بيروت - عماد ملاح
المعروف ان العقاقير المنومة لا تظهر آثارها الضارة سريعا، مما يجعل المصاب بالأرق يستسهل اللجوء اليها، غير ان لتلك الحبوب أضراراً كثيرة على المدى البعيد· ففي حال تناولها بكثرة، فإنها تصبح بمثابة ''فخ'' يجدر بنا معرفته وتفاديه·
أسباب الأرق
ويتوقف جزء كبير من المسألة على نوع الحبوب المنومة المستعملة، لذا فمن المفيد البدء بالتمييز بين أنواعها المختلفة، أما العلاج الفعال فيكمن في فهم أسباب الأرق، فالنوم هو تعويض أو محطة راحة في الدورة اليومية، لكنها قد تتحول إلى محطة اضطراب اذا ما كانت أجزاء الدورة اليومية مضطربة، وحين يحدث الاضطراب فهذا يعني ان هناك خللاً ما يجب البحث عنه واصلاحه، فماذا يمكن ان يكون هذا الخلل؟
يخضع النوم لوتيرة تعاقب الليل والنهار، لكن أنماط الحياة أحدثت تعديلاً في وتيرة الجسم الداخلية، فالأشخاص الذين يتناولون طعامهم في مواعيد محددة، وينامون ويستيقظون في ساعات منتظمة هم قلة، فإذا كان جسمك مبرمجاً على النوم باكراً، وجاءت ساعة نومك ولم تأو إلى الفراش، فإن النوم يصبح بعد ذلك أمراً صعبا· ومن الممكن تعديل الوتيرة، وذلك بإدخال بعض التغييرات عليها، فاذا كنت مثلاً ممن ينامون في الضحى، فبامكانك تغيير ذلك والانضمام الى فئة الذين يستيقظون باكراً، شرط ان يترافق ذلك مع تغيير شامل تدريجي في الوتيرة البيولوجية·
حذار المنبهات
الحديث عن الأرق يرتبط بالمنبهات ففنجان قهوة واحد يحتوي على كمية تتراوح بين 95 و 125 ملغ من الكافيين، في حين ان فنجان الشاي يحتوي على كمية تراوح بين 60 و 90 ملغ منه· كما ان هناك منبهاً آخر يغفل الجميع الاشارة اليه، وهو مادة ''الشوكولا'' المحتوية على مادة شبيهة بالكافيين، فهذه المادة تعتبر المسؤول عن حوادث أرق الاطفال·
كما أن لوجبة العشاء تأثيراً في هذا المجال، فالساعة التي يتم فيها تناول الطعام، والمواد التي يحتويها لها تأثير، اذ ان الاكل يحتوي على قدر كبير من ''البروتينات''، يطيل عملية الهضم، ويجبر المعدة على القيام بعمل أكبر، ويجعل الجسم اكثر تنبهاً واستعداداً للاثارة، مما يتسبب بحدوث الأرق·
نوعان من الأرق
مع ذلك فاذا كان علاج الأرق الناتج عن مرض ما سهلاً نسبياً، فإن علاج الأرق الناتج عن خلل في الدورة البيولوجية للجسم، يبقى عقدة مستعصية·
وقد أجريت اختبارات عديدة، أثبتت ان من يتعاطى المنومات يصعب كثيراً معالجته من الأرق· لكن ثمة اطباء تمكنوا من علاج مرضاهم بواسطة حبوب منومة وهمية، فاتضح لهم ان المريض ينام بشكل عادي، لكن الاساس في نجاح هذا العلاج، يكمن في ان يعرف المريض، ان الدواء الذي يتناوله هو دواء وهمي···
عدد اليوم
