الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تمام الأكحل: أعمل على تعريب اللوحة

تمام الأكحل: أعمل على تعريب اللوحة
4 ديسمبر 2018 00:58

غالية خوجة (دبي)

الشمس لوحة ترسمها الأرواح العائدة إلى فلسطين وهي تعبر ممرات دروب الآلام، وعبْر بوابات هذه الدروب، التقيت بالفنانة التشكيلية تمام الأكحل المولودة في يافا عام (1935)، المقيمة في الأردن، التي اختيرت عام 2012 شخصية العام الثقافية الفلسطينية ونالت وسام الاستحقاق الفلسطيني، زوجة الفنان التشكيلي إسماعيل شموط، والتي شكلت من ذكرياتهما كتاباً بعنوان «اليد ترى والقلب يرسم».
ومن يرى هذه الفنانة يجد أن الطيبة الروحية المتوهجة تصافحه متفائلة بالعودة إلى البيت الأول، لا سيما وأن مفتاحه ما زال معها، وحلمها مازال معها، وكلاهما يشعان من أعمالها، وذكرياتها، وهي تجيب «الاتحاد» عن أسئلة بدأناها: حياتك بلوحة؟
فقالت: عشت سعيدة بنضالي من خلال اللوحة والمرحوم إسماعيل شموط كان يحدثني عن الحب والحياة قبل سفري إلى روما، ثم سألني أن نكون جناحين لطائر اسمه فلسطين لنحكي للناس قضيتنا، وكنا أول اثنين درسا الفن، ومع النكبة تشردنا إلى بيروت، ورأيت مخيم صبرا وزرت صديقتي في (مقبرة الداعوق)، وأثرت في نبضاتي طريقة الحياة، فعدت إلى البيت وبدأت أحوّل ما بداخلي إلى تشكيلات من الطين، ثم استعرت ألوان أمي التي تصبغ بها ثيابنا كي لا تبدو قديمة، وبدأت الرسم، لذلك ألواني أقرب إلى الثوب الفلسطيني والفلكلور الفلسطيني، أمّا الريشة، فقصصت جزءاً من شعر رأسي ولفتته على القلم، واستعرت أوراقاً من جارتنا، ثم انطلقت إلى اللوحة كحياة.
واسترسلت: أول معرض شاركت فيه كان عمري 14 عاماً، ورفضت بيع لوحاتي رغم وضعنا المادي البائس لامرأة أجنبية دفعت لي مبلغاً عالياً، لأنني شعرت أنها من ضمن الذين احتلوا فلسطين، ولم أندم حتى الآن.
أمّا عن ألوان الأرض، فردت: هي ألوان الثوب الفلسطيني، أرسم ولكنني لا أكرر ما أرسمه، لأن الحالة قد تمتد إلى حكاية من الذاكرة، أو الحاضر، أو الحلم، لعدة لوحات، ثم أضيف إليها التحولات بين فترة وأخرى، تبعاً لما يجول في أعماقي، وأكملت: أعمل على تعريب اللوحة العربية وإقليمية الموضوع، والهوية العربية.
وأضافت: اخترعت طريقة (حركة الفنانين العرب)، بعدما رأيت أن للعالم مدارسه ومذاهبه وحركاته التشكيلية، بدءاً من أوروبا إلى أميركا والبرازيل والمكسيك وروسيا وغيرها، متسائلة: لكن، أين مدارسنا ومذاهبنا وحركتنا التشكيلية العربية؟ شعرت بأن دوري كفنانة أن أعمل على عروبة اللوحة، وشعرت أني أريد أن أحكي مشاعري بأسلوبي، والحصان العربي الأصيل رمزي، لأخلاقياته وصفاته الأخرى، وهذا ما دفعني لأرسم لوحة من هواجس مجموعة محمود درويش «لماذا تركت الحصان وحيداً»، وهذا ما جعلني أؤسس مدرسة (يا ليل.. يا عين)، المعتمدة على تجريدية التكرار والإيقاع الموسيقي بمقاماته المتحولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©