لبس فيها · حوار في جورج تاون تطرق الدكتور جيف بيلناب عميد التعليم العام في جامعة زايد إلى عدد من التجارب المميزة لطالبات جامعة زايد عندما أرسلت الجامعة عدداً منهن إلى جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأميركية وهناك التقت الطالبات نخبة من أساتذة الجامعة والطلبة ودارت بينهم حوارات ثرية حول الإسلام والعروبة ونظرة الشرق إلى الغرب والعكس وكذلك الصور النمطية التي يحملها كل منهما عن الآخر· بالإضافة إلى بعض الكتابات في وسائل الإعلام حول القيم والعادات والتقاليد في الشرق، بل تميزت الطالبات في إدارة محاور النقاش في محاضرة عامة حول الإسلام في عيون غربية· انبهار أكاديمي من جانبه أكد الدكتور عبدالله أبونعمة عميد مركز الابتكار التقني أن التعليم يمكن أن يساهم في ردم الفجوة بين الشرق والغرب من خلال تقريب الصورة الذهنية عن الجانبين وابراز الجوانب المضيئة والمشتركة بينهما دون الأخذ بهما إلى حافة التناحر، فالتعليم الأميركي يحظى - كنموذج تعليمي - في العالم العربي باحترام كبير ولا أحد ينكر الدور الأميركي في الاكتشافات العلمية والإبداع التقني الهائل الذي يشهده العالم وهناك انبهار كبير بهذا الدور، وكثير من أساتذة جامعة زايد في شهر رمضان الماضي وجدوا أنفسهم يندمجون دون أن يدروا مع مظاهر الشهر الكريم وأعرف عدداً كبيراً منهم لا يتناول الطعام طوال اليوم ويجد لذة في مشاركة الآخرين من الطالبات والأساتذة معاني ذاك الشهر الفضيل، أيضاً كثير منهم عندما تتاح له الفرصة لزيارة مجالس المواطنين أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية كالأعراس يشعرون بمتعة كبيرة خاصة عندما يرون تلك الصورة الرائعة من التلاحم بين الأسر والجيران والأصدقاء· مرحباً في الإمارات قال الدكتور كينث ستارك عميد كلية الإعلام: عندما يحدث التفاعل بين الناس فإنه من الأجدر أن يتجه هذا التفاعل إلى الذات أولاً، فإذا لم يفهم الإنسان ذاته فإنه لن يستطيع فهم الآخرين وهناك أفكار جامدة كثيرة تطغى على صورة العلاقة بين الغرب والشرق وفي الآونة الأخيرة شهدت صورة العربي والمسلم كثيراً من المغالطات التي ساهمت فيها أيضاً فئات من الطرفين في الشرق والغرب لدرجة باتت هذه الصورة رمادية، ولعل التعليم يقدم دوراً حيوياً في هذه الاشكالية، فالتعليم ليس ذلك النمط الذي يقف فيه الاستاذ داخل الصف الدراسي ويقول كلمته ويمضي، بل إن التعليم المنشود والذي تأخذ به جامعة زايد أيضاً يعتمد على إعمال العقل وإذكاء الفكر وتحرير الرؤية من القوالب الجامدة، وقد ذهبت طالبات من جامعة زايد في زيارة علمية إلى فيرجينيا وقدمت الطالبات صورة حضارية في التعامل مع الآخرين حتى هؤلاء الذين اختلفوا معهن، بل إن الإجابة الهادئة التي قدمتها إحدى الطالبات من جامعة زايد على سؤال ملتهب لطالبة أخرى من جامعة فيرجينيا ربطت فيه الطالبة الأميركية بين الإرهاب والعرب، وجاءت إجابة الطالبة المواطنة أكثر من رائعة فقد تحدثت بهدوء ولم تسرد تفاصيل كثيرة فقط كل ما قالته ''ندعوك لزيارة الإمارات والاطلاع على معالم نهضتها الحضارية وبعدها ننتظر منك الإجابة على السؤال إذا ظل هذا السؤال لديك''· حضارتنا لا تعرف إقصاء الآخر أكد الدكتور نصر عارف رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة زايد على أن الحضارة العربية الإسلامية تتسع للآخر ولا تتعامل معه من زاوية ''النبذ'' أو الإقصاء، فهناك نماذج كثيرة في تاريخنا تجعل من التعليم والتعرف على ثقافة وقيم وتقاليد الآخرين فرضاً من الفروض الواجب اتباعها وتنفيذها بكل دقة، ولعل رسالة جامعة زايد وإدراكها لهذه المهمة النبيلة في مد الجسور والتواصل مع الآخرين دون النظر لعرق أو دين أو لون أو لغة يضع هذه الجامعة على الطريق الصحيح، وما حدث في السنوات الأخيرة وخاصة بعد اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية لا يحمل بأي حال من الأحوال سنداً شرعياً للقيام به وهؤلاء وغيرهم من غلاة المتطرفين في الشرق والغرب يجب ألا يمنحوا فرصة من خلال زيادة مساحة الجفاء بين الجانبين، وعلى المؤسسات الأكاديمية وقادة الرأي في المجتمعات الشرقية والغربية بذل مزيد من الجهود للوصول إلى حالة من التفاهم حول ثقافة تجمع الجميع وتأخذ بأيديهم نحو طريق الخير والسلام والرخاء· تدريب العقول أكد البروفيسور دريك سيسل أحد أبرز خبراء التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية خلال الندوة على أن جامعة زايد