الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زحام القضايا أصاب «الرجل الغامض» بالسطحية

زحام القضايا أصاب «الرجل الغامض» بالسطحية
17 نوفمبر 2010 19:36
عاد هاني رمزي للتوليفة السينمائية التي يفضلها وحقق من خلالها النجاح في أفلامه الأولى، وذلك من خلال فيلمه الجديد “الرجل الغامض بسلامته” قصة وسيناريو بلال فضل في أول تعاون يجمعهما، من إخراج مدير التصوير محسن أحمد في تجربته الثانية كمخرج ويشارك في البطولة نيللي كريم ومروة حسين وحجاج عبدالعظيم وشعبان حسين ويوسف داود وفريال يوسف ومها أبو عوف ووفاء سالم وأشرف زكي وعمر الحريري وحسن حسني وإيمان شاكر. ظهور “الرجل الغامض” في دور العرض السينمائية استغرق نحو عامين فقد تعثر الفيلم عدة مرات وتوقف تصويره أكثر من مرة وكان من المتوقع أن يكون ذلك التأخير في صالح الفيلم، لكن يبدو أن المشاكل نالت جزءاً من جهد صناعه الذين فضلوا أن يلحق الفيلم بموسم عيد الفطر الذي يكاد يخلو من المنافسة مع نجوم الكوميديا، لينفرد هاني رمزي بالنصيب الأكبر من استقطاب الجمهور. ورغم أن السيناريو يعتمد بشكل أساسي على رؤية الكاتب الساخر بلال فضل للكثير من السلبيات الاجتماعية وانتشار الفساد في العديد من القطاعات، إلا أن الفيلم جاء خليطاً من الرومانسية والسياسة والنقد الاجتماعي ولكنه لم يطرح قضية واحدة بشكل عميق، ورغم أن الجرعة الكوميدية كانت تسمح بأن يتناول فكرته بصورة أكثر تحديداً عن الأوضاع المعكوسة التي تدفع شاباً في مقتبل العمر إلى أن يصنع نجاحه ومستقبله بناء على كذبة يدفعه إليها الظلم الذي تعرض له. تبدأ الاحداث في مطار القاهرة حيث اعتاد “عبدالراضي” (هاني رمزي) الوقوف لمغازلة النساء الجميلات وأمام ضابط الشرطة بالمطار (حجاج عبدالعظيم) يعترف “عبدالراضي” بمأساته، فهو يعمل موظفاً بشركة للألبان ويحتاج لسنوات حتى يتمكن من الزواج ويتفهم الضابط ظروفه ويسمح له بالانصراف وتكون المفارقة أن الضابط نفسه يبدأ إعادة حساباته هو الآخر لنكتشف أن الضابط يعاني نفس المشكلة. وتمضي الأحداث لنرى “عبدالراضي” يحاول كشف تورط بعض الجهات في فساد إداري ومالي داخل شركته، وبدلاً من مكافأته تكون النتيجة فصله من عمله ويلتقي “عبدالراضي” مصادفة بالفتاة الارستقراطية “لميس” (نيللي كريم)، حيث تتصور أنه رجل أعمال ثري بعد أن شاهدته ينزل أمام أحد الفنادق الكبرى من سيارة فارهة يقودها سائق شاب، والسبب أن “عبدالراضي” تعرض لحادث تصادم مع الشاب سائق السيارة وبدلا من أن يحصل منه على تعويض مادي يطلب منه أن يمر عليه أمام منزله ليقضي له بعض المشاوير، وبعد أن قرأ “عبدالراضي” عن عقد احد المؤتمرات الاستثمارية بحضور الوزير يقرر التوجه إلى المؤتمر لكشف الظلم الذي تعرض له وهناك تدعوه “لميس” للمشاركة في ندوة خاصة لأحد أندية الليونز حول محاربة ظاهرة أطفال الشوارع وهكذا تتوطد علاقة “عبدالراضي” مع “لميس” وتزداد الكذبة اتساعا، عندما يدعي انه تبرع بمبلغ مالي ضخم لصالح المشروع وينظم النادي مؤتمرات في شرم الشيخ وتدعوه “لميس” للمشاركة