الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنك الدولي : زيادة الاستثمارات ضرورة لإيجاد فرص عمل

البنك الدولي : زيادة الاستثمارات ضرورة لإيجاد فرص عمل
28 أكتوبر 2006 22:18
إعداد - مصطفى عبد العظيم: دعا تقرير حديث للبنك الدولى حول التنمية في العالم حكومات البلدان النامية الى زيادة الاستثمارات الموجهة للشباب ما بين سن 12 الى 24 عاما والذين يتجاوز عددهم 1,3 مليار شاب فى هذه البلدان فقط· وكشف التقرير ان الشباب يشكلون حوالي نصف عدد العاطلين عن العمل على مستوى العالم، وينبغي على منطقة كمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تهيئ بمفردها، على سبيل المثال، 100 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام ،2020 وذلك حتى تستطيع تثبيت حالة العمالة لديها· علاوة على ذلك، فإن استقصاءات الشباب في منطقتي شرق آسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى ـ التي أجريت لأغراض بحوث هذا التقرير ـ تشير إلى أن القدرة على الحصول على فرص العمل، جنباً إلى جنب مع الأمن الجسدي الملموس، تُعتبر أكبر الهواجس لدى الشباب· ويمضي التقرير قائلاً إنه نظراً لوجود 1,3 مليار شاب يعيشون حالياً في بلدان العالم النامية ـ وهو أكبر رقم تبلغه شريحة الشباب على مر التاريخ، لم يكن هناك وقت أفضل من الآن للاستثمار فيهم، حيث إنهم أفضل صحة وأوفر حظاً من التعليم مقارنة بالأجيال السابقة، وحيث إنهم يدخلون قوة العمل في ظل انخفاض عدد المُعالين بسبب تغيّر العوامل الديموغرافية· إلا أن من شأن الإخفاق في اغتنام هذه الفرصة لزيادة فعالية ما يتلقونه من تدريب ليلائم احتياجات سوق العمل، ولجعلهم مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم أن يؤدي إلى تفشي حالة من الإحباط وخيبة الأمل، ومن ثمّ إلى توترات اجتماعية· ويقول فرانسوا بورجينون، النائب الأول لرئيس البنك الدولي لاقتصاديات التنمية ورئيس الخبراء الاقتصاديين، ''تتيح تلك الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يعيشون في البلدان النامية فرصاً عظيمة، كما أنها تنطوي كذلك على مخاطر جمة· فهذه الفرص عظيمة ما دامت لدى البلدان قوة عاملة أكبر حجماً تتمتع بمستوى مهاري أعلى ولديها عدد أقل من الأطفال· ولكن ينبغي إعداد هؤلاء الشباب إعداداً جيداً حتى يمكنهم العثور على فرص عمل جيدة·'' ويضيف التقرير أن أعداداً كبيرة للغاية من الشباب ـ حوالي 130 مليون شاب من الشريحة العمرية 15-24 سنة ــ لا تستطيع القراءة أو الكتابة، وأنه ما لم تنجح مرحلة التعليم الابتدائية في تحقيق الأهداف التعليمية المتوخاة منها، فإن التعليم الثانوي واكتساب المهارات لن تكون لهما أية جدوى· ولما كان هذا هو الحال، فقد بات لزاماً تعزيز الجهود في هذا المجال· وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 20 في المائة من الشركات العاملة في بلدان مثل الجزائر وبنغلاديش والبرازيل والصين وإستونيا وزامبيا تصنّف ضعف مهارات ومؤهلات العاملين باعتباره ''عقبة رئيسية أو شديدة أمام عملياتها·'' ولذا، فإن زيادة وتحسين مستوى الاستثمار في الشباب يمثلان البداية للتغلب على هذا العائق· ويقول ماني جيمينز، المؤلف الرئيسي للتقرير، ومدير وحدة التنمية البشرية في إدارة شرق آسيا والمحيط الهادئ بالبنك الدولي، ''أمام معظم بلدان العالم النامية فترة قصيرة لوضع الأمور في نصابها قبل أن تصبح تلك الأعداد القياسية للشباب في منتصف العمر، ولن يكون بوسعها، حينئذ، أن تجني ثمار هذا الكسب الديموغرافي· فالأمر لا يقتصر على مجرد تدعيم معلومات السياسات الاجتماعية· حيث إن ذلك قد يشكل أحد القرارات العميقة التي سيتخذها أحد البلدان النامية في إطار سعيه لاستئصال جذور الفقر وحفز اقتصادها·'' وتعزو إحدى الدراسات نسبةً تزيد على 40 في المائة من الزيادة في معدلات النمو في منطقة شرق آسيا قياساً بمنطقة أميركا اللاتينية في الفترة 1965-1990 إلى السياسات التقدمية بشأن الاقتصاد الكلي والتجارة والتعليم والرعاية الصحية والتدريب المهني، وكذلك إلى زيادة معدلات نمو شريحة السكان الذين هم في سن العمل· وستجد البلدان التي لا تستفيد من تلك الفرصة الديموغرافية أنفسها وهي في حالة تزداد تأخراً باطراد في الاقتصاد العالمي· ويقول التقرير إن 300 ألف شاب دون سن 18 سنة هم الآن منخرطون أو كانوا حتى عهد قريب منخرطين في صراعات مسلحة، وأن 500 ألف آخرين تم تجنيدهم في قوات عسكرية أو شبه عسكرية· كما أن الخبرة العملية في برامج نزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة تأهيلهم تبيّن أن من الممكن للشباب المقاتلين إعادة بناء حياتهم عن طريق الحصول على تدريب على العمل، وكذلك على مساندة طبية ونفسية· وتقول مامتا مورثي، وهي واحدة من مؤلفي التقرير وخبيرة اقتصادية أولى في مكتب شؤون منطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، ''يتمتع الشباب اليوم بمستوى أعلى من التعليم والانفتاح السياسي، كما ازداد اتصاله بالعالم الخارجي عن طريق التليفزيون والإنترنت والهجرة مقارنة بأي من الأجيال السابقة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تيسير تحولهم ليكونوا مواطنين ملتزمين بالقانون ومشاركين في بناء غدهم·'' وتضيف مورثي إن توجيه معارف الشباب وما يتمتع به من روح خلاقة يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي ويخلق تأثيراً مفيداً يستمر لوقت طويل، كما ستكون له تداعيات تتجاوز جيلهم إلى حد بعيد· فهي، ببساطة، ستؤثر على نواتج كفاح العالم ضد الفقر في فترة السنوات الأربعين أو الخمسين القادمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©