الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحسن القصص

21 أغسطس 2011 23:17
تُعد القصة من الفنون الأدبية عميقة التأثير وتلعب دوراً كبيراً في إيصال الأفكار، فهي أقرب للفهم، خاصة حين تكون في قالب فني مناسب وأدوات جاذبة، ولا يستطيع المرء حين يجول في قصص القرآن الكريم إلا أن يدهش لهذا الأسلوب القصصي، المعجز. نلاحظ بجلاء الأسلوب القصصي في القرآن الكريم، وبلا شك في أن القصة أقرب إلى عقول الناس ونفوسهم، إذ تجذبهم بكل بساطة، وتخاطب مختلف المستويات، وهذا الأسلوب أكثر الجوانب كمالاً وجمالاً وروعةً لوجود سائر مقومات القوة الفنية فيه بأرقى درجاتها. ونحن نعيش نفحات شهر رمضان، ترى الناس عاكفين على قراءة وحفظ القرآن الكريم، نستذكر إعجاز هذا الكتاب، الذي تحدى العرب في ميدان برعوا فيه أيما براعة، فهم أهل وفرسان الفصاحة والأدب والشعر، وتحدَّاهم أيضاً في القصص، وذلك لأنهم برعوا في نسج القصص والحكايات والأساطير والأخبار، التي تصوِّر العظة والعبرة فيها، وقد حفل القرآن الكريم بألوان متعددة من القصص التي دخلت القلوب والعقول، بسلاسة وبلاغة صورها، من خلال تجسيد الصراع بين الحق والباطل. وبلا شك فإن أسلوب القص من مواطن الجمال في القرآن الكريم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ولا يمكن الإحاطة بها، كما جاء في التنزيل العزيز: “نحن نقص عليك أحسن القصص”، وقد جمعت هذه القصص القرآنية في روعة واقتدار بين “الدين والأدب والتاريخ”، وذلك التلاقي المدهش بين المجالات الثلاثة كان سبباً من أسباب جمال القصة القرآنية وتفسير هذه الميزة الفريدة للقصص القرآني، كما يرى الدكتور عبد الجواد المحص صاحب موسوعة الجمال في القرآن الكريم التي نال عليها جائزة الشيخ الشعراوي عام 2005م يعود إلى أن القصص القرآني يخاطب حاسة الوجدان الدينية بلغة الجمال الأدبية عارضاً أمامنا أحداثاً من التاريخ وصفها منزلها جل شأنه بأنها من “أنباء الغيب” التي ما كان يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من قومه قبل نزولها، فهي أوثق الوثائق التاريخية على مر العصور. وقد نهل العديد من أعلام الشُّعراء العرب المعاصرين من القصص القرآني من هذا الكنز الثمين والمنهل العذب من جمال لفظِه وروعة قصصه؛ حباً واقتفاء بأثره. فها هو الدكتور الشاعر محمَّد رجب البيومي يستلهم قصة السيدة مريم العذراء: يَسْقُطُ الرزقُ كالغَمَام عليها إذْ تَرُومُ الغذَاءَ حُلْوًا شَهِيـَّا هو منْ جَنَّة الخُلُود فمنْ ذا وَرَدَ الخُلْدَ وهو ما زالَ حَيَّا حـَدَثٌ رَائــع تَعَجـــّبَ منْهُ حينَمَا طَافَ حوْلها زَكَرِيـا إيهِ يَا مريَمُ العجيبَةُ “أنّى ............ لَكِ هَذَا” لَقَدْ بَلَغْتِ الثُّرَيَّا أنْتِ مِنْ عَالَمِ السماء مَلاكٌ ............. هَبَطَ الأَرْضَ فَاغْتَدَى إنْسيّا إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©