أصبحت إحدى المؤسسات الأكاديمية التي تحظى بسمعة مرموقة على الصعيد الأكاديمي داخل الولايات المتحدة الأميركية حيث استقبلت الجامعات الأميركية عدداً من الوفود الطلابية الإماراتية من جامعة زايد وقدمت طالبات الجامعة من خلال المحاضرات والمشاركة في الندوات وورش العمل صورة لم يكن لدى كثير من قادة الرأي في الولايات المتحدة الأميركية إلمام كامل بأبعادها وملامحها، فقد كانت طالبات الجامعة سفيرات فوق العادة للقيم والتقاليد والتمسك بالماضي والإبداع في الحاضر ورسم صورة حضارية عن المستقبل المنشود· وقال سيسل: إن دور جامعة زايد يمتد إلى تعزيز التفاهم العالمي بين مجتمع الإمارات وغيره من المجتمعات، فالتعليم يعتبر من أبرز المجالات المهيئة للقيام بهذا الدور الحيوي إذ لا يمكن تحقيقه التواصل الحضاري وفهم الآخر بصورة جيدة دون أن نعرف ونتعلم ما هي محددات شخصية هذا الآخر وما هي ثقافته وقيمه وعاداته وتقاليده، وما هي الأشياء التي ترضيه وتلك التي لا يحبها وهكذا لا يمكن الوصول إلى هذه الصورة من الوضوح والنقاء في التعامل مع الآخرين دون وجود نموذج متطور وفعال في التعليم· وأوضح أن جامعة زايد اختارت أن تقدم نموذجاً تعليمياً يطلق عليه ''تدريب العقول'' فالقضية ليست في كم المعلومات الذي تقدمه للطالب أو للمتعلم، وليست في مهارة وكفاءة عضو هيئة التدريس، وأيضاً ليست في تميز التجهيزات التعليمية الموجودة في بيئة الفصل الدراسي وإنما المسألة ترتبط بأكثر من ذلك جوهرية وهو ما نطلق عليه ''تدريب العقول'' إذ بدون هذا التدريب تصبح العقول مجرد صناديق فارغة تستقبل المعلومات والبيانات دون تمحيصها ثم تحفظها لفترة ما وبعد ذلك تسترجعها، وفي هذه الحالة لا يطرأ شيء على البناء العقلي للشخص إذ لا تزال المهارة الأساسية لديه هي مهارة الحفظ والتلقين والاسترجاع، ومن هنا جاء نموذج ''تدريب العقول'' الذي يرسخ لدى العقل مهارات كثيرة في مقدمتها التفكير النقدي والتحليل الموضوعي، وإدراك حقائق الأشياء، وهذه الركائز الأساسية للتفكير تجعل الشخص على وعي كامل بكيفية التعامل مع الآخر والتفاعل معه في إطار واسع من ثقافة التسامح والسلام وإدراك حق الآخر في الحياة· حاضنة لثقافات متنوعة أكد الدكتور لاري ويلسون نائب مدير جامعة زايد أن رسالة الجامعة التي حددها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان تركز على بناء الشخصية الطلابية وغرس مهارات القيادة لدى الطلاب والطالبات من خلال مناهج دراسية فعالة تعتمد على هذه الثروة الهائلة من مصادر المعلومات والتقنيات المتطورة بعيداً عن الحفظ أو التلقين الذي تأخذ به مؤسسات تقليدية أخرى، كما ركزت رسالة الجامعة على جودة التعليم كمدخل أساسي لأي أداءٍ بها وأن تتم عمليات قياس هذه الجودة وفق معايير عالمية من خلال الاعتماد الأكاديمي العالمي الذي تقوم به مؤسسات مهنية مرموقة· وأوضح أن رسالة الجامعة تتفاعل مع العولمة كمظهر من مظاهر الحياة في القرن الواحد والعشرين في سياق واضح من الالتزام بالخصوصية الثقافية لهذه المجتمع والتمسك بثوابته وقيمه الأصيلة وعقيدته وتراثه الخالد، وفي الوقت نفسه تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي مع المؤسسات والمراكز الأكاديمية العالمية من خلال ابتعاث وفود طلابية ومشاركة لأساتذة في المؤتمرات والندوات العلمية على المستوى العالمي· وأكد ويلسون على أن أحد أهم ركائز رسالة الجامعة يتمثل في البعد الثقافي الذي يجعل الجامعة حاضنة لثقافات متنوعة وتقاليد متباينة وقيم مختلفة وعلى الرغم من ذلك تتفاعل كلها جنباً إلى جنب دون أن يحدث بينهم أي تنافر أو اختلاف، وبالطبع فإن هذه الخصوصية التي جعلت من جامعة زايد جسراً للتواصل الحضاري في حاجة مستمرة لأن ندعمها ونعزز من قواها وفي هذا الصدد تبتعث الجامعة سنوياً وفوداً طلابية إلى عدد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة في الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، وسنغافورة، واليابان، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وبلجيكا، وغيرها من دول العالم للتعرف على الثقافات والقيم والتقاليد السائدة في تلك المجتمعات وأيضاً لابراز ثقافة وقيم مجتمع الإمارات وتعريف الآخرين به، ومن هنا فإن التفاعل الثقافي الذي تقوم به الجامعة لا يقل أهمية عن الدور الأكاديمي الذي تلعبه كمؤسسة رائدة على الصعيدين المحلي والإقليمي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©