في أعماله خاصة انه سيحضره وزير الاستثمار (اشرف زكي). ويجدها “عبدالراضي” فرصة لمقابلة الوزير وعرض مشكلته وكشف ما تعرض له من ظلم لكن الأحداث تقوده لكذبة أخرى وتقدمه “لميس” للوزير باعتباره رجل الأعمال الشاب “رضا الحلو”، وترصد تحركاته فتاة غامضة تقدم نفسها له على أنها ممثلة لإحدى الشركات العالمية “سميرة شهدان” (فريال يوسف) ويبدو أن العلاقة بين “عبدالراضي” و”لميس” تحولت من إعجاب إلى حب وفي منزل “لميس” نتعرف على أحوالها فهي تنتمي الى أسرة عريقة والدها توفي بعد ان فقد امواله في البورصة ووالدتها وفاء سالم تسعى لتزويجها من أي شاب ثري لإنقاذ الأسرة من ازمتها المالية، وبعيدا عن المنطق نرى السائق الشاب يرضخ لطلب “عبدالراضي” ويقبل ان يستضيفه هو وأسرة “لميس” في منزل مخدومه السفير السابق المشلول يوسف داود، حيث يواصل “عبدالراضي” كذبه ويدعي ان السفير هو والده وفي محاولة لاقتحام السياسة داخل سياق الاحداث نرى “سميرة شهدان” تهدد “عبدالراضي” بفضح أمره إذا لم يلب طلبها بأن يصبح رجل المؤسسة في الوزارة، فقد قادته ادعاءاته الكاذبة ليصبح مستشار وزير الاستثمار والرجل الثاني في الوزارة كما يقال وبعد أن علا نجمه يبدو ان رئيس الوزراء انتبه إلى انه وراء الأفكار الجديدة التي يرددها وزير الاستثمار ويخطط لإزاحته والتخلص منه، وبالفعل تهتز ثقة الوزير به بعد مقابلته لرئيس الوزراء ويقرر التخلص منه ليجد نفسه في الشارع مرة أخرى وتتطور علاقته بلميس سريعا ويتزوجها، وبعد حفل الزفاف يقرر مصارحتها بالحقيقة وفي الوقت نفسه تكشف له هي الأخرى عن المؤامرة التي دبرتها والدتها لتدفعه للزواج بها، وبشكل سريع ومتلاحق تتحول الاحداث إلى اطار بوليسي عندما يتم اغتيال الوزير ويجد “عبدالراضي” نفسه متهما بارتكاب الجريمة وفي النهاية تثبت براءته ويتضح ان المؤسسة العالمية المشبوهة وراء استغلاله والزج به في جريمة لم يرتكبها ويجد “لميس” بجواره تدافع عنه وتسعى لإثبات براءته. حاول السيناريست بلال فضل ان يطرح العديد من المشاكل الاجتماعية من خلال الاحداث، لكن البطالة ومشاكل الشباب وارتفاع اسعار الشقق وانتشار الفساد وظاهرة المستشارين في الوزارات ومأساة العلاج في المستشفيات الحكومية وغيرها، كل منها كانت تحتمل فيلماً بأكمله لذلك جاء التناول سطحياً ولم يكن هناك مبرر لإضافة نكهة سياسية بظهور شركة عالمية مشبوهة في الاحداث سوى انها احدى رغبات البطل هاني رمزي. أما المخرج محسن احمد فقد قدم فيلما لا يضيف كثيرا لتجربته الاولى في فيلم “السيد ابو العربي وصل” ولعل الميزة الوحيدة هي الصورة التي برع في تسجيلها. أما أداء الممثلين نيللي كريم وشعبان حسين ومروة حسين فقد جاء تقليديا ولم يضف الفيلم لرصيدهم الكثير، ولعل اللافت هو اداء فريال يوسف التي منحها السيناريو فرصة لتعزز تواجدها من خلال شخصية مثيرة غامضة أدتها بصورة جيدة. وفي زخم الاحداث غير المنطقية في كثير من الاحيان ضاع جهد المونتير والديكور والموسيقى التصويرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©