الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا واليابان: حان الوقت لتجديد التحالف

أميركا واليابان: حان الوقت لتجديد التحالف
17 نوفمبر 2010 20:47
في آخر مرة التقى فيها أوباما بنظيره الياباني -منذ عام تقريباً- لم يكن للوعد الذي تبادلاه بالعمل على إحياء التحالف بينهما صدى يذكر. أما الآن، وعلى الرغم من أن القمة الاقتصادية للدول العشرين، التي انعقدت الأسبوع الماضي، قد غطت على هذا الموضوع، فإن الرجلين يبدوان مستعديْن لتحقيق تقدم بشأنه في لقائهما الذي سيتم نهاية هذا الأسبوع. فالتحالف الأميركي - الياباني الذي مر بفترة من الانحراف عن المسار، بات جاهزاً للتجديد. وهناك حدثان كانا سبباً في إنهاء هذه الفترة. الحدث الأول: هو أن الحزب "الديمقراطي الياباني" دخل في مرحلة جديدة من النضوج السياسي. فعلى الرغم من أن الحزب لا يزال أمامه طريق طويل حتى يتحول من حزب معارضة إلى حزب حاكم فاعل، إلا أن الانتخابات التي جرت داخله منذ شهرين مثلت منعطفاً حاسماً حيث تمكن من خلالها "ناوتوكان" رئيس الوزراء، من ترسيخ سلطته بعد أن تمكن من تحقيق فوز مُقنِع على "إيتشيرو أوزاوا"( مؤسس الحزب). وأسفرت تلك الانتخابات أيضاً عن صعود جيل جديد من السياسيين منهم على سبيل المثال لا الحصر وزير الخارجية"سيجي مايهارا"، الذي يتبنى موقفاً براجماتياً بشأن الموضوعات الأمنية، ويدعم التحالف مع أميركا بقوة، ولديه توجه قوي نحو تعزيز مشاركة بلاده في الشؤون العالمية. باختصار يمكن القول إن تلك الانتخابات قد بددت الكثير من سحب عدم اليقين السياسي من سماء طوكيو، وإعادة تشكيل الحزب "الديمقراطي الياباني" في قالب جديد يجعل منه شريكاً أكثر فعالية للولايات المتحدة. أما الحدث الثاني، فهو المواجهة البحرية التي تمت بين اليابان والصين عندما ارتطم زورق صيد صيني بسفينتي خفر سواحل يابانيتين بالقرب من جزيرة "سنكاكوس" المتنازع عليها مما حدا بالسلطات اليابانية لاعتقال ربان السفينة، وهو ما ردت عليه الصين بإيقاف تصدير عناصر معدنية نادرة تحتاج إليها اليابان بصورة ماسة لاستخدامها في صناعاتها الدقيقة فائقة التقنية. وأبرزت هذه المواجهة بين اليابان والصين، مدى أهمية التحالف مع الولايات المتحدة، سواء بالنسبة للحزب الديمقراطي الحاكم، والشعب الياباني على حد سواء. وبخلاف ما كان عليه الحال منذ عام، يبدو التحالف بين البلدين الآن جاهزا للانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل. في البداية، يجب أن تركز الجهود الرامية لإعادة إحياء هذا التحالف والمنتظر أن تبدأ عقب انتهاء قمة العشرين على موضوعين يعتبران الأكثر إلحاحاً بالنسبة للدولتين وهما: الصين والاقتصاد. فمع الثقة المتنامية بالنفس التي تشعر بها الصين كنتيجة لصعودها الاقتصادي المستمر، فإن واشنطن وطوكيو يجب أن تبذلا المزيد من الجهد للاستعداد لمواجهة أي احتمالات لانتهاج الصين لسياسات غير سلمية في سياق صعودها الاقتصادي. ويعني هذا ضرورة العمل من أجل تعزيز التكامل العملياتي بين القوات المسلحة الأميركية و" قوات الدفاع الذاتي اليابانية". ولمواجهة إقدام أي طرف معادٍ على نشر صواريخ بالستية قادرة على استهداف السفن الأجنبية والقواعد العسكرية في منطقة غربي المحيط الهادي، يتطلب الأمر من أميركا العمل على تعزيز منشآتها وقواعدها العسكرية ومنظوماتها للدفاع الصاروخي عن اليابان، مع القيام في الوقت نفسه باستكشاف المزيد من الخيارات المتعلقة بإنشاء قواعد جديدة عند الضرورة؛ كما يتطلب الأمر كذلك قيام اليابان بتحديث قدراتها العسكرية في المجالين الجوي والبحري. وفي إطار الاستعداد لمواجهة أي احتمالات للتصعيد من جانب الصين يجب على الولايات المتحدة واليابان التخطيط من أجل زيادة وتيرة ونطاق التعاون العسكري مع الدول الأخرى المعنية في المنطقة وخصوصاً الدول الديمقراطية وذات التوجهات الديمقراطية. والموضوع الذي يمثل أهمية قصوى بالنسبة للرئيسين في الوقت الراهن هو تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما، الذي توارى طويلًا خلف الأولويات الأمنية. وهناك العديد من المجالات التي يمكن للولايات المتحدة واليابان تعزيز التعاون بينهما فيها، منها على سبيل المثال: الطاقة النظيفة: فمن المعروف أن الدولتين لديهما برنامج للتعاون تحت مسمى" التحالف الأخضر" ومبادرة تحت مسمى "الشبكة الذكية"، وهما برنامج ومبادرة يمكن تطويرهما وتوسيع نطاقهما، كما يمكن تدشين نماذج أخرى جديدة مماثلة لهما مثل مبادرة للتعاون من أجل استنباط طرائق أكثر أمناً للتعامل مع المخزون العالمي المتزايد من النفايات المشعة. وفي مجال الرعاية الصحية تتميز الولايات المتحدة واليابان بمزايا فريدة، فهما لا تمتلكان تقنية متطورة في هذا المجال فحسب، بل لديهما أيضاً أعداد متزايدة من كبار السن الذين تتوافر لهم الموارد المالية التي تمكنهم من الحصول على أفضل رعاية صحية ممكنه. وإذا ما تعاونت الدولتان، فإنهما تستطيعان دعم أسواق الرعاية الصحية لديهما من أجل تطوير المنتجات الطبية القابلة للتصدير للدول الأخرى التي تعاني من شيخوخة السكان. التجارة لا تزال تمثل مساراً رئيسيا لتحقيق النمو الاقتصادي المستمر، ومن ثم يجب على الولايات المتحدة واليابان التعاون من أجل توسيع الفرص التصديرية في الأسواق الصاعدة، كما يجب عليهما أيضا التعاون من أجل تصعيد الضغط على الصين كي تقوم بإعادة تقييم عملتها. ويمكن لهما في هذا السياق أن يقنعا دولاً أخرى من دول مجموعة العشرين بالانضمام إليهما في هذا المجهود. على الرغم من الغياب المحتمل لإعلان أمني مشترك، (وهو شيء كان مطلوباً للغاية في الذكرى الخمسين للتحالف)، فإن الاجتماع الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي بين "أوباما" و"كان" يستحق المتابعة، لأنه يمثل نقطة فارقة بين فترة الانحراف عن المسار للتحالف بينهما، وبين فترة جديدة تشهد إحياءً وتنشيطاً لهذا التحالف. باتريك إم كرونين - مدير عام برنامج الأمن الآسيوي التابع لمركز دراسات الأمن الأميركي الجديد دانيل كليمان - زميل زائر بالبرنامج